في الوقت الذي ندعو فيه «المسلمين» إلى حوار الحضارات وحوار الأديان، وكلما سعى المسلمون إلى التقدم خطوات في هذا المضمار نجد هناك من يسعى من الأديان الأخرى «مسيحية، ويهودية» إلى إعادتنا خطوات نحو الخلف. الخلاصة إن الإسلام لا يعادي الأديان، ويحترم اتباع كل دين، ويحترم معابدهم وعباداتهم، ولا ينكر الإسلام «اليهودية، والمسيحية» ويقدس أنبياءها ورسلها.. وهكذا هم المسلمون لا يكنون عداءً للديانتين.. اتباعاً لقرآنهم وسنة رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم. وإذا كان هناك عداء بين الغرب، والمسلمين.. فإنه عداء سياسي، وحول توجهات السياسات الاستعمارية الغربية التي تطمح في نهب العرب والمسلمين ثرواتهم، وتحتل أرضهم، ونتيجة للإنحياز الغربي السافر إلى جانب الصهاينة الغاصبين أرض فلسطين.. وهنا حرصت على تسمية «الصهاينة» لأني أفرق بين اليهودية والصهيونية كون الصهيونية سياسة استعمارية استيطانية عنصرية «تلمودية» غير توراتية.. باعتراف كثير من علماء اليهود التوراتيين خلال العالم. هذه هي الحقائق التي تتجاهلونها، وتتجاهلون التاريخ الحقيقي، وتتبعون تاريخاً زيف الحقائق لديكم وشوهها، وضلل حتى المسيحية بجميع أطيافها حول تاريخ الصهاينة.. بل لقد سعت الصهيونية من خلال اختراق المسيحية بواسطة اندساس العديد من دعاتها في المسيحية والوصول إلى مراتب «كاردينالات» الأمر الذي مكنهم من صهينة الفكر المسيحي، وتضليل المسيحيين بعد أن أخفقوا في وأد المسيحية في مهدها وإيقاف انتشارها، وما زال الصهاينة التلموديون ينخرون الجسد المسيحي ليهلكوه من داخله، ويثيرون العداوة بين المسيحيين والمسلمين.. لينتهي الإثنان ويخلو العالم للصهاينة «فيبنون جنتهم عليه» لأنهم ينكرون البعث بعد الموت.. ولا يرون إلا بناء جنتهم على الأرض على أنقاض المسيحيين والمسلمين. إن حديثك يا سيادة «البابا» في الأردن «بأن زيارتكم للمنطقة تجسد عمق العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية، واليهود» عبّر عن تجاهلكم أن المنطقة عربية ، مسيحية إسلامية وأنه يعكس التلاحم بين العهد الجديد والقديم، وحديثكم تزامن مع مؤتمر أوروبي يميني مناهض للإسلام، وذلك في كولونيا بألمانيا يوم 9-5-2009م بينما كان الأحرى أن يكون خطابكم إنسانياً، يقرِّب بين الأديان، بدلاً من إعلان تحالفكم مع اليهود.. أما من حيث العهد القديم والجديد فالتصنيف خطأ.. فإذا كانت اليهودية هي العهد القديم.. فإن المسيحية لم تعد العهد الجديد.. كون الثلاثة الأديان من إله واحد.. ويكفي الإسلام أنه لا ينكر اليهودية ولا المسيحية، وأن الله قد ختم به الرسالات.. فهو مكمل، ومصلح، ومصحح لما قبله. على أي حال.. غرضي هو دعوتكم إلى أن تكون رسالتكم توائم وتوفق وتشيع التسامح، والسلام بين الأديان، وتحارب الظلم والتعصب والإستعمار والإستبداد.