الفكرة والعقيدة وراء الحرب على الإسلام لم تكن حديثة أو عصرية .. إنها فكرة وعقيدة قديمة.. أصلها ومنشؤها صهيوني بامتياز.. قد تسللت الفكرة والعقيدة الصهيونية لتغزو الفكر والعقيدة المسيحية ليظهر تيار متعصب متطرف عنصري يسمى(اليمين المسيحي) أو مايعرف اليوم(بالمسيحية المتصهينة).. فالصهاينة قد عملوا منذ وقت مبكر على وأد المسيحية، وكانوا يعتقدون أن قتل المسيح(عيسى بن مريم) عليهما السلام كافٍ لذلك.. لكن المسيحية استمرت في الانتشار.. فسعوا إلى هدم المسيحية(عقيدة وفكراً) وذلك من خلال العمل على صهينة المسيحية(عقيدة وفكراً) وإشباعاً بالأفكار والمفاهيم والقيم الصهيونية عبر صهاينة التحقوا بالمسيحية كذباً.. واجتهدوا لكي يصلوا إلى كاردينالات ومواقع دينية رفيعة مكّنتهم من صهينة المسيحية وحشو الفكر المسيحي بالكراهية والحقد والتعصب والتطرف ضد الآخرين.. ليبدأ الصراع المسيحي الاسلامي بعد ذلك تحت شعارات عديدة إلى حد أن الكاردينالات الصهاينة في الأندلس كانوا يخططون لقتل علماء ورموز من المسلمين والمسيحيين في الأندلس لإثارة الفتنة وتحريض وإثارة المسلمين على المسيحيين، والمسيحيين ضد المسلمين.. ثم في الحروب الصليبية.. وعبر التاريخ بهدف إضعاف المسيحيين والمسلمين وبالتالي تصبح الغلبة للصهيونية التي تسعى للتسيّد على العالم. وظلت الحركة الصهيونية على هذا المنوال، وحسب الظروف تظهر وتخفت، تقوى وتضعف، تنجح وتفشل.. إلا أنها نجحت في ايجاد تيار في الغرب الأوروبي والأمريكي قوي إلى حد الهيمنة الفكرية والعقيدية على الغربيين وتحريضهم على المسلمين دوماً وأبداً بحجة أنهم قوم أو أمة متوحشة متطرفة متعصبة وهكذا استمرت المواجهة على مر التاريخ بين المسلمين والمسيحيين رغم المد والجزر في هذه المواجهة، والصهاينة لم يفتروا أو ييأسوا من تغذية هذه المواجهة.. ومازالوا على هدفهم في القضاء على المسلمين والمسيحيين عبر الحفاظ على الصراع المسيحي الاسلامي لينتهي الاثنان أو يضعفا، وتصبح السيادة والهيمنة على العالم للصهاينة، وتصبح البواقي من المسيحييين والمسلمين عبيداً لهم. أحداث 11سبتمبر 2001م فرصة نادرة لمعاودة الحركة الصهيونية تحريض الغرب الأوروبي الأمريكي المتصهين ضد المسلمين، وشن الحرب على الاسلام فكراً ومسلمين بحجة الحرب ضد التطرف والارهاب فانبرى الغرب يعلن الحرب على المسلمين ووجه كل مؤسساته الإعلامية والفكرية والثقافية لذلك ليقنع المسيحيين والعالم بشن حرب عسكرية واقتصادية وسياسية وتجارية على بلاد المسلمين بطريقة مباشرة.. وتارة تحت شعار “الحرب ضد الارهاب”.. ومن يعارض فهو إرهابي كان مسلماً أو غير مسلم.. هكذا نحج الصهاينة في إشعال الحرب بين المسيحيين والمسلمين بما لا يقل عن حرب عالمية.