بالأساس هم جزء لا يتجزأ من الحزب الجمهوري أو تيار يسيطر على الحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد نطلق عليهم «المتطرفون المسيحيون» بينما بعض المفكرين الأمريكيين يطلقون عليهم المسيحيين الصهاينة الذين أشبعوا بالفكر المسيحي المتصهين.. وهم أكثر الناس ادعاء والتزاماً حسب زعمهم بالمسيحية، ونهج المسيح.. ويحاولون أن يؤثروا على المسيحيين بإلباس سياساتهم العدوانية تجاه الآخرين لباس الدين.. وأن سياساتهم العدوانية ضد العالم إنما هي سياسة معسكر الخير ضد معسكر الشر.. فهم الخيرون وحدهم، والعالم كله أشرار، وذلك ما تجسد في خطاب إدارة بوش الابن حين ادّعى أنه يوحى إليه، وأنه ينفذ أوامر الرب، وأن حربه ضد العالم وبالذات ضد المسلمين هي حرب صليبية، ضد الإسلام.. ومعه كانت إدارته، والمحافظون في أوروبا حيث نظمت عناصرهم حملات إعلامية على الإسلام لإظهاره كفكر ودين إرهابي متعصب، عن طريق مقالات وكاريكاتورات تسيء إلى الرسول الأعظم، ومازالت الحملات في أوجّها من خلال تصوير “المآذن” كصواريخ تهدد المسيحية والأوروبيين والغربيين.. بل تعدى ذلك الأمر إلى مضايقة المسلمين في الغرب، والسعي إلى تقييد حرياتهم الشخصية في الملبس.. وكل هذا يقف وراءه المحافظون الجدد، والمسيحية الصهيونية أو اليمين المسيحي المتطرف. المحافظون الجدد ليسوا سوى امتداد للاستعمار الغربي القديم للعالم الغرب الرأسمالي الاحتكاري الذي مازال يطمع في العالم وثرواته وموارده.. وخاصة البلاد العربية الإسلامية بما فيها من ثروات، وخاصة الثروة النفطية، ولذا زرعوا العصابات الصهيونية في فلسطين كي تكون ذراعهم العسكرية المتقدمة في الشرق الأوسط لتشغل العرب والمسلمين عن التفرغ للتطور والتقدم والبقاء على التخلف والتبعية، وسوقاً لمنتجات الغرب.. خاصة منتجات السلاح، والغذاء. المحافظون الجدد يستولون على النظام الغربي مباشرة وغير مباشرة.. وهم يعدون موظفيهم ومستشاريهم، وقياداتهم إعداداً وتأهيلاً خاصاً يقوم ويبنى على “العقيدة الفكرية الدينية المسيحية المتصهينة”ويدربونهم في مؤسسات الحكم أثناء دراستهم في كلية “باتريك هنري” في الولاياتالمتحدة وبرامجها تعتمد على المسيحية الإنجيلية المتصهينة التي ترسخ لدى الطلاب أن عملهم يجب أن يكون في خدمة الله والمسيح والوطن.. وأنهم الأخيار وما دونهم أشرار، وأن الولاياتالمتحدة خلقها الله “لا لتعزل” ولكن لنشر الخير في العالم.. وبعد التخرج والتدريب تسهل لهم الإجراءات ليكونوا في مواقع حساسة وفعالة في توجيه القرار الأمريكي.. ليأتي إلى البيت الأبيض من أتى، فاليمين المسيحي الصهيوني المتطرف قد ضمن الهيمنة والتوجيه للقرار حسب أهدافه الاستعمارية للعالم.