- لبنى عبدالله .. - لم أفكر يوماً في الكتابة عن الرياضة خصوصاً كرة القدم بالذات لأني أصاب بالملل حينما أتابع ولو مشهداً واحداًً لأي مباراة، إنما ما شدني هو مشاركة منتخبنا في خليجي 18 خصوصاً مباراتهم مع منتخب الإمارات، وشدني وأذهلني الهدف السريع جداً كسرعة الصوت وهو أسرع هدف إماراتي سجل في أي بطولة لكأس الخليجوهذا الهدف يدل على سوء الحظ الذي يلحق بنا والنحس المطبوع على جبين لاعبينا في كل المشاركات التي يشتركون بها، فكان هذا الهدف بمثابة صدمة قوية وتعبير أصدق عن أسرع نحس يلاحقهم إلى حيثما تطأ أقدامهم المرتعشة، وإلى أي أرض يراهنون عليها ويعقدون عليها الآمال الثقال ليرسموا فرحة وطن ينتظرهم بفارغ الصبر ولكن الحظ دائماً يعاكسهم رغم جهودهم وأمانيهم وتطلعاتهم المحفوفة بالمخاطر. - أعترف بأني لا أجيد الحديث عن تقنيات اللعب وتحليل مجريات المباراة أو تشكيلة اللاعبين ومستوى أدائهم وقدراتهم، فهناك متخصصون في هذا المجال، ولكنني أتحدث عن قلة حيلتنا والفشل الذي يطاردنا أينما حللنا، فكلما أخذنا الحماس والهمة لتشجيع منتخبنا نصاب بالانتكاس فوراً حين ندرك بأن منتخبنا يكون كبش الفداء ويكون فوز أي فريق على حسابه وله الفضل في انتصاراته وتفوقه. - وبالعودة إلى الحديث عن مباراة منتخبنا مع الإمارات فقد سارت المباراة بأعصاب مشدودة وبصدمة صاخبة بسبب أسرع هدف كروي، أو بمعنى أصح أسرع نحس، وهو ما أفقد اللاعبين ثقتهم بأنفسهم وأحبط معنوياتهم وفقدوا بصيرتهم قبل بصرهم من الوهلة الأولى، وأيضاً إصابة الحارس المتألق سالم عوض الذي بذل مجهوداً رائعاً وبروح رياضية عالية وهمه الأول أن يدرأ ولو بعض النحس المحمول على عاتق الفريق.وقد تحسن الأداء في الشوط الثاني ليحرزوا هدفاً يتيماً قبل نهاية المباراة.. وبالتأكيد لاحظنا الفارق الكبير بين الفريقين، فوضع منتخب الإمارات أفضل وأقوى من حيث الإمكانات ومستوى اللعب وذلك بحكم أنهم أصحاب الأرض والجمهور وكل الخليج معهم، أما منتخبنا المسكين فلم تسانده حتى قناتنا المبجلة ولم تبث المباراة واكتفت ببث برامجها الباردة والمملة وظلت تعزف على إيقاعات ألمنا مزيداً من النحس والتعاسة، بينما تنهال الأصوات والنداءات والأغاني الحماسية في قنوات الخليج، وهذا له دور أيضاً في رفع معنويات الفريق. - والحقيقة الدامغة أن منتخبنا الوطني لكرة القدم ظهر بمستوى على عكس ما كان متوقعاً في بطولة الخليج الثامنة عشرة، وقلب تعادله في مباراته الأولى أمام الأزرق الكويتي في الافتتاح كل التوقعات التي كانت تؤكد بأن اليمن لن تكون إلا تكملة عدد في مجموعته التي تضم أيضاً الإمارات والكويت وعمان.ولتأتي المباراة الثانية أمام البلد المستضيف للحدث، ونؤكد من جديد أننا آتون للمنافسة، وبالكاد الاخوة الإماراتيون تغلبوا علينا 2/1 ولحظنا العاثر أيضاً أننا وقعنا في مباراة كان الإماراتيون مطالبين بالفوز لمصالحة جماهيرهم وتعويض خسارة الافتتاح أمام عمان الذي ضمن التأهل إلى الدور الثاني ونقابله اليوم في لقاء لا تعني نتيجته له أهمية كونه ضمن التأهل.. فهل نواصل مسلسلنا في تحقيق المزيد من المفاجآت في خليجي 18 بنتيجة إيجابية اليوم نصعد بها ولأول مرة إلى الدور الثاني للبطولة. - أخيراً : لمنتخبنا .. أبليت بلاءً حسناً على الرغم من تأخر فترة الإعداد، وظهرت بمستوى يشرف الكرة اليمنية في هذا المحفل الرياضي.. وكم ستكون سعادتنا غامرة إذا كانت سمة لقائك اليوم أمام المنتخب العماني هي الأداء الجيد والاستبسال والروح القتالية العالية في الملعب كما ظهرت بها في اللقاءين السابقين لتكون نهاية جميلة لبداية أجمل لنا نحن اليمنيين في خليجي 18 .