كتب/ عاصم الغريبي - تصوير /عادل العريقي : واقفاً من على سطح بيته مذهولاً يرى ألسنة اللهب تتصاعد وتتعالى من سيارته هناك لتتجاوز البنيان من حولها والناس نيام شعاعها بدد الظلمة وسواد الليل القاتم كأنه «الشمس» قدماه لأول مرة منذ ما يقارب الأربعة عقود لم تعد قادرة على حمل جسده، لكن فضل عبدالله قائد -المتزوج والأب لثلاثة أبناء- تحامل على نفسه واستجاب لصرخات عائلته «اذهب وانظر ما يحدث» فشق طريقه من بين أزقة حارته الضيقة، كانت الجدران عصاته وعكازه للوصول إلى مكان الحريق.ماذا وجد ؟! وجد حلم أطفاله قبل حلمه يحترق على مرأى منهم تأكله النيران بلا رحمة وبشراهة فسيارته «حديثة الشراء» كانت مطلب أولاده بل حلمهم الذي تحقق عقب سنوات وجمعيات شهرية متواصلة لم تنته أقساطها بعد.اشترى سيارته الأولى فكانت كأحد أبنائه يدللها ويخاف عليها لتأتي اللحظة ويُسرق ذلك الحلم الذي أصبح حقيقة بمرور الأعوام واحترق بأقل من ساعة واحدة ليتبقى منه هيكل سيارة متفحمة يكسوها الرماد يرونها كلما مروا من وإلى منزلهم.فضل عبدالله قائد -صاحب السيارة المحترقة وأحد موظفي صحيفة الجمهورية- قال متمتماً وبكلمات متقطعة واصفاً ما حدث:«سيارتك تحترق» كلمات سمعتها وحسبت اني كنت احلم فعاود الصوت والكلمات نفسها حينها تأكدت أني لم أعد أحلم .. إنه أخي ابراهيم يناديني هرعت من على فراشي وذهبنا نتسابق إلى السطح المطل على الموقف الخاص بالسيارة هناك على اطراف الشارع الرئيسي فرأيت مالم احلم به قط . رأيتها .. رأيتها تحترق فوقفت وأحسبني لم اكن واقفاً مذهولاً وإلى جانبي زوجي واطفالي .. تراه من يفعل عملاً كهذا ؟. - أجهزة البحث سارعت إلى مكان الحادث الثالثة فجراً من صباح يوم أمس وهي تواصل جهودها وتحرياتها لكشف ملابسات ما حصل والتعرف على هوية الجاني. - الاطفائيون اتصلوا عقب نصف ساعة من مكالمة سبقت تخبرهم عن وقوع حريق بجوار مدرسة النجاح بالجحملية .. سؤالهم كان محيراً . هل مازال الحريق مستمراً ؟! نعم هكذا رد فضل الذي انتظر حوالي نصف ساعة لوصول سيارة الإطفاء ومن ثم نصف ذلك الوقت لاخراج الخراطيم وإدارة المفتاح المكسو بالصدأ والمخصصة لإخراج السائل من خزان السيارة ومباشرة عملية الإطفاء للحريق.