الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سنعزز رقابتنا على المدارس الدينية وسنغلق المخالفة منها
القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف ل (الجمهورية ):

- مهامنا ترسيخ الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف وتطهير المساجد من الشوائب
هل المدارس الدينية التي كانت تديرها أحزاب سياسية دينية وشخصيات متشددة هي فعلاً وحدها التي فرضت الجماعات المتطرفة والجماعات الإرهابية ؟
وهل مأساة التطرف كافية لأن تكون درساً لمعالجة هذا الملف من خلال تبني سياسة جديدة تمنع تكرار حدوث مثل هذه المشكلة ، وتضمن توحيد الرسالة التربوية والإرشادية الدينية والثقافية للملتقى من أبناء جيلنا وملء الفراغ الفكري الذي يعانونه والذي من خلاله صوبت سهام الأفكار المتطرفة لغزو عقول بعض شبابنا؟ ثم هل ستتكاتف كل الجهود مع الجهات المعنية الرسمية على وضع استراتيجية وطنية شاملة موحدة ذات رسالة تربوية وإعلامية ودينية وثقافية موحدة يتم إيصالها إلى المتلقي لها من جيل الحاضر والمستقبل؟وهل الحكومة الجديدة في اليمن ستعتبر أول تحدٍ لها هو محاربة التطرف واجتثاث أسبابه؟للحصول عن الإجابة على كل تلك الأسئلة الحائرة الآنفة الذكر كان لابد لنا أن نتوجه بها لصاحب أول وأكبر تجربة حوار فكري ناجحة ليس على مستوى اليمن بل على مستوى العالم الإسلامي والعالم كله .. عالم شجاع وصاحب رسالة دينية وشرعية ديمقراطية وانسانية ووطنية سامية.. رجل كان ولأول مرة في اختياره لمنصب وزير قد أعطي الرمح لراميه من قبل قيادتنا السياسية .. إنه القاضي العادل حمود الهتار وزير الأوقاف والارشاد الذي التقته «الجمهورية» في أول حديث شامل أجاب خلاله عن اسئلة الصحيفة كاملة دون تحفظ فإلى حصيلة ماخرجنا به من حديث وزير الأوقاف والارشاد:
إعداد استراتيجية وطنية
- بداية ماهي أولوياتكم في برنامج وزارتكم التي ستنفذونها على ضوء البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية؟
لاريب أن التخطيط الاستراتيجي ورسم ملامح السياسة العامة التي ستنتجها الوزارة في تنفيذ مهامها وفق أسس علمية مدروسة ودقيقة ،هي الأساس لنجاح وتحقيق أهداف أي برنامج عملي سيتم تنفيذه وعليه ولأجله بدأنا نحن حالياً بإعداد الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم والثقافة والشباب والإعلام والارشاد بالتنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية المعنية في الحكومة وهي أحد أهم أولوياتنا والتي سوف ننطلق منها في تحديد كل برامجنا العملية للمرحلة المقبلة من مهامنا وسنحرص هنا على وضع كل مكونات هذه الاستراتيجية الوطنية الجديدة بأن تكون قائمة على أساس الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله محمد عليه افضل الصلاة والتسليم وعلى أساس الدستور والقوانين النافذة والوسطية والاعتدال واحترام الثوابت الوطنية وستجسد في مضمون بنودها ومحاورها «الاستراتيجية» الوحدة والولاء الوطني ومبادئ التسامح والتعايش بين كل أبناء الأمة اليمنية بروح الفريق الواحد وكجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له كل بقية أعضاء الجسد بالسهر والحمى وكأبناء الوطن الواحد الموحد بقيادة موحده وباني نهضته التنموية فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية حفظه الله .
مستوحاة من البرنامج الانتخابي للرئىس
وبالتأكيد أننا وفي وضعنا لمكونات هذه الاستراتيجية الوطنية الجديدة سنأخذ بالاعتبار فيها خلاصة ما تضمنته مصفوفة الإصلاحات التي وردت في البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية باعتباره البرنامج العملي للحكومة اليمنية الجديدة والملتزمة بتنفيذه اليوم ومامن شك أن الاستراتيجية الوطنية التي تبنتها وزارة الأوقاف والإرشاد واختارتها نهجاً لمسار توجهاتها العملية في تنفيذ مهامها في المرحلة المقبلة هي وبكل مكوناتها مستوحاة من البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وسيتم اعدادها وبكل محاورها المختلفة على ضوء تلكم التوجهات والتوجيهات الارشادية لقيادتنا السياسية للحكومة الجديدة وبما يكفل لنا خلق جيل يمني جديد يتمتع أبناؤه بثقافة الوسطية والاعتدال ويرفض وينبذ العنف والتطرف.. وكذا سيتركز وضع مضمون الاستراتيجية على جانب كبير منها ومن بنودها على وضع أسس آلية عمل مشتركة يمكن من خلالها توحيد الرسالة الإعلامية والثقافية التعليمية للمتلقي من ابنائنا والتي نضمن من خلالها قدرة المتلقي من أبناء جيلنا جيل الحاضر وأمل المستقبل على استيعاب هذه الرسالة وترجمته لها في ممارسة حياته اليومية كسلوك حضاري يمارسه ابناء شعبنا اليمني.
إجراءات حازمة في إغلاق المدارس الدينية المخالفة
- ماهي اجراءاتكم العملية ذات الصلة بتطبيق قرار مجلس الوزراء الخاص بإغلاق المدارس الدينية في اليمن؟
نحن سنعمل على تطبيق القانون أولاً ثم قرارات مجلس الوزراء ثانياً ذات العلاقة بهذا الشأن وسنبسط رقابتنا على كل المدارس وسوف نشد الرقابة والتفتيش على كل المدارس المخالفة أين ماوجدت وسيتم اغلاقها نهائياً وفقاً للقوانين النافذة وقرارات مجلس الوزراء ذات الخصوص بهذا الجانب ،حيث أن فتح مثل هذه المدارس أصبح اليوم غير مبرر بعد أن وفرت الدولة آلاف المراكز الداعمة لتحفيظ القرآن الكريم وتكفلت الحكومة بهذا الأمر في الوقت الراهن ، وقد أفلت تلك الحجج الواهية التي تذرعت بها بعض الجماعات أو الأشخاص وهي فتح مراكز لتحفيظ القرآن الكريم لأن الدولة قد تكفلت وبشكل رسمي مثل هذه الحاجة وعليه فإنه لن يتم التسامح أو التغاضي عن أية مخالفة تحدث في هذا الجانب تحديداً لأن الجميع اليوم يدرك ماخلقته لنا من مشاكل هذه التي تسمى بالمدارس الدينية من اضرار وماخلفته هذه المدارس المخالفة من مفاهيم مسيئة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف
رسالة المسجد لله وحده
- مانوع وطبيعة التوجهات الجديدة لمضمون الرسالة الدينية الإرشادية المواكبة لمرحلة المتغيرات في الساحة اليمنية ؟
طبعاً من أهم توجهاتنا الجديدة في عملية الارتقاء وتطوير تأثير الرسالة الدينية على المتلقين لها والمستهدفين هو ترسيخ الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره المختلفة وترسيخ مبدأ الحوار الديمقراطي وتطهير رسالة المسجد من شوائب الفساد الدنيوي بقدر المتاح لنا من صلاحيات قانونية ودستورية والحد من توظيف هذه الرسالة الدينية لصالح الأهواء الحزبية أو استخدامها كمطية للوصول إلى تحقيق مآرب شخصية واغراض دنيوية وجعل رسالة المسجد لله وحده ولعبادة الله وحده وليس لعبادة الاهواء أياً كان شكلها أو نوعها وذلك كله سيتم من خلال تشديد الرقابة على كيفية أداء خطباء المساجد وتحرير منابر المساجد من كل أولئك الذين يجيرونها لخدمة أية مصالح دنيوية تخدمهم فحسب .
لائحة مالية جديدة
- كيف وبما ستواجهون مشكلة الاستغلال غير المشروع من قبل بعض المواطنين من ضعفاء النفوس لإيرادات الأوقاف ؟
سنحارب الفساد والمفسدين بشتى الوسائل المتاحة لنا والممكنة أين أينما وجد وسنضرب بيد من حديد وبحسب القوانين النافذة سنطبق أشد العقوبات ضد كل المتورطين من ضعفاء النفوس وممن تثبت ضدهم تهمة الفساد في نهب وسرقة ايرادات الوقف أو التلاعب بها اياً كانوا فالجميع سنواجههم بقوة القانون باعتبارنا جميعاً يسودنا القانون ولاسيادة لأحد على القوانين الدستورية النافذة ولا حصانة لفاسد بعد اليوم من أن تطاله يد القانون بالإضافة إلى اننا في الوزارة حالياً بصدد استكمال مشروع الحصر والتوثيق لأملاك الأوقاف في كل انحاء الجمهورية اليمنية وادخالها ضمن نظام أرشفة معلوماتية اليكترونية حديثة شاملة ، لكن ممتلكات الأوقاف العينية وحجم ايراداتها من أموال شهرية ونصف سنوية واجراء عملية اقرارها بشفافية من حيث تحصيلها وصرفها بمصارفها المحددة وكذا سيتم تفعيل وسائل الرقابة عليها وفي هذا الإطار قد أصدرنا قراراً بتشكيل لجنة حالياً لاعداد لائحة مالية لتحصيل أموال الأوقاف حتى نمنع أي تلاعب بتلك الأموال.
تطبيق أفضل التجارب لاستثمار موارد الأوقاف
- نرجو التوضيح أكثر حول آلية عملكم المستقبلية في مجال استثمارات ايرادات الأوقاف بما يخدم التنمية ويخلق فرص عمل جديدة ويضاعف الإيرادات الوقفية؟
نحن ندرس تجارب استثمارية عديدة في مجال استثمارات ايرادات الأوقاف في العالم الإسلامي عموماً وفي بعض الدول العربية والإسلامية خصوصاً ومنها التجربة الكويتية في هذا المجال وكذلك ندرس بعض التجارب الناجحة في دول العالم الإسلامي وهناك تجارب لاستثمارات الأوقاف لدول غير اسلامية ونحن سوف نستفيد من تجارب اخواننا في الدول الإسلامية وكذا سنأخذ مايناسبنا من التجارب الناجحة في بعض الدول الصديقة كالولايات المتحدة الامريكية وفي بريطانيا وفي غيرها من الدول غير الإسلامية وبما يكفل حسن استغلال واستثمار موارد الأوقاف استثماراً يحقق ربحاً للوقف ويسهم في خلق فرص عمل جديدة ويعزز التنمية الاقتصادية في اليمن.
أبعاد مؤسسية للحوار
- بصفتكم أحد أهم أعلام اليمن والعالم الإسلامي في فكر الحوار وصاحب أول تجربة ناجحة في الحوار الفكري .. ماهي الاضافات التي ستضيفونها على آلية عملكم في جوانب الحوار بعد تسلمكم حقيبة وزارية؟
ستأخذ هذه الرسالة «الحوار» بعداً مؤسسياً رسمياً يشمل كل قطاعات وزارة الأوقاف والارشاد والتوجيه ويحقق التعاون بين وزارة الأوقاف وبين وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والثقافة والشباب والإعلام حتى نتعاون معاً في تربية الأجيال وتنميتها تنمية صحيحة بعيدة عن العصبية وعن الكراهية وعن الحقد والتطرف وعن كل الخلافات والصراعات السياسية التي شهدتها الساحة اليمنية خلال الحقبة الماضية إضافة إلى أننا سوف نعمل على ايجاد آلية عمل توعوية ارشادية ذات أبعاد شرعية وفقهية بما يكفل ويضمن ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال ويعزز روح التسامح بين افراد المجتمع اليمني الواحد وبما ينسجم وتوجهات قيادتنا السياسية الهادفة إلى وجود جيل وحدوي متماسك.
ترسيخ منهج الحوار
- ماهي أبرز ملامح خططكم المستقبلية لمكافحة ظاهرة التطرف الفكري بكل أشكاله وأنواعه المختلفة في اليمن ؟
تطبيق الاستراتيجية الوطنية ونبذ التطرف والتعصب وترسيخ مفاهيم منهج الحوار ونشر ثقافة التسامح والحوار ومحاولة ايجاد آلية عمل توعوية فاعلة تشمل كافة الشرائح الاجتماعية ومختلف القطاعات التعليمية والثقافية والانتاجية والمنابر الدينية وتوظيفها في الانتقال بالمجتمع اليمني من حالة رفع مستوى الوعي لديه حول مفاهيم الحوار إلى حالة التطبيق الفعلي كممارسة للحوار وكسلوك يمارسه في حياته اليومية وبذلك فقط سنضمن اننا فعلاً أصبحنا مجتمعاً ديمقراطياً يعيش حياة التعايش السلمي وينبذ العنف والتطرف بكل اشكاله وأنواعه المختلفة وهي الغاية التي نريد وننشد تحقيقها في اليمن دولة ومجتمعاً.
لا ازدواج بين مهامي كوزير وكرئيس لجنة الحوار الفكري
- كيف يمكن لكم التوفيق بين مهامكم كوزير للأوقاف وكرئىس لجنة الحوار الفكري في اليمن؟
التوفيق بين منصب الوزير وعمل رئيس لجنة الحوار الفكري أمر ممكن وإذا كانت هناك ظروف تستدعي الفصل بين هذين المنصبين قد توكل رئاسة اللجنة إلى أي من الزملاء الاعزاء الموجودين معنا في لجنة الحوار الفكري وقد تشكل لجان فرعية لأعمال الحوار إذا كانت هناك أمور تستلزم تشكيل لجان من هذا النوع مع أنه حتى الآن ليس هناك أي تعارض بين منصب الوزير وبين رئاسة لجنة الحوار الفكري ،حيث إن كلا المهامين يصب في اتجاه واحد وكذلك ايضاً وكما تعلمون أن عمل اللجنة في آلية عملها في اجراء الحوار ستصبح عملاً مؤسسياً أخذ الطابع الرسمي في اجراء مثل هذه الحوارات الفكرية وستكون أكثر جدية وستحقق نجاحاً أكثر من ذي قبل ربما مع الذين يتم الحوار معهم ممن لهم آراء مخالفة سواء كانت في المجالات الدينية والفقهية والشرعية أم في مجال الاختلافات الفكرية بكل انواعها المختلفة ، ولاشك أننا في اليمن اليوم حريصون على تطوير واستمرار الحوار الفكري والعمل على منهجيته وتطوير وسائله كأهم ثمار الديمقراطية والتعددية السياسية في الجمهورية اليمنية.
جماعات تخريبية
- كمفكر إسلامي وعالم دين وقاضٍ ماهو تصنيفكم للجماعات الإرهابية بمحافظة صعدة..؟
هم جماعة خارجة عن القانون بكل ماتعنيه هذه الكلمة وبالتالي أنا أتعامل معهم من هذا المنطلق أما المسائل الفكرية والقانون لايعاقب على الفكر إلا إذا ارتبط بالعنف مادام أنهم قد حملوا السلاح في وجه الدولة واتخذوا العنف وسيلة لتحقيق اهدافهم فهذا أمر غير مقبول شرعاً وقانوناً وهناك اجماع شعبي وسياسي حول اعتبار جماعة الحوثي جماعة تخريبية خارجة عن النظام والقانون ويخدمون فيما يقومون به أعداء وحدة اليمن واستقراره وأمنه وهم لاينتمون إلى أي مذهب ديني أو سياسي وأما المذهب الزيدي الذي يدعون انتماءهم إليه فهو بريء منهم تماماً ولايمكن أن يمثلوا بأي حال من الأحوال ولابد من التأكيد هنا أن جماعة الحوثي هي من تتحمل أوزار كل تلك الأرواح الطاهرة التي تزهق .. أرواح من خيرة أبناء شعبنا من أبناء القوات المسلحة والأمن وكذلك تتحمل هذه الجماعة كل تلكم الخسائر التي تكبدتها اليمن بسبب النزاع الجاري في محافظة صعدة حالياً وفي السابق.
استغلال الفراغ الفكري الموجود بين الشباب
- بم يمكنكم تشخيص الأسباب الموضوعية والفكرية التي أدت بدورها بطريقة مباشرة لخلق مثل هذه العناصر الإرهابية ثم ماهي من وجهة نظركم الشخصية مكوناتها وأدلوجيات هذا التيار الإرهابي وإلى أي مدرسة ينتمي هؤلاء ؟
الفكر الحوثي يقوم على أساس الحق الإلهي في العلم والحكم وقد استغل الحوثي الصريع الفراغ الفكري الموجود لدى بعض شبابنا الأمي فغرس في اذهانهم مفاهيم خاطئة ونحن في الحكومة الآن نحاول من خلال وضعنا للاستراتيجية الوطنية الجديدة سد الفراغ الفكري لدى شبابنا ،حيث أننا سوف نشغل جانباً كبيراً من مكونات الاستراتيجية بايجاد أهم المعالجات التي تكفل سد هذا الفراغ لشبابنا والتي سنبين من خلال هذه البدائل الفكرية السليمة والصحيحة اخطار تلكم المفاهيم الخاطئة التي تبنتها جماعة الحوثي من الناحية الدينية والوطنية والشرعية بما في ذلك الايضاح لشبابنا أهم الاهداف الشيطانية الحوثية كي يتجنبوها مدعومة بالأدلة والبراهين القطعية التي تكشف خرافية الفكر الحوثي المخالف للمنطق والعقل وللتعاليم الدينية السمحاء.
سنقضي على كل أسباب التطرف الفكري
- إذاً ماهي الحلول والمعالجات الناجعة التي ستعملها الوزارة لمكافحة التطرف وتكرار وجود عناصر متطرفة وإرهابية في اليمن مستقبلاً؟
تطبيق الاستراتيجية المزمع انجازها والتي نحن بصدد اعدادها والتي لها أبعاد مختلفة في أهدافها من أهمها اتخاذ اجراءات حازمة تنفيذية تضمن اجتثاث كل أسباب ومسببات التطرف إضافة إلى أن ابعاد اهداف هذه الاستراتيجية التي نود تحقيقها من خلال تطبيقها عملياً ستشمل تصحيح الاختلالات في المجالات التعليمية والتربوية والشبابية وعلى المستوى الارشادي والإعلامي بمعنى أدق أن كل الجهود سوف تتضافر بين المدرسة والبيت والشارع والنادي والصحيفة والاذاعة والتلفزيون والانترنت سنعمل جميعاً من خلال هذه الاستراتيجية الوطنية الجديدة لمساعدة ابنائنا على ايجاد الرؤية الصحيحة للتربية التي تجعل منهم مواطنين صالحين.
لا استثناء في تطبيق القانون
- سمعنا عن وجود مدارس دينية مازالت تعمل رغم أنها مخالفة ألا تخشون من تحول هذه المدارس إلى محاريب تفرخ متشددين ذوي نزعة متطرفة؟
أولاً هذا طرح غير دقيق ثم ان الدولة باسطة نفوذها على الجميع والدولة سوف تطبق القانون فيما يتعلق باغلاق هذه المدارس المخالفة دون التغاضي عن أحد أو استثناء أحد ونحن كوزارة أوقاف من جانبنا لن نتسامح بدورنا مع أي كان بالنسبة لتطبيق القانون وقرار مجلس الوزراء الخاص باغلاق مثل هذه المدارس مهما كانت المبررات والحجج لأصحاب هذه المدارس إن وجدت إذ لايهمنا أن تكون هذه المدارس المخالفة أو تلك سنية أو شيعية أو زيدية أو شافعية أو حنبلية أو مالكية الكل سوف يخضع للقانون وسنغلق أي مدرسة دينية مخالفة بغض النظر عن المذهب الذين تنتمي إليه ولابد أن تكون المدارس خاضعة للتربية والتعليم والمدارس ومراكز تحفيظ القرآن خاضعة لإشراف وزارة الأوقاف بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم .
سيادة القانون
- ماهي آليتكم المعتمدة للرقابة على استحداث وانشاء أي مدارس دينية جديدة مخالفة في المحافظات اليمنية؟
لاشك أننا سنكثف ونشدد الرقابة من خلال فروع مكاتب وزارة الأوقاف في المحافظات على كل مايتعلق بمهامنا التنفيذية وضبط المخالفات سواءً منها مخالفات قانونية في استحداث مدارس دينية مخالفة للقانون وقرار مجلس الوزراء ذي الصلة أو مخالفات أخرى قانونية يتم ارتكابها من قبل المواطنين تضر بالمصلحة العامة ولن يتم التساهل أو التغاضي مع أحد وسيخضع الجميع تحت طائلة القوانين النافذة وسنطبق في حق كل من يثبت تورطه في ارتكاب مخالفة قانونية كافة الإجراءات العقابية من خلال إحالته إلى الأجهزة النيابية وأجهزة القضاء أولاً فأولاً وبحسب الصلاحية التنفيذية المخولة لنا قانونياً ولن يكون هناك أي محاباة لأحد فكل من يخطئ يجب أن ينال جزاءه العادل وقد يكون الخطأ المرتكب في حق شخص يمكن لمن ارتكبه أن ينال عفوه لكن من يرتكب خطأ أو جرماً في حق الأمة كلها وفي حق الدين فهذا هو الخطأ والجرم الذي لايمكن إعفاؤه أو التسامح فيه مع أحد.
شروط خطبة الجمعة
- وما نوع وطبيعة الرقابة على أداء خطباء المساجد المخالفة للتوجيه القاضي بنشر وترسيخ الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو؟
سنساعد بالتأهيل أولاً ثم من خلال الرقابة ثانياً ولن نسمح بالتالي لأحد من خطباء المساجد استغلال المنبر لصالح حزب أو فئة معينة والخطيب عليه أن يستشعر أنه ورواد مسجده هم من مختلف المشارب الفقهية والسياسية وعليه في خطبته أن يراعي مشاعر الجميع وأن ينتهج في موضوع خطبته الوسطية والاعتدال في الطرح وأن يركز في أداء خطبته على كل مايلم الشمل ويجمع.. ويبتعد عن كل مايؤدي إلى إشعال نار الخلاف والاختلاف بين الناس ويجب أن يراعي الجميع وإذا كان لدى أي خطيب مسجد دروس خاصة يجب أن يبعدها عن منبر المسجد وأن يقوم بتأديتها لمتلقيها خارج المسجد لأن المساجد لله ولعبادة الله وحده والمساجد من أهم وظائفها الدنيوية جمع الناس وليس إثارة الفرقة بينهم من خلال خطب تثير الفتنة والشتات وتفرق ولا تجمع.
تحاور رسالة المسجد
- متى يكون خطيب المسجد قد تجاوز وخرج في خطبته عن سياق رسالة المسجد الحقيقية في خطبة الجمعة ؟
عندما يخالف الدستور والقانون أو يخالف آداب الخطبة التي نصت عليها الشريعة الإسلامية أو يثير في خطبته فتنة بين الناس ويبث روح الخلاف والاختلاف بين الناس وهناك لائحة قديمة تحدد نوع وطبيعة العقوبات القانونية المتخذة ضد كل خطيب مسجد يخالف الدستور والقانون ويخالف آداب خطبة الجمعة ،ونحن حالياً في الوزارة بدأنا في هذا الإطار باعداد مشروع قانون المساجد الجديد والذي لاشك سيتناول كل هذه المشكلات المتعلقة بالمسجد وبخطابة المساجد وسيحدد فيه نوع العقوبات التي يتعرض لها كل من يخالف من خطباء المساجد وسوف ينظم هذا القانون الجديد الذي تسعى الوزارة لإعداده كافة الأمور المتعلقة بالمساجد من حيث شروط انشائها وحتى أصغر وظائفها وادائها وسيحدد القانون الجديد كل مهام وأداء إمام وخطيب المسجد وفقاً للشريعة الإسلامية والقوانين الدستورية والتشريعات الوطنية النافذة .
استيعاب كل المعالجات
- وماذا عن المشروع المشترك بينكم ووزارة التربية والتعليم في إعادة النظر في المناهج الدراسية ومواد التربية الإسلامية خصوصاً؟ وفي أي مرحلة أنتم في هذا المشروع حتى الآن ؟
أنا جديد على الحكومة ولم اتسلم مهامي كوزير كما تعلم إلا قبل أيام لكن ما استطيع أن اقوله لكم رداً على سؤالكم هو أنني لدي زملاء اعزاء في مجلس الوزراء ولقد كانوا جميعاً مباركين لي بهذه الفكرة التي طرحناها والمتعلقة باعداد استراتيجية وطنية جديدة وشاملة للتربية والتعليم والثقافة والتوجيه والارشاد والشباب والإعلام وهذا بالتأكيد شيء مهم لنا جميعاً «تعديل المنهج الدراسي» وسنعمل من خلال هذه الاستراتيجية الشاملة وبالتعاون مع كافة هذه الجهات التي شملتها الاستراتيجية جميعاً من أجل بناء جيل سوي قويم وسليم في تفكيره وتوجهاته الفكرية والتعليمية والدينية والثقافية حتى يتحقق مشروعنا الحضاري المتمثل بوجود المواطن النموذجي الصالح الذي يركن عليه في تحمل مسؤولية بناء وتقدم هذا الوطن.
وحدة الرسالة
- معالي الوزير كيف يمكن توحيد الرسالة التعليمية والثقافية والإعلامية ؟
كما ذكرت لكم سابقاً سنتعاون مع الجهات المعنية في تنفيذ الاستراتيجية مستقبلاً وهي كفيلة بتحقيق كل مانطمح إليه في توحيد الرسالة للمتلقى من ابنائنا والتي فعلاً وأنا معك من أن أهم المعالجات ومن أبرز الحلول للمشكلة التي نعانيها اليوم في عالمنا العربي والإسلامي وخصوصاً جيل الاطفال والشباب هي مشكلة عدم وجود الرسالة الموحدة للمتلقين من أبناء هذه الأمة لذلك نجد هذه الانحرافات من قبل بعض المجموعات من شبابنا الذين يتم التغرير بهم من قبل تيارات معادية للأمة ستستغل هذا الفراغ الفكري وهذا التشتت الذهني الذي يعانيه شبابنا بسبب الغزو الفكري الذي يأتيه من كل حدب وصوب بعد أن أصبح عالم اليوم قرية صغيرة بفضل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات المتقدمة .
ضرورة آلية فاعلة
وأنا أوكد هنا إلى ضرورة وحدة الرسالة التعليمية والثقافية والإعلامية ويجب أن يتم العمل وبآلية فاعلة وناجحة من شأنها تحقيق وحدة الرسالة ووحدة الفكر ووحدة الهدف حتى يسودنا هذه المفاهيم جميعاً ونتمثلها ونعمل بها ونمارسها سلوكاً في حياتنا اليومية في الوقت الذي اعترف فيه لكم هنا أنني في الوقت الراهن اشفق على أولادنا الذين يحاربون على جبهات عدة كمتلقين في ظل عولمة المعلوماتية الثقافية والانفتاح اللامحدود ناهيك عن أن ابناءنا في الوقت الحاضر يعانون كثيراً من رسائل ثقافية تغزوهم من كل الاتجاهات ولكن يجب على كل الجهات المعنية في العالم الإسلامي أن تضع لنفسها خططاً ناجعة لمساعدة ابنائها في توحيد الرسالة لهم كمتلقين وايجاد جيل سليم من كافة هذه المشكلات .
سنعمل على خلق جيل الوسطية والاعتدال
- وأخيراً سيادة الوزير هل تراهنون اليوم على مسألة وحدة الرسالة للمتلقي من أبناء جيلنا أنها الضمانة الوحيدة لخلق جيل وحدوي متماسك ومترابط يطمئن إليه في صنع غد أفضل لليمن خالٍ من أي خلافات يحل خلافاته عبر الحوار كمنهج وحيد في قضاء كل أمور الحياة من خلاله ؟
تقول هنا في هذا السياق أننا كحكومة وكدولة بامكاننا إذا ماتوفرت النية الصادقة والمخلصة بأن نحصن اجيالنا من كل الاختراقات الفكرية والثقافية التي تغزو عقله ونعدكم أننا وبالتعاون مع بقية الجهات المعنية سنعمل جاهدين ليلاً ونهاراً من أجل توفير كل السبل الممكنة التي من خلالها نحصن أبناءنا من كل الاختراقات الفكرية والثقافية ولايعني هذا أن أبناءنا سنفرض عليهم أن يعيشوا بمعزل عن العالم فنحن ندرك اليوم استحالة ذلك منطقياً فنحن في عصر ثورة المعلومات والفضاءات المفتوحة على مصراعيها ولكن علينا أن نحصنهم أولاً من خلال غرس المفاهيم الصحيحة ثم نتركهم بعد ذلك لحرية الاختيار وإذا عملنا على تحصينهم من خلال غرس المفاهيم التربوية والدينية والثقافية الصحيحة كما يجب لم تعد هناك مشكلة إذا ما اتسعت مداركهم واطلعوا على ماعند الآخرين لكن المشكلة حينما يكون هناك غياب فكري وفراغ فكري لديهم ثم يواجهون بمثل تلك الافكار الخرافية والهدامة أو الرؤى غير السليمة فيتأثرون بها لذلك فإننا من جانبنا نعمل كحكومة يمنية على بناء جيل قوي، سليم ،سوي وتزويده بالمعارف اللازمة له ثم نترك له حرية الاختيار وأنا ومن خلالكم أدعو الجميع إلى التعاون معنا في تربية الأجيال وتنشئتها تنشئة صحيحة على أساس الالتزام بالكتاب والسنة وبالدستور وبالقوانين النافذة وبالوسطية والاعتدال والوحدة والولاء لهذا الوطن والتسامح والتعايش فيما بيننا كابناء شعب واحد ومع غيرنا وهو ما يحتمه علينا ديننا الإسلامي الحنيف وأقول لهم إن أبواب الوزارة مفتوحة للجميع وصدورنا مفتوحة للجميع ايضاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.