إذا عدنا إلى القرآن وصلينا لملك الله ، رفعنا أضعف الأيدي لعل الله بالغفران يخلصنا من القيد فمن ذا يمسك المصحف ؟ إذا كانت خطاياه تحاصره وفي اثوابه تلتف ! إذا كانت حشودُ الدمع والآهات تغطي حوله الساحات تصيح دونما صوت وتمشي دونما راية لتعلن أنه الفاسق وإن قالت حكاياه بأنه زاهد عابد مثال الواله العاشق ! ومن يدري فلم يعقل ولم يخطر على الفكر بأن الراهب المفتون قد يزني وأن مؤذن المسجد له قد أصبح القواد وعند الباب فوق فراشه يعقد وتشهد آية الله ، ويطرق ذلك المسجد ! إذا عدنا إلى التاريخ والكتب وقفنا عند اقوالٍ لخير نبي تحلق بي بعيداً فوق هام الشمس والسحب : أنا عربي.. أنا عربي فاسقطها وتهبط بي إلى قاعٍ من اللهب إلى بحرٍ من الطوفان والغضب.. فإين الخيل والفارس؟ وأين الأرض ؟ أين أبي ؟ وأين الناس من أهلي؟ وأين الحقل ؟ أين الزرع في الحقل؟ وأين غداً.. بأي مكان يشيد بيته طفلي ؟ أنا عربي تعذبني وتعصف بي إلى الميدان ولست أنا شجاعاً مغرماً بالدم ولكني أمام الموت لست جبان أنا إنسان أحب كما تحب الناس بل أكثر أحب الوجه يأخذني وتأخذ روحي اللفتة أحب الأهل والأشجار والأحجار والأوطان ، أحب روائع الألحان وعفواً أيها الساقي ، إذا أجلت انخابي ليوم النصر أحب تبادل الأغصان لا النيران ولكني إذا حوربتُ في داري ، إذا ما سرتٌُ في أرضي بجنح الليل ، على اشلاء احبابي تقطف كل أعنابي وقد صادرت أمطاري فقد لونت بالأحقاد أشعاري ، فماذا ترتجي مني ؟ إذا اطلقت من أعماقي الشيطان ومدت كف احزاني حنوطك قبل أكفاني ساحملها بلا خزيٍ ولا قلق من الليل إلى الشفق ساربطها إلى قلبي.. إلى عنقيولا.. لن تقطعوا حبلاً إذا لم تنهشوا قلبي إذا لم تقطعوا عنقي ، وقد آمنتُ بالعودة إلى القرآن وها قد آن وقت الغسل والتطهير ، ولكن في بحار الدم أنا عربي فلسطيني يدمرني ويحييني ويغلق حولي الأبواب يقطع داخلي الأنفاس ويفتح في جدار الرعب شباكاً ويدعوني عبير البيت والطين ، وقد صممت وسط الليل في الخندق بأن انهي لصوص الليل ولو أفنى ولو أحرق ، فهذي شيمة الرواد في التاريخ . وقد قالت لي النيران والبركان .. عصف الريح وقبل الشمس ديك الفجر لايحلم وكم أحلم بأن تأتي إلى أرضي ، خفيف الظل كالعابر كضيف قادم زائر اعانقه واعطيه روائع من كنوز الشرق.. أرض الله والثورة ولكن أصدق الأنباء قد سبقت ولكن جئت يا ويلاك جئت المجرم القاتل فخذ ردي وهل ابقيت من عندي سوى هذا الذي عندي يفجره ويزرعه لكم حقدي؟