تطفو على سطح السائد في مجتمعنا مشكلة غياب الولاء الوطني لدى بعض الشباب على الرغم من زوال آثار الاستبداد من البنى الثقافية والاجتماعية والنفسية للفرد والمجتمع، ومع ذلك، يجب أن لا تثير هذه المشكلة قلقنا بقدر ما تثير اهتمامنا.. ذلكَ لأنها مشكلة عالمية.. فضلاً عن كون القلق لا يحل المشاكل، بل يزيدها تعقيداً! فمن الملاحظ للمتتبع، أن شريحة الشباب مفتتة بين الكثير من المشاريع والأفكار المتناقضة والمتناحرة، والتي استجاب لها الكثير من الشباب دون الاستناد إلى تجارب الماضي أو المبادئ الدينية أو الثوابت الوطنية أو دراية بأهدافها الخفية، فتشكلت الو لاءات للمشاريع والأفكار الفرعية "المتبعة"، ما أدى إلى ضعف الولاء الوطني لدى الشباب ووهنه..! يحدث هذا التشكل لتلكَ الولاءات نتيجة لتشتت الشباب بينَ الأصيل القديم.. والجديد المستورد، والشباب كشريحة اجتماعية كبيرة لا تستطيع أن تفلت من هذا التغيير السلبي في هذا القرن نتيجة للصراع بين الهوية الوطنية أو القومية وبين الحضارة الحديثة، مع عدم إغفال التيارات العالمية المتطرفة والتي تعمل على استقطاب الشباب بالتركيز على الإحباط الثقافي والحضاري.. ولاحتواء هذه المشكلة، ينبغي علينا كأفراد ومجتمع ومؤسسات مجتمع مدني، أن نتكاتف معاً، لبذل جهود مضاعفة في سبيل تنمية ولاءات الشباب لوطنهم، وتنمية الشعور بالواجب الوطني وتقبل الالتزامات لديهم، الأمر الذي سيمكنهم من إدراك الحقوق والواجبات، والمشاركة الفاعلة في التطوير الثقافي المنشود والبناء الاجتماعي الشامل، ذاكَ لأن اللحاق بقطار العالمية السريع - والذي يجب أن نأخذ مكاناً مناسباً فيه- يتطلب إيجابية وولاء كل الشباب للوطن.