يحتار الناس في تربية أولادهم،كيف يرشدونهم إلى الصواب دون أن تكون الوسيلة خاطئة، وهاهو اقتراح متوازن. أسلوب الدقيقة الواحدة أسلوب حديث في تربية الأبناء، فإذا كنت تعاني من تمرد أبنائك،أو كنت تشعر بوجود مشكلة في تربيتك لأولادك،فحاول تطبيق أسلوب الدقيقة الواحدة في تربيتهم، فيما إذا كان ذلك مجدياً معهم. ويعتبر الاستاذ الدكتور سبنسر جونسون رائد أسلوب الدقيقة الواحدة في العصر الحديث، ويعتمد هذا الأسلوب على جعل الأبناء يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ،ولكن بالرضا عن أنفسهم، فكيف يتم ذلك بدقيقة واحدة؟ إذا عاد ابنك متأخراً إلى البيت، وكان قد كرر تأخره خلال أسبوع، انظر إلى عينه مباشرة، وقل له:«لقد عدت متأخراً،وكررت ذلك للمرة الثانية هذا الأسبوع«ثم ينبغي أن تعبر عن حقيقة شعورك بالغضب»أنا غاضب جداً منك يابني، وأنا حزين جداً أنك كررت ذلك مرتين». وأهم مافي الأمر أنك تريد من ابنك في النصف الأول من الدقيقة أن يشعر به،إذاً لايكفي أن يتلقى أبناؤنا التأنيب،لكن المهم أن يشعروا به،وسيشعرابنك بعد كلامك المختصر معه،والمعبر بصدق عن شعورك نحو تصرفه إنه لايحب مافعل، وقد يشعر بكره نحوك،إذ لايرغب أحد منا أن يؤنبه أحد،وهذا بالضبط ماتريده من النصف الأول من الدقيقة،تريد ابنك أن يشعر بأنه غير مرتاح. ولكن ماذا تفعل إذا شعر ابنك بالضيق،وآخذ يدافع عن نفسه؟ وهنا ينبغي أن تكمل النصف الآخر من الدقيقة،فهو مفتاح النجاح لعملية التأنيب التي تقوم بها. ففي النصف الأول من الدقيقة قلت لطفلك إنك غاضب منه،ومصاب بخيبة أمل فيه،وحزين بسبب سلوكه الخاطئ،وفي النصف الآخر من الدقيقة انظر إلى وجهه واجعله يشعر بأنك تقف إلى جانبه ولست ضده، وقل له مايريد سماعه منك،قل له إنه شخص طيب، وإنك تحبه، ولكنك غير راض عن سلوكه تلك الليلة، وإن هذا الأمر يزعجك جداً،ثم ضمه إلى صدرك بقوة حتى تعلمه أن التأنيب قد انتهى دون أن تذكر له ذلك. وهكذا ففي النصف الأول من الدقيقة قمت بتوبيخ طفلك بأسرع وقت ممكن، وحددت له مافعل،وعبرت عن شعورك بالغضب تجاه ماقام به. أما النصف الآخر من الدقيقة ففيه لحظات هدوء ومحبة ومنح للثقة. تذكر خلالها أنك لاتقبل بسلوك طفلك الحالي، ولكنه ولد طيب،تشعره بأنك تحبه وتحتضنه. وبهذه الطريقة يشعر ابنك أنها تؤلم أكثر بكثير من أسلوب التعنيف أو الضرب. ويشعر الأبناء أن تصرفاتهم السيئة لن تمر دون حساب،وأنهم أشخاص طيبون ومحبوبون، ودقيقة للمديح إذا قام ابنك بعمل يستحق المديح،فاجعله يشعر بالسعادة حينما يحسن مثلما انك وبخته حين أساء،لاحظ أبناءك حينما يحسنون التصرف،وقل لهم بالتحديد ماذا فعلوا من أمر حسن. أخبرهم بسرورك لما فعلوه،وتوقف عن الكلام لثوان قصيرة،فإن صمتك يشعرهم أنهم راضون عن أنفسهم. واختم مديحك بالاحتضان أو أن تربت على كتفه بحنان حتى تشعره أنك مهتم به،وبرغم أن مدح أبنائك لايستغرق أكثر من دقيقة واحدة،فإن احساسهم بالرضا عن انفسهم سيرافقهم طوال حياتهم. حاول أن تجلس مع أبنائك قبل عطلة نهاية الأسبوع،وأسألهم كيف يريدون قضائها،دعهم يضعون خطة يحددون فيها أهدافهم،وماسيفعلونه في تلك العطلة. اجمع تلك الأهداف،ودعهم ينظرون إليها دقيقة واحدة، ثم يرى كل واحد فيما إذا كانت تلك الأهداف تتوافق مع سلوكهم، فواحد يضع خطة يضبط فيها طريقة تحدثه مع الآخرين مثلاً، فلايتحدث بصوت مرتفع يزعج من حوله، وآخر يضع هدفه تصحيح طريقة مشيه، أن كانت مشيته غير مألوفة خلال فترة معينة وهكذا. وينظر كل فرد إلى أهدافه الخاصة، ويلاحظ فيما إذا كان أسلوبه ينسجم مع أهدافه،ولن يستغرق ذلك منه أكثر من دقيقة واحدة. وهكذا يشعر الأبناء بالثقة بالنفس، والقدرة على إدارة شؤون الحياة،فتصبح حياتهم أكثر إشراقاً وحيوية. لقد جرب هذه الطريقة عدد كبير من الآباء ووجدوا فيها حلولاً لمشاكلهم في تربية أبنائهم،وحصلوا على نتائج أفضل في وقت قليل،لقد تعلم أطفالهم كيف يحبون أنفسهم، ويسعون لتطوير سلوكهم نحو الأفضل، وعرفوا متعة الحياة. الوصايا العشر في تربية البناء لاتشغل نفسك بتحقيق طموحاتك وتنسى مشاكل أبنائك. لاتترك مسؤولية التربية على عاتق زوجتك وحدها. حاول أن تقضي وقتاً كافياً مع أبنائك، تعيش معهم أحاسيسهم ومشاكلهم. تذكر حين توبخ ابنك ان تشعره بأنك تحبه، ولكنك لاتحب سلوكه فقط، وكلما أحب أطفالك أنفسهم حاولوا تطوير سلوكهم نحو الأفضل. على الآباء أن يتعلموا الاصغاء إلى ابنائهم كي يتعلم الأبناء كيف يصغون إلى آبائهم. حاول تنمية الاحساس بالنجاح في نفوس أبنائك منذ الصغر، واجعلهم يلتفتون إلى تصرفاتهم الحسنة، وامدحهم عندما يتصرفون بشكل جيد. شجع أولادك على أن يكونوا صادقين معك. إذا رأيت طفلك متمرداً عليك فاسأل نفسك: هل احتضنت طفلك ذلك اليوم؟ اتبع أسلوب الدقيقة الواحدة في حياتك مع أبنائك، فالتأنيب بدقيقة، والمديح بدقيقة،ولكنها حقاً دقيقة مثمرة!