ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    مغالطات غريبة في تصريحات اللواء الركن فرج البحسني بشأن تحرير ساحل حضرموت! (شاهد المفاجأة)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "صفقة سرية" تُهدّد مستقبل اليمن: هل تُشعل حربًا جديدة في المنطقة؟..صحيفة مصرية تكشف مايجري    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تبني أسرة سعيدة .. ؟
نشر في يافع نيوز يوم 30 - 03 - 2013

هل أخطأ الروائي العالمي ليو تولتستوي عندما قال إن الأسر السعيدة جميعها تتشابه، وعلى الأقل فانها تتشارك بسمات أساسية محددة؟
إن معظم الخبراء والاختصاصيين يقرون بصحة هذه الفكرة، فقد ثبت فعلاً نتيجة دراسات وابحاث ان الاسر السعيدة تتسم بقواسم مشتركة تجمع ما بينها، لكن الناس يختلفون في تحديدها وأسبابها . . فمنهم من يرون ان سعادة الأسرة تتحقق بالثراء والمراكز، وآخرون يجدونه بمعايشة الحياة العصرية وأشكالها الصاخبة، والبعض يحصرها فقط في عامل واحد فقط مثل القناعة .
لكن هل تتوقف سعادة الاسرة عند هذه العوامل والصفات؟
ما العوامل والأسباب الأخرى التي تشعرنا بسلام داخلي يجعلنا نحب الحياة ونستمتع بها؟
وما دور العاطفة والمودة والرحمة والثقة والروابط الأخرى بين الآباء والأبناء؟
وهل لطريقة المعاملة دور في ذلك من حيث رقتها أو خشونتها؟
وهل ان توزيع الأدوار والمسؤوليات . . والاستعداد للتضحية وتقديم التنازلات من قبل الوالدين والأبناء يسهم في نسج علاقات افضل وأقل توتراً بين أفراد الأسرة الواحدة؟
فيما يلي نستعرض بعض الركائز التي يرى الخبراء أنها لا غنى عنها لبناء منزل مملوء بالحب والمرح والحيوية .
خصص وقتاً للمّ الأسرة
يرى الخبراء انه لا شيء يسمو على العناق والاحتضان للتعبير عن المحبة والشعور بالثقة والامان، لكن من المهم لكل اسرة ان تخصص وقتاً يلتقي فيه الجميع حول السرير أو المائدة، يقرأون معاً . . يتحدثون . . أو يلهون بالألعاب . .
فهذا النوع من التواصل الايجابي يسهم في تعزيز شعور الأطفال بأنهم محبوبون وينعمون بالدفء والأمان الأسري، وعلاوة على ذلك، تجلب هذه النشاطات البهجة للآباء .
وقد وجدت دراسة جديدة أن باستطاعة الطفل في الشهر السابع من العمر معرفة الحالة المزاجية والعاطفية لأبويه .
وتؤكد هذه الدراسة أهمية التواصل العاطفي بين الرضيع في هذا العمر وبين الأبوين وتدعم النظرية القائلة إن باستطاعة الطفل في هذا العمر سماع أصوات وتفضيلها على أخرى وهو لا يزال في رحم أمه .
وكانت دراسة أخرى ذكرت أن الطفل في يومه الثاني من الحياة يستطيع تمييز صوت أمه عن صوت غيرها .
وقال الباحث توبيان غروسمان الذي أشرف على الدراسة من كلية بيركبيك في لندن وعاونه في إعدادها باحثون من معهد ماكس بلانك للإدراك البشري وعلوم الدماغ في ألمانيا لموقع "لايف ساينس" إن الأطفال الرضع في الأشهر الأولى من العمر يعرفون الحالة العاطفية والمزاجية للآباء حتى وهم في هذه المرحلة المبكرة وهو أمر لا يدركه كثيرون منهم .
وأجلس الباحثون أربعة أطفال رضع تتراوح أعمارهم ما بين الشهرين الرابع والسابع على ركب أشخاص بالغين في غرفة مظلمة ثم أسمعوهم أصوات أشخاص عادية وأخرى هي عبارة عن مجرد تسجيلات لضوضاء من مكبرات صوت من أجل معرفة ردّة فعلهم حيالها .
وأجرى الباحثون مسحاً لأدمغة هؤلاء الأطفال الرضع بواسطة تقنية "أن أي آر أس" التي تقيس كمية الأوكسجين التي تستخدمها أجزاء مختلفة من الدماغ من أجل معرفة الجزء الذي ينشط أكثر من غيره عند سماع الأصوات المختلفة .
وتبين للباحثين أن أدمغة الأطفال الرضع في الشهر السابع من العمر استجابت للأصوات البشرية التي استمعت إليها في تلك الغرفة المظلمة بالطريقة ذاتها التي تستجيب فيها أدمغة البالغين .
وقال غروسمان إن منطقة صغيرة في الدماغ في الفص الصدغي المسؤول عن السمع استجابت أكثر للأصوات القوية أكثر من أي أصوات أخرى، مشيرين إلى أن هذه المنطقة مسؤولة أيضاً عن اتخاذ القرارات والتخطيط في الدماغ .
وأضاف أن الأحاديث التي تبعث على السعادة وتعكس الحالة المزاجية الجيدة للوالدين قد تؤثر أكثر في الطفل الرضيع من غيرها وتجعله أكثر استقبالاً وتمييزاً لها .
وخلص غروسمان في الدراسة التي نشرتها دورية "الأعصاب" هذا الشهر إلى أن "نغمة الصوت السعيدة تؤثر بشكل خاص في دماغ الرضيع"، وتساعده على معرفة الحالة المزاجية للأبوين .
الغناء الجماعي والبقاء معاً
إن مشاركة أفراد الأسرة في الغناء سوية يعد من الوسائل الرائعة التي تسهم في الالتئام والتضامن العائلي .
وينصح الخبراء بابتداع كلمات للألحان المفضلة، والرقص في أرجاء غرفة المعيشة مع الأطفال، واستخدام الموسيقا لدفعهم إلى المشاركة في تنظيف الغرف .
ويقول باحث أمريكي إن الموسيقا تهدئ الأطفال الرضع والبالغين وتساعد على استعادة الذكريات،وعلى النوم والتخفيف من الألم وقد تسرع نبضات القلب أو تبطئها . ورأى الأستاذ روبرت زاتوري من معهد الأعصاب الكندي بجامعة ماكغيل في مونتريال حيث تجرى أبحاث عن الموسيقا "هناك الكثير كي تتعلمه عن الموسيقا" .
وأضاف إن هناك دراسات أثبتت بأن الموسيقا تساعد على التخفيف من الألم وتنشط الذاكرة، ولكنه تابع لسنا متأكدين من أنها (الموسيقا) تحسن صحتنا بشكل عام على الرغم من تأثيرها المحتمل في الجسم والعقل معاً .
وتبين من الدراسة التي نشرت في دورية "بلوس وان" التي أجراها زاتوري ورفاقه في المعهد أن الأشخاص الذين قالوا إن الموسيقا تبعث على السعادة كانوا أكثر تعبيراً عن بهجتهم لدى سماعها من نظرائهم الذين لا يحبونها .
وقال زاتوري إن البعض يقول إنه يحب الموسيقا ولكن لا يعرف تأثيرها في الجسم، مضيفاً أن الباحثين يريدون إثباتات على أنها مفيدة للجسم أيضاً .
من جانبه قال الأستاذ في الطب ومدير مركز الوقاية من أمراض القلب في المركز الطبي بجامعة ماري لاند في بالتيمور مايكل ملير إن الباحثين يريدون معرفة ما إذا كانت العواطف التي تثيرها الموسيقا تؤثر بشكل إيجابي في الناس من الناحية النفسية .
وأضاف إنه تبين له أن الاستماع إلى موسيقا جميلة تبعث على الابتهاج قد تجعل الدم يتدفق بشكل أفضل وتكون مفيدة للقلب .
وتساءل: "إذا استطاعت الموسيقا تهدئة شخص معين بتحسين تدفق الدم في جسمه فهل يعني أنها تخفض احتمال إصابته بالنوبة القلبية؟" . ورد على ذلك بالقول "سيكون هذا الأمر موضع دراسة" .
وأضاف "إن مركبات إندورفين أو تلك التي تشبه هذا المركب تخرج من الدماغ عند الشعور بالسعادة" . وقال "إن هذا ينشط الأندورفين الذي يطلق حامض النايترك وهي مادة كيميائية تحمي الجسم وتنتجها البطانة الداخلية للأوعية الدموية" .
وتابع بأن "هذه المادة ضرورية بسبب دورها البيولوجي والنفسي لأنها تجعل الأوعية الدموية تتمدد وتخفض خطر الإصابة بالالتهابات وتمنع الصفائح الدموية من الالتصاق" .
بدوره قال الدكتور أنرود باتيل الزميل في معهد العلوم العصبية في سان دييغو "من المعروف أن الموسيقا تخفض الضغط النفسي ولها تأثير فيزيولوجي في هرمون الضغط" كورتيزول، مشيراً إلى أنه في بعض الحالات ساعدت الناس على استعادة أبصارهم بعد تعرضهم للجلطة الدماغية .
خصص وقتاً للمرح والبهجة
لا شك أن تحفيز الأطفال ودفعهم لإنجاز الفروض المدرسية والأنشطة الأكاديمية يعتبر من أهم واجبات رب الأسرة، بيد أن التركيز المفرط على هذه الواجبات يمكن أن يخلق بيئة مملوءة بالقلق والتوتر . ولذلك ينصح الخبراء بتخصيص وقت لنشاطات ليس لها غرض سوى إتاحة مجال لأفراد الأسرة للاستمتاع بتمضية وقت مشترك يضمهم سوية . . العب مع أطفالك، ابتكر حفلات مفاجئة، تمشَّ معهم مسافات طويلة، وافلح الحديقة وأطهُ معهم .
وقد وجد علماء إيطاليون إن الجداريات واللوحات الجميلة في المنزل لا تبعث على البهجة في النفس فحسب، بل تخفف الألم أيضاً .
وتبين لهؤلاء أن لوحات مثل "ميلاد فينوس" للرسام بوتشيلي المعروضة في غاليري يوفيزي في فلورنسا مثلاً، تشعر المرء بالراحة النفسية وتخفف من الآلام التي يشعر بها .
وكان فريق من الباحثين من جامعة باري في إيطاليا تقوده الدكتورة مارينا دو توماسو قد طلب من 20 متطوعاً من النساء والرجال اختيار أجمل 20 لوحة ثم مشاهدة 20 لوحة أخرى قبيحة من ضمن 200 لوحة معروضة أمامهم من أجل معرفة تأثير ذلك فيهم .
وتبين أن المجموعة، التي كانت تنظر إلى اللوحات الجميلة، خفّت أوجاعها مقارنة بالمجموعة الاخرى التي كانت تتأمل صوراً ولوحات قبيحة، وبأن القوابس الكهربائية التي تقيس نشاط الدماغ أظهرت نقصاً في مستوى الالم عند النظر إلى لوحات جميلة لدى هؤلاء .
وقالت توماسو من المعروف أن انشغال المريض بأشياء معينة تخفف من الألم الذي يشعر به، مشيرة إلى أن هذه الدراسة هي الأولى التي تجد صلة بين تأمل لوحات جميلة والتخفيف من الألم .
وفي السياق ذاته، قال البروفيسور البريطاني سمير زكي من يونيفرستي كولدج لندن إن مشاهدة الأشياء الجميلة تنشط جزءاً من الدماغ اسمه orbitofrontal cortex وبأنه كلما شاهد المرء أشياء جميلة كلما خفت أوجاعه . وكانت دراسات سابقة ذكرت أن الدماغ "يشرق" أكثر عند مشاهدة الأشياء الجميلة لا القبيحة .
ممارسة الرياضة معاً
ينصح الخبراء بركوب دراجة أو السير على القدمين برفقة الأطفال لحديقة أو منتزه محلي . وفي الحديقة يمكن أخذ وقت للراحة والاسترخاء فيما يمرح الأطفال في بيت الرمل أو على الأرجوحة . ويوفر هذا النمط من النزهات مناخاً صحياً للوالدين ويمنحهم الوقت لممارسة الرياضة وإمضاء وقت ممتع مع الأطفال .
ويشير أخصائيو اللياقة إلى مدى التأثير الإيجابي للأطفال الممارسين للرياضة في ذويهم أثناء التحدث على تفاصيل تمارينهم الرياضية الأمر الذي يشعل جذوة الحماس في نفوس الآباء والامهات إضافة إلى بقية أفراد العائلة ويشجعهم على ممارسة الرياضة واكتساب اللياقة البدنية أسوة بالأبناء . ومن النصائح التي يحبذها المختصون في ذلك:
* يجب على الوالدين الاستماع جيداً لتجربة أطفالهم الرياضية والاستفادة منها قدر المستطاع إذ يتميز الأطفال بقدرة كبيرة على نقل تفاصيل الواقع إلى الكبار بكل دقة ووضوح .
* يجب على الآباء والأمهات مشاركة أطفالهم تمارينهم خارج المنزل كالمشي والركض وركوب الدراجة الأمر الذي يحفز كلا الطرفين على التدريب الجيد وتحقيق نتائج مرضية .
* يجب القيام بتسجيل التعليمات التي تعلمها الطفل من مدربه ومحاولة الوالدين الاستفادة منها في التدريب اليومي . فقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن معظم ممارسي الرياضة لا يخضعون إلى برنامج خاص أو إشراف تدريبي الأمر الذي قد يتسبب في بعض الإضرار الجسدية كالشد العضلي أو تمزق الأربطة .
* يجب الاستفادة من النصائح التي يوجهها المدرب إلى الطفل اثناء التمرين الرياضي فيما يختص بأوقات الراحة والإحماء والتدريب الشاق .
* يجب مشاركة الطفل بنظامه الغذائي الذي حدده مدربه الخاص مع زيادة بعض المكونات الغذائية بما يتناسب مع احتياجات جسم الأفراد الكبار من الطاقة والغذاء إضافة إلى المرحلة العمرية والصحية التي يمرون بها .
* يجب على الوالدين ملاحظة برنامج أطفالهم الرياضي والتخطيط له حيث أوضحت الدراسات الحديثة أن نسبة كبيرة من الآباء يستطيعون التخطيط لبرنامجهم اليومي بناء على رغبات وتجارب أفراد عائلتهم . فمثلاً عندما يكون هناك يوم تدريبي للطفل نجد أن جميع أفراد العائلة يستعدون مثله لممارسة نفس البرنامج متنازلين عن بعض الأنشطة الأخرى كالخروج إلى التسوق أو زيارة الأصدقاء أو مشاهدة التلفاز .
* يجب قيام الآباء والأبناء ببعض تمارين الإحماء والإطالة قبل البدء بالتمرين الرياضي، علماً بأن قدرة الأطفال تفوق الكبار في درجة استيعاب الحركات العنيفة ومرونة العضلات .
* يُفضل أن يقوم الوالدان بتشجيع طفلهما على تقمص دور المدرب وإبداء الأوامر والتعليمات كما يفعل مدربه الخاص معه، الأمر الذي يعزز ثقة الطفل في نفسه ويشجعه على الاستمرار في ممارسة الرياضة إضافة إلى نقل المعرفة والخبرة التي اكتسبها الطفل خلال التمرين إلى الوالدين بسهولة ويسر .
ابتكر عادات صحية
لا تدع أطفالك يعتادون على تناول الوجبات السريعة المملوءة بالملح والسكر لأنها، وبالرغم من طعمها الشهي، تخلف آثاراً مدمرة على صحة وأمزجة افراد الأسرة . ولذلك، حاول ان تبتكر بدلاً منها وجبات خفيفة تتسم بمنافعها الصحية، وينصح الخبراء باستخدام الفواكه والخضروات والمكسرات أو الفواكه المجففة في هذه الوجبات .
ويقول الخبراء إن مسألة البدانة لدى الأطفال تمثل واحدة من المشكلات الصحية الكبرى، وخصوصا في المنطقة العربية، فحسب إحصاءات حديثة، هناك ما يقرب من 20 في المئة من الأطفال ما بين سن 12 و19 يعانون مشكل البدانة .
ولمجابهة هذا المشكل الصحي الخطر، ينصح الأطباء الآباء وأولياء أمور الأطفال بأن يتخذوا الاحتياطات والإجراءات الخمسة التالية:
* إدخال المزيد من الفواكه والخضر ضمن وجبات الأكل، لأن استهلاك الخضر والفواكه يعد من أساسيات أي نظام غذائي سليم يهدف إلى محاربة البدانة، فمثلا يمكن تعويض الحلويات المصنعة بفاكهة حلوة طبيعيا، هذا مع وضع حدود معقولة لاستهلاك الأطفال للدهون والمأكولات الغنية بالكالوريات .
* عدم قضاء وقت طويل أمام التلفاز: فمحاربة البدانة غذائياً لا يمكن أن ينجح إلا بمرافقتها بإجراءات تطبيقية، فعادة مشاهدة التلفاز أو لعب الفيديو أو الإبحار في الإنترنت لمدة طويلة وما يصاحبها من استرخاء طويل المدى للعضلات قد تفسد أي نظام غذائي نروم من خلاله ذلك التوازن المنشود .
* الزيادة في مدة النشاط الجسماني: يقول أحد الأطباء الأمريكيين ساخرا "إذا تمكنا من جعل التمرين الرياضي على شكل قرص طبي، سنكون قد خلقنا المخدر المعجزة الذي سيخفض من خطر الإصابة بالسكري، أمراض القلب وبعض أنواع السرطان"، لهذا، يُنصح بأن يقوم الأطفال بنشاط رياضي لمدة ساعة على الأقل يوميا، لا يتعلق الأمر بتدريب رياضي، ولا بعادة يومية صارمة، وإنما بخلق الفضاء الطبيعي الملائم لكي لا يبقى الأطفال منغلقين في المنزل بلا حراك .
* إقصاء المشروبات السكرية: في السنين الأخيرة عرف استهلاك المشروبات الغازية والطاقية ارتفاعا صاروخيا، وفي كثير من الأحيان تجهل العائلات كم نسبة من السكر في هذه المشروبات، فالصودا مثلا تتوفر على نسبة عالية جدا من الكالوريات التي لا تتوفر على أي مركب مغذٍ، بل تقضي على أي نظام غذائي صحي مضبوط .
* ضرب المثل للأبناء: إن العادات الصحية الجيدة هي كافية إذا ما قام الآباء بإيلائها أهمية كبرى في المنزل، فالأب مثلا لن يكون بمقدوره نصح ابنه باتباع أنماط غذائية صحية، بينما هو يقوم بعكسها تماما، وللحصول على التوازن المطلوب، على الأسرة بأكملها أن تتبع النظام الصحي والعادات السليمة للتغذية، القيام بنشاط رياضي، الخروج معا إلى المنتزهات، تقليص مدة الجلوس أمام التلفاز وكذا محاولة الإقصاء التام لاستهلاك المشروبات الغازية أو الطاقية من ضمن الوجبات .
ويعد اشراك الاطفال في طهو الطعام وسيلة أخرى لجعلهم يهتمون بالطعام الصحي .
ويرى الخبراء أن مشاركة الآباء في الطهي مع أطفالهم تشجع الأطفال على اتباع عادات صحية سليمة، وتدربهم على الطهي، وتعودهم على العمل الجماعي المشترك .
كما يرى الخبراء أن مشاركة الأطفال في إعداد الطعام تزيد أرجحية تناولهم له .
امنح مكافآت على التصرفات والسلوكيات الجيدة
من المهم أن تعمل على تعزيز السلوكيات الجيدة لأطفالك . لكنك لست بحاجة لمكافأتهم ببذخ . فالقيام بنزهة فى حديقة الحيوانات، أو الذهاب للسينما أو تمديد وقت النوم ليلاً،يمكن أن تكون حوافز جيدة .
ويرى الخبراء أن المكافأة الاجتماعية على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك المقبول والمرغوب عند الأطفال والكبار معا، وتتمثل مكافأة الطفل في (الابتسامة – التقبيل – المعانقة – الربت – المديح – الاهتمام – إيماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان- العناق والمديح والتقبيل) وكلها تعبيرات عاطفية سهلة التنفيذ.
والأطفال عادة يميلون لهذا النوع من الإثابة، ولكن قد يبخل بعض الآباء بإبداء الانتباه والمديح للسلوكيات الجيدة التي يقوم بها الطفل، وذلك إما لانشغالهم فلا وقت لدى الآباء والأمهات للانتباه إلى سلوكيات الأطفال الحسنة أو لاعتقادهم الخاطئ أنه على الطفل إظهار السلوك المهذب دون حاجة إلى إثابته آو مكافأته . فإن الطفلة التي ترغب في مساعدة والدتها في بعض شؤون المنزل كترتيب غرفة النوم مثلاً ولم تجد أي إثابة من الأم؛ فإنها تلقائيا لن تكون متحمسة لتكرار هذه المساعدة في المستقبل . وبما أن الهدف هو جعل سلوك الطفل السليم يتكرر مستقبلا فمن المهم إثابة السلوك ذاته وليس الطفل .
وقد أظهرت كثير من الإحصاءات أن إثابة الطفل الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب عند الطفل، بينما تأتي مكافأة الطفل المادية في المرتبة الثانية، ولكن هناك أطفالاً يفضلون المكافأة المادية .
وتتمثل المكافأة المادية في: إعطاء الطفل قطعة حلوى – شراء لعبة للطفل – إعطاء الطفل نقوداً – إشراك الطفلة في إعداد الحلوى مع والدتها تعبيراً عن شكرها لها – السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة – اللعب بالكرة مع الأصدقاء – اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة .
القراءة والكتابة معاً
خصص وقتاً كل يوم للقراءة . اقرأ بصوت عال للأطفال، أو احرص على أن تمضي الأسرة كلها وقتاً مشتركاً في القراءة . ويمكن لوقت القراءة أن يصبح أمتع إذا كنت تتبادل العناق والأحضان مع أطفالك على أريكة . كما أن من المهم لأطفالك أن يمضوا بعض الوقت في القراءة .
ومن التجارب المهمة والناجحة التي قام بها خبراء غربيون في أدب الطفل هي القراءة للأطفال في سن ما قبل المدرسة انطلاقاً من مقولة أحدهم "إن الرضيع بحاجة إلى الحليب، وإلى الحنان وإلى الحكاية"، وتتمثل هذه التجربة في قراءة الكتب للأطفال بصوت مرتفع في سن مبكرة، بل ومنذ ولادتهم والاستمرار في هذه العادة الحميدة التي لا تتطلب من الأم أو الأب أو المربي أكثر من 15 دقيقة يوميا يعيش الطفل أثناءها لحظات من البهجة والمتعة والسعادة ترسخ في ذهنه العلاقة الوطيدة بين الكتاب من جهة والبهجة والمتعة والسعادة من جهة أخرى، فيصير قارئاً وفياً يحب الكتاب والقراءة والتعلم .
وفي دراسة نشرت في دورية "علم نفس النمو" أثبت بعض الباحثين المتخصصين الاستفادة من القراءة "الناشطة" في برنامج خصص للقراءة لأطفال يبلغون عامين . وتقول الدراسة إن القراءة الناشطة تتمثل في إشراك الآباء والأمهات أبناءهم في الحوار الذي يقرؤونه في قصة، وقد حقق الأطفال الذين يندمجون في تلك الحوارات مستويات متقدمة في تنمية الثروة اللغوية . ومشاركة الأبناء تتمثل في دفعهم وتشجيعهم على الاندماج في الحوار . . والتعليق على بعض أحداث القصة أو المادة التي يقرؤونها وتعليق الوالدين على ما يقوله الأطفال عن القصة ومن ثم الثناء على تعليقاتهم ومحاولاتهم، فهذه الخطوات الثلاث هي التي تحقق القراءة الناشطة وهي الطريق إلى تحقيق مزيد من النمو اللغوي . وفي الحقيقة فإن القراءة للأطفال دون اندماجهم فيما يقرأ لهم قد يؤدي إلى الملل وفقدان الأطفال الاستمتاع بما يقرأ لهم . إن قراءة القصص للأطفال تجعلهم يكتشفون العالم من حولهم، والسرد القصصي والقراءة أسلوبان فاعلان لتنمية الخيال عند الأطفال، وجعلهم متمكنين من التحكم في بيئتهم والتعرف إليها .
خذ مثلاً هذا السيناريو
خالد طفل عمره ثلاث سنوات ويلعب في المغطس، وفجأة رأى عنكبوتاً في سقف الحمام، عندها أصيب بالذعر، وصاح لوالده ليقول له وهو مذعور إن هناك عنكبوتاً في الحمام، وإنه خائف منه فأجابه والده: في أحد الأيام كان هناك طفل اسمه خالد، كان يستحم في الحمام، وفي أثناء ذلك جاء عنكبوت لزيارته، قاطعه خالد سائلاً: هل العنكبوت يعض يا أبي؟ وكان لا يزال يبدو عليه الخوف، لكنه مستمتع ومهتم بما يسمع، فأجابه والده أبداً ياخالد إنه عنكبوت طيب، عندها سأل خالد: ماذا سيفعل العنكبوت هنا؟ فأجابه والده: جاء ليسلم علينا فقط، ثم يعود إلى عائلته وذلك ليحمم أطفاله أيضاً . إلى هنا انتهت القصة . بعدها عاد خالد إلى اللعب في المغطس، وأحياناً كان يقوم بمحادثة وهمية مع كائن حي كان قبل قليل مذعوراً منه بلا سبب حقيقي . ويقول الخبراء إن القراءة مع الأطفال عن طريق أسلوب السرد القصصي أو القراءة مع مشاركة الأطفال، تنمي رابطة قوية بين الوالدين والأطفال، وتعزز تأثير الوالدين في الأبناء ذلك التأثير الذي سيؤدي في النهاية إلى تنمية حس عميق ومستمر للتعليم . . وللقراءة . . وكل ذلك يتم عن طريق مشاركة الأبناء والديهم في القصص والكتب .
خصص أوقاتاً للتفاعل مع كل طفل على حدة
ينبغي على الآباء الذين لديهم أكثر من طفل أن يسعوا لإمضاء وقت للتفاعل والتواصل مع واحد من الاطفال كل يوم، حتى لو كان ذلك لفترة 10 دقائق فقط . وبهذه الطريقة يشعر الطفل بأهميته وخصوصيته ويقترب أكثر من والديه . وقد اصبح ترتيب الطفل بين إخوته في الميلاد من المتغيرات الأسرية الجوهرية التي تجذب اهتمام الباحثين الآن باعتبارها أحد العوامل التي تؤثر في شخصية الطفل، فالبعض يعتقد أن الأطفال في الأسرة الواحدة يعيشون في بيئة واحدة، ولكن الأمر غير ذلك، فترتيب الطفل في الأسرة يجعل لكل منهم بيئة سيكولوجية مختلفة عن بيئة الآخر، وهذا التباين في البيئات يأتي من أن التفاعل بين الوالدين خاصة الأم وكل ابن من أبنائها يختلف حسب موقعه بالنسبة لها، فتفاعلها مع الطفل الأول ليس كتفاعلها مع الطفل الأوسط، وتفاعلها من الأوسط ليس كتفاعلها مع الأخير، كذلك فإن الطفل الوحيد له بيئة سيكولوجية تختلف عن بيئة الاطفال الآخرين من ذوي الأشقاء، كما أن للطفل الذكر وسط مجموعة من الأخوات الإناث ، وضعاً خاصاً مميزاً وكذلك البنت وسط مجموعة من الإخوة الذكور، الطفل الأول أو الأكبر يأخذ قدراً أكبر من الاهتمام ومن التدليل، ولهذا الطفل وضع فريد فهو يظل الملك المتوج على عرش الأسرة في الفترة التي يكون فها وحيد والديه، ثم يتعرض للإبعاد عن العرش عند ولادة الطفل الثاني فنجده يحاول أن يستعيد انتباه ورعاية والديه بشتى الأساليب التي قد تكون أساليب عدوانية أو استعطافية لأنه يحارب من أجل استعادة حب الأم واهتمامها، والطفل الأكبر يشارك فيما بعد في مسؤوليات الأسرة التربوية خاصة لو كانت أنثى كأن تساعد في تربية إخوتها ويلعب هذا الطفل الأكبر دورا شبيهاً بدور الوالد أو الوالدة، وبعضهم تتولد لديه قدرة جيدة علي القيادة والتنظيم إن الابن الأكبر غالبا ما يفضل الوالد، ويحن دائماً إلى الماضي ويشيد بالأحداث والمواقف التي حدثت فيه، ويشعر بمسحة من التشاؤم إزاء المستقبل، وهو يقدر قيمة السلطة والقوة أكثر من بقية إخوته، والطفل الأول يشكل أكبر نسبة من أطفال المشاكل يليه في ذلك الطفل الأصغر، أما الطفل الثاني، فإنه في موقف مختلف، إذ يشاركه آخر منذ البداية في اهتمام والديه، لذا هو أقرب الى التعاون من الابن الأكبر، والطفل الثاني في مركز ممتاز، إذا لم يشن عليه الطفل الأول حرباً محاولاً دفعه إلى الوراء، وهذا الطفل يتصرف أحيانا كما لو كان في سباق أو في مباراة ويجد لديه رغبة في بعض الحالات لأن يتخطى أخاه الأكبر، والطفل الثاني غالباً ما يكون أكثر نجاحا في الحياة العملية من أخيه الأكبر إن الطفل الأكبر غالبا مايحلم بالسقوط فهو في القمة ويخشى أن يفقد مركزه، أما الطفل الثالث فيحلم أنه يجري وراء قطار أو كأنه في سباق للدراجات، إن تحليل أحلام الطفل كافية للتخمين بمركزه وترتيبه في الأسرة، وأن الطفل الثاني يشعر بالحسد أحيانا ويخاف من التجاهل والإهمال أكثر من غيره، ووضعه في الأسرة يجعله أقدر في المستقبل على تحمل القيادة أو الرئاسة الصارمة، كما يجعله يؤمن بأنه ليست هناك في العالم قوة لايمكن قهرها أو إزاحتها . وبالنسبة للطفل الأصغر: فهو يتميز بأن مركزه ثابت في الأسرة وهو المدلل من الجميع، ولايخشى أن يفقد هذا التدليل كما حدث مع الطفل الأول، ولكنه كثيرا ما يعاني مشاعر قوية بالنقص أو الدونية، فهو دائما يوجد في بيئة تضم كبارا أكثر قوة وأوسع تجربة، لذا فهو قد يعاني مشكلات عديدة، ويأتي بعد الطفل الأول في نسبة أطفال المشاكل . والطفل الوحيد هو مشكلة، في حد ذاته، فهو هدف لتدليل أمه التي تخاف أن تفقده وتحيطه برعاية زائدة، حتى أنه يتعود أن يكون دائما في بؤرة الاهتمام ، ومكمن الخطورة لهذا الطفل أنه ينمو في بيئة محددة، وأن تفاعله دائما مع الأفراد الكبار فقط فهو محروم من التفاعل الاجتماعي مع أطفال من سنه، خاصة قبل سن المدرسة، إن الفترة الزمنية التي تفصل بين الطفل ومن يكبره أو من يصغره لها علاقة أيضاً بمعنى الترتيب ومغزاه، بمعنى أن الطفل الأوسط قد يصبح مثلا طفلا أكبر إذا كان يفصله عن أخيه الأكبر عدد كبير من السنين، بينما يصبح الأكبر وحيدا في هذه الحال، وقد يصبح الأصغر أيضاًوحيدا إذا كان إخوته يكبرونه بفترة زمنية طويلة، ومما يذكر أن الفترة الزمنية بين ولادة طفل وآخر التي يمكن أن تغير هذاالترتيب يقدرها الباحثون بست سنوات أي مرحلة سيكولوجية كاملة من مراحل النمو، إضافة إلى أن أوضاع الأسرة وإمكاناتها الاقتصادية ومكانتها الاجتماعية قد تختلف بالنسبة لكل طفل في المراحل الحاسمة من نموه من ناحية أعمار الوالدين، وتصبح أيضاًأحد عوامل التأثيرالأسري في الطفل .
ممارسة الأنشطة الروتينية مع الأطفال
يزدهر الأطفال عندما يدركون ما ينبغي عليهم توقعه . ولذلك تسهم الأنشطة الروتينية التي تسبق وقت النوم مساءً، والتي تشمل الاستحمام وقراءة القصص وإنشاد الأغاني، في تقليل تصرفات الأطفال الليلية الطائشة . كما يمكن للروتين الصباحي أيضاً أن يعينك على الخروج من المنزل من دون ضجة كبيرة من الأطفال .
إظهار التقدير والتعبير عن الأسف
أعمل على إيجاد وسائل صغيرة لإظهار مدى تقدير كل من الآباء والأبناء للآخر . وواحدة من تلك الوسائل مثلا الرقص سوية في البيت عند عودة الاطفال من المدرسة أو عودة احد الوالدين من العمل .
وحينما يؤذي واحد من أطفالك مشاعر شقيق أو قريب له، لن يكون الاعتذار كافياً . إذ ينبغي حث هذا الطفل على أن يجد طريقة لمعالجة الجرح الذي تسبب به عبر المساعدة في عمل أو المشاركة في لعبة .
والمعروف أن الطفل لا يولد مدركاً أصول التعامل مع الآخرين، وقواعد الأخذ والعطاء مع أقرانه . فهذه مفاهيم مكتسبة، وليست موروثة . لذا، يحسن بالوالدين، لاسيّما الأُم، تعويده على اجتياز مرحلة مهمة، وهي الانتقال من ال"أنا" إلى ال"نحن"، وإدراك مفهوم الآخر .
بطبيعة الحال، تشكل البيئة المنزلية المدرسة الأولى لتعلم قواعد الحياة، وكيفية التعايش مع الآخرين، والأخذ والعطاء، والتخاطب معهم، وإيجاد الحلول الوسطى، واعتماد الكلام كوسيلة للتعبير بدلاً من الصراخ أو الضرب (ما يحصل أحياناً مع بعض الأطفال، ممن يعبرون عن أنفسهم من خلال العنف تجاه أقرانهم) . فالطفل لا يعي مثل تلك الأصول، بما أنّها ليست موروثة، إنما تكتسب تدريجياً، من خلال التجربة اليومية، و"المواجهات" المستمرة مع الآخرين . فهذه تتخذ طابعاً أنانياً، من الجانبين، وهذا أمر طبيعي عند الطفل . فالصغير يعرف ال"أنا"، لكنّه يجهل ال"نحن"، ولا يأبه بمفاهيم من قبيل "المشاركة"، "المشاطرة"، "الاقتسام" . . . إلخ . وتلك كلها عوامل طبيعية، لا داعي للقلق منها، لأنّها جزء من الطبيعة البشرية .
ويقول الخبراء ان القلق يبدأ حين لا يسعى الوالدان إلى تعليم طفلهما أصول التعامل مع بقية الأطفال، والآخرين بشكل عام، فيتركان له الحبل على الغارب، بحجة المحبة والمعزة والدلال، ما يؤدي إلى نتائج كارثية له، ومآس وشعور بالحرمان، لاحقاً، وبشكل خاص العجز عن الإندماج في المجتمع، وربّما الجنوح . لذا، تعدُّ فترة 3 إلى 6 سنوات مرحلة أساسية، إذ تشكل مدرسة اجتماعية بحق، ينبغي أن يكون الطفل قد ختم خلالها "برنامجه" التعليمي الاجتماعي . فالطفل في سن 3 سنوات، سواء أكان خجولاً متردداً أم قوي الإرادة، سواء أكان البكر أم آخر العنقود، لابد أن يبدأ في اكتشاف وجود كائنات أخرى: أقرانه . وهذا يشكل بالنسبة إليه "ثورة" اجتماعية.
اجعل زواجك أولوية
أهم شيء يمكنك القيام به لطفلك، يتلخص ببساطة في حبك لزوجتك وإظهارك لهذا الحب . ان طفلك سيجد في ذلك نموذجاً للعلاقة الجيدة، وسيسهم ذلك في المحافظة على سلامة ومتانة زواجك .
وفي هذا الصدد وجدت دراسة أن الأطفال الذين يعيشون في كنف عائلات يتخللها الشجار والتناحر بين الازواج يزداد مستوى هرمون التوتر النفسي لديهم مقارنة بنظرائهم الذين يعيشون في منازل يسودها التفاهم والوئام بين أعضاء الاسرة .
وأجرى الباحثون في جامعة روشستر (نيويورك) وجامعة مينيسوتا، وجامعة نوتر دام في إنديانا دراسة شملت 208 من الاطفال البيض في حوالي السادسة من العمر من أجل معرفة التغيرات التي تطرأ على هرمون التوتر cortisol لديهم بعد سماعهم تسجيلات لاصوات عن مشاحنات ومجادلات بين آبائهم وأمهاتهم على الهاتف .
وقال باتريك ت . دايفز، الذي قاد فريق البحث من جامعة روشستر، إن الباحثين أخذوا عينات من لعاب هؤلاء الاطفال قبل وبعد سماعهم تسجيلات مشاحنات لآبائهم في المختبر من أجل معرفة مستوى هرمون التوتر عندهم .
وتبين من خلال الدراسة التي نشرت في مجلة نمو الاطفال أن هؤلاء الذين كانوا يعيشون فترة توتر شديد بسبب مشاحنات آبائهم ارتفع لديهم مستوى هرمون التوتر cortisol بشكل كبير جداً .
ويقول باحثون أمريكيون إن المشاكل بين الزوجين تؤثر في أطفالهم حتى لو كانوا في عمر صغير جداً، وقد يظهر ذلك من خلال مشاكل في النوم قد يواجهها الأطفال في عمر السنة ونصف .
وأوضح الباحثون من جامعة أوريغون في الولايات المتحدة أنهم أجروا دراسة شملت مقابلات مع 350 عائلة تبنت أطفالاً، لتحييد مسألة الربط بين الجينات ومشاكل النوم .
وقالت الباحثة آن مانيرينغ إن النتائج تشير إلى أن "الربط بين عدم الاستقرار الزوجي ومشاكل الأطفال في النوم تظهر في عمر أبكر مما كان يعتقد سابقاً" .
وأوضحت الدراسة التي نشرت في دورية "نمو الطفل" أن حصول مشاكل زوجية بين الوالدين حين يكون الطفل في الشهر التاسع من العمر، قد يؤدي إلى مواجهته مشاكل في النوم حين يصبح في شهره الثامن عشر .
غير أن الباحثين أشاروا إلى أن مواجهة الأطفال مشاكل في النوم لا يعني بالضرورة أن الأهل يعانون مشاكل زوجية .
دراسة تربط بين السعادة والتكنولوجيا
ربطت دراسة جديدة بين السعادة والتكنولوجيا ووجدت علاقة بينها وبين الشعور بالرضا لدى الرجال والنساء على حد سواء .
وأجرى المعهد القانوني لتكنولوجيا المعلومات (بي سي أس)، الذي يشجع على توسيع نطاق التقدم الاجتماعي والاقتصادي من خلال العلوم وتكنولوجيا المعلومات تحليلاً لنتائج مسح شمل 35 ألف شخص حول العالم من أجل معرفة طبيعة هذه العلاقة ومدى تأثيرها في البشر .
وقد تبين للباحثين أن النساء في الدول النامية والرجال والنساء الذين يتقاضون أجوراً منخفضة أو مستواهم العلمي متدن كانوا الأكثر تأثراً من الناحية العاطفية بحصولهم على هذه التكنولوجيا .
وعزا بول فلاترز الذي أعدّ الدراسة بناء على طلب شركة "بي سي أس" السبب في ذلك إلى أن المرأة تلعب دوراً محورياً أكبر في العائلة وفي الشبكات الاجتماعية الأخرى أيضاً . وأضاف "نعتقد أن النساء في الدول النامية تستفيد أكثر من تلك (التكنولوجيا) بسبب القيود الاجتماعية المفروضة عليهن" .
وقال "سواء كنت شاباً أو عجوزاً فنحن جميعاً كائنات اجتماعية بحاجة للعلوم التكنولوجية لأنها تسهل الأشياء لنا" .
وتتناقض نتائج هذه الدراسة مع ما ذهب إليه علماء نفس مثل يئير أميشاي – هامبورغور مدير مركز علم نفس الانترنت في كلية سامي عوفر للاتصالات في "إسرائيل" الذي أشار في مقال له العام الماضي إلى التأثير السلبي للتكنولوجيا في الناس .
وقال "علينا استعادة السيطرة على التكنولوجيا وتعلم كيفية استخدامها بطريقة صحية وإيجابية" .
سعادة الآب مصدرها تقاسم هموم العائلة مع الزوجة
يشعر تسعة من بين كل عشرة رجال أمريكيين متزوجين بمزيد من السعادة عند تقاسمهم مع زوجاتهم مسؤولية رعاية الأسرة والاهتمام بشؤونها . وأظهر استطلاع للرأي أجراه موقع مانوفتهاوس .كوم أن 73% من الرجال يشعرون بالرضا عند اهتمامهم بأطفالهم و68% أفادوا أنه يخامرهم الشعور نفسه عند دعمهم مادياً، و63% قالوا إنهم يشعرون بالسعادة بسبب العلاقة القوية بينهم وبين أفراد أسرتهم .
وقال رئيس مجموعة "رجل البيت" كريغ جي . هايمبوش للموقع "إننا نعرف كم هو حرص الأب على أطفاله وعائلته واعتماده بشكل متزايد على الانترنت من أجل الحصول على المعلومات المفيدة التي تساعده على القيام بالكثير من المهمات هذه الأيام" . وأضاف هايمبوش "إن الهدف من وراء مجموعة "رجل البيت" هو جعل الرجل يؤدي عمله كأب أو زوج بشكل أفضل سواء في العمل أو المنزل" .
وقال 49% من الرجال، المستطلعة آراؤهم بين 4 و10 يونيو/حزيران الماضي، إنهم يتصفحون مواقع الإنترنت من أجل الحصول على المعلومات التي تساعدهم على شراء الأدوات المدرسية والتحدث مع أطفالهم في أمور مهمة أو اختيار الأطعمة التي يتعين أخذها إلى المدرسة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.