ثمة حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن متابعة (نتاج) العمل في الوسط الإعلامي أصبح متاحاً للجميع.. لم يعد هناك موانع أو حواجز للتصفح كما كانت في ما مضى.. وهو أمر يعود الى النقلة النوعية الهائلة التي حدثت في الوسائط والوسائل الإعلامية وتطورها بحيث يمكن مطالعة أي وسيلة إعلامية بمجرد دخولك الى شبكة الانترنت ومن لا يجيد استخدام الحاسوب وكيفية الدخول الى شبكة الانترنت فهو في المفهوم الحديث أمي..!، لكن بعضنا، في «الإعلام الرياضي» تحديداً، ما زال للأسف لا يجيد ذلك، وترى بعضنا - هنا- ما زال يكتب بالقلم ووسيلته في الاتصال جهاز الفاكس..! في دواخل بعضنا شعور يُمكن فهمه عندما يحبذ بعضنا، بل ويعشق، الكتابة بالقلم وعلى الورقة، في حين يتحاشى الكتابة على (الكيبورد) وبجانبه (الماوس) عدا أن شاشة الكمبيوتر تصفع العينين بأشعة ضارة. الكتابة بالقلم على مجموعة أوراق يمثل دافعًا للإبداع إذ لدى هؤلاء ما يرونه بمثابة طقوس خاصة، وهي فعلاً كذلك عند قلة منهم، وهم هنا في هذه النقطة لا يعنيهم أن يكونوا أُميين في نظر غيرهم ممن صار الكتابة لديهم على أجهزة الحاسوب أمراً لا يمكن الاستغناء عنه حتى ولو تم الصفع الإشعاعي ساعات في اليوم الواحد، لكن بعضنا ما زال لا يعرف، أو لعله لا يريد أن يدرك أن الكتابة في الأساس تحتمل هذا وذاك غير أنها لم تعد تحتمل الإبقاء على الحواجز والممنوعات التي كانت سائدة أيام زمان؛ انهيار الحواجز والممنوعات بات صفة صحافة اليوم بفضل شبكة الانترنت..! بالأمس، بحسب زميل مخضرم، كان محررو الصفحات الرياضية يطلبون كتابة المواد بحسب عدد الورق، أما اليوم فصار الطلب بحسب عدد الكلمات التي يُمكن التحكم بها كلمة.. كلمة..! لكن، يظل السؤال الأهم ليس عدد الورق ولا عدد الكلمات - يا صاحبي- بل هو: هل «حرية» العمل الإعلامي اليوم وفي الوطن العربي تحديداً صار بالفعل متاحًا للجميع، وبات مساحة لنشر الآراء الحرة، بغض النظر عن عدد الورق والكلمات حتى وإن بدت متناقضة..؟ مؤخراً قرأت - في مطبوعة عربية- أن بعض المطبوعات الخاصة ما زالت لديها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها؛ لم يُشر الخبر إلى المطبوعات الحكومية!، مع أن الصحافة اليوم «من المفترض» أنها أصبحت تعتمد على نشر الآراء الحرة، ومدى تناقضها، وتباينها، بات أساس العمل الناجح اليوم.. فهل عملنا الإعلامي العربي، سواء كان رياضياً أو في مجالات أخرى، ناجح الى تلك الدرجة التي يمكن القول معها أننا نمتلك صحافة حرة خالية من أية خطوط حمراء...؟!