في رد على سؤال طرحه برنامج "استفتاء على الهواء" في إذاعة "بانوراما fm"، أكد 79 بالمائة من المشاركين أنهم ما زالوا يشترون الصحف الورقية، بينما أوضح ما نسبته 21 بالمائة اكتفاءهم بقراءة الصحف الإلكترونية وابتعادهم عن "حبر" الإعلام المطبوع. وكانت فحوى السؤال، الذي ورد في البرنامج، الذي يحظى بشعبية كبيرة في السعودية ومنطقة الخليج العربي، ويقدمه الإعلامي المخضرم أحمد حسني، هو "بعد انتشار الصحافة الإلكترونية هل ما زلت تشتري الصحف الورقية؟". وذكر حسني، ل"العربية.نت"، أنه كان سعيدا بكثرة الردود والمشاركة الكبيرة، مشددا على أن السؤال لم يكن نخبويا، باعتبار أن وسائل الإعلام صارت جزءا مهما من حياتنا، ولا يمكن الاستغناء عنها، موضحا أن محبي الصحافة الورقية تدفعهم في كثير من الأحيان العاطفة والحنين لملامسة الورق وقراءة الخبر مطبوعا، في حين يفضل كثير من الشباب صحافة الإنترنت، ولم يستبعد أن تتغير النتيجة في الحلقة الجديدة من الأسبوع القادم، حيث الاستفتاء مستمر طوال أيام الأسبوع، وعلى مدار الساعة حتى انتهاء الحلقة. ومن الآراء اللافتة في البرنامج ما ذكره المستمع ماجد، الذي ذكر أنه لم يشتر صحيفة ورقية واحدة في حياته، معتبرا نفسه من الجيل الذي نشأ على تصحف الإنترنت وولوج مواقع الصحافة الإلكترونية. أما المستمع ياسر التويجري، فيؤكد أنه من المؤيدين للصحافة الورقية، وأن ما يسمى ب"الصحافة الإلكترونية" ظاهرة سيكون مصيرها الزوال، لأن "الصحيفة وجدت لتقرأ بتأن وهدوء، في حين أن القراءة على شاشة الحاسوب متعبة وممللة، ويشارك حنيف القحطاني ياسر ميوله في تفضيل الصحافة الورقية؛ لأن اهتماماته رياضية، ويرى أن الصحيفة الرياضية الورقية تعطيه معلومات وتقارير أكثر شمولية وتفصيلا من تلك التي توجد على المواقع الرياضية الإلكترونية. من جانبه قال المستمع "حاتم" إنه يفضل الصحيفة الورقية؛ لإمكانية الاحتفاظ بها لمدة طويلة من الزمن، ضاربا مثالا بنسخة ورقية لصحيفة سعودية ورثها عن أبيه، وصدرت عام 1370ه، وقد دفع بعضهم مقابلها نحو 250 ألف ريال سعودي، لكنه رفض بيعها باعتبارها ذكرى غالية على قلبه من والده الراحل. من جهتها تذكر المستمعة ريم أنها، وبسبب "ميولها السياسية"، هجرت كلا من الصحافة الورقية والمواقع الإلكترونية على الإنترنت، ولجأت إلى الفضائيات الإخبارية للبحث عن الحقيقة، وذكرت عدة رسائل قصيرة وصلت إلى البرنامج ذكر فيها أصحابها أنهم يلجؤون إلى قراءة الصحف على الإنترنت لأسباب اقتصادية واجتماعية، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. أما "ريحانة"، فتقول إنها لا تشتري الجريدة الورقية إلا إذا كانت تحتوي خبرا مهما أو تقريرا ملفتا، مشددة على عدم اهتمامها الكبير بالأخبار السياسية والحوادث، وقد تكتفي بقراءة أهم عناوين الأخبار في المواقع الإلكترونية. وفي اتصال مع الإعلامي السعودي فهد الشقيران، أوضح أن تجربة الصحافة الورقية في بلاده ما زالت ناقصة بسبب "البيرواقرطية وعمل المكاتب"، وهو الأمر الذي تحررت منه الصحافة الإلكترونية، مشددا على أن "أساطين" الإعلام المطبوع تستفزهم صحافة الإنترنت؛ لسرعتها في نشر الأخبار والتقارير، دون الاضطرار إلى الانتظار حتى يوم الغد. ويضيف الشقيران "الصحافة الإلكترونية تمكنت في كثير من الأحيان من هزيمة الفضائيات الإخبارية، من حيث سرعة نشر الأخبار والمعلومات"، مستدركا أن هناك صحفا إلكترونية عبارة عن مؤسسات لها أركانها وأعمدتها، بينما بالمقابل هناك مواقع إلكترونية تعتمد على الشائعات واستكتاب الأقلام الرخيصة والمشبوهة. وفي انحيازه للصحافة الجديدة، يقول الشقيران في الصحافة الإلكترونية مقص الرقيب شبه محذوف، لذلك فإن مجال الحرية فيها أكبر وأوسع، مشيرا إلى أن كثيرا من الصحف الأوروبية تخلت عن نسختها الورقية، واكتفت بمواقعها على الإنترنت، وكذلك حذت بعض المجلات العربية نفس الطريق، وأبرز مثال في رأي الشقيران هو مجلة "المجلة" اللندنية، التي تحولت إلى موقع إلكتروني، وباتت تنشر جميع موادها على الأثير الإلكتروني. تجدر الإشارة إلى أن البرنامج يبث على الهواء مباشرة كل يوم جمعة الساعة 7 مساء بتوقيت السعودية (الثالثة عصرا بتوقيت غرينتش)، برنامج أسبوعي على الهواء مباشرة، يطرح من خلاله سؤال يهم المستمعين، في المجالات الاجتماعية والثقافية والفنية والسياسية، ويتم تلقي إجابات المستمعين (التصويت) عبر الرسائل النصية، ويتم احتساب نتيجة التصويت في نهاية الحلقة.