ريمة منطقة تكسو الخضرة جبالها طوال العام جبالاً وقمماً تعانق السحاب، والطريق أسفلتية حتى مدينة الرباط، حيث الطريق ترابية وبعدها تلمح من بعيد قمماً ومرتفعات يخطر ببالك أنها متوسطة الارتفاع وسهلة الارتقاء، ورويداً رويداً تزداد الطريق وعورة وتتبدد الراحة شيئاً فشيئاً وتزداد الجبال ارتفاعاً.. والصورة من أعلى الجبال تزداد جمالاً واتساعاً، ورغم وعورة الطريق وصعوبة منحدراتها إلاّ أن جمال الأرض حواليك ينسيك ذلك ويذهب بمعنى التعب والإجهاد ومفرداتهما.. الخضرة تكسو كل شيء من تلك الجبال وترى بين الحين والآخر أودية ضيقة ومنحدرات تكسوها الغابات الخضراء التي تزخر بالحياة البرية من طيور وحيوانات، وتقف في أعلى قمة وترى الضباب والسحب تشكل حزاماً أبيض حول المنطقة، إنها قمم فوق السحاب.. وريمة بحاجة إلى أيام لزيارتها نظراً لمساحاتها الواسعة، وريمة شجرة باسقة وارفة الظل استطاع أبناؤها بإرادتهم القوية التغلب على مصاعبها ووعورة أراضيها. المقومات السياحية يوجد في ريمة بحسب موقع ريمه الالكتروني أكثر من 75 موقعاً تاريخياً مابين حصون وقلاع أثرية قديمة سنذكر بعضها لاحقاً.. ويوجد العديد من الوديان التي تجري طوال العام، وريمة تشتهر بالزراعة والمدرجات الخضراء المتناسقة نظراً لمناخها الزراعي المتنوع والنادر، وفي ريمة الوديان الشهيرة كرماع وسهام، رماع الذي يمر ببعض عزل الجعفرية وسهام الذي يمر بالسلفية وبلاد الطعام، وأهم الأودية في ريمة هي: وادي رماع، وادي الرباط الذي كان يسمى وادي العرب، وادي صيحان، وادي سير، وقد ورد ذكر هذه الوديان في كتاب صفة جزيرة العرب، ووادي اللواء، ووادي مزهر، ووادي سهام، ووادي دجاجة وغيرها من الأودية التي تجري طوال أيام السنة. وريمة تعتبر احد المسارح التاريخية التي جرت عليها أحداث تاريخية ابتداءً من العصرالحميري وخاصة بعد الميلاد حتى نهاية التواجد العثماني على اليمن، فهناك الكثير من المواقع الأثرية التي لاتزال حبلى بالمعلومات التاريخية والأثرية التي تتبع المؤرخين والآثاريين، فهذا الجزء الواقع في الجهة الجنوبية من بلادنا عاش ردحاً من الزمان طي النسيان لا يعرف عن الدور الذي لعبه في مجريات الأحداث التاريخية وتميزه في سجل الدويلات اليمنية القديمة والإسلامية والمواقع الأثرية الهامة التي لاتزال بعض بناياتها قائمة شاهدة على عظمة التاريخ اليمني الذي سيطر على تجارة التوابل والبخور لإرسالها إلى معابد العالم. وكما أن هناك إمكانية لأنواع من السياحة كتسلق الجبال والمواقع الأثرية والقلاع والحصون القديمة والمساجد التي تحتوي على نقوش وزخرفة إسلامية من الحجر والخشب يندر وجود مثيل لها، وكلها تعود إلى فترة ما قبل العصرالإسلامي وفترة العصرالإسلامي وما بعده، كذلك قرى أثرية متكاملة وسدود وقنوات ري تحت الأرض مازالت موجودة، بالإضافة إلى نقوش بالخط المسند ونقوش لفترات مختلفة. كما تتوافر فيها الشلالات والجداول والأودية التي تجري طوال العام بالإضافة إلى الجبال والقمم العالية التي تكسوها الخضرة والمدرجات الخضراء ذات أشكال هندسية بديعة وكذلك التنوع الزراعي وزراعة جميع أنواع الفواكه والحمضيات والحبوب والبن نظراً لتنوع المناخ وتنوع التضاريس من سهول ووديان ومرتفعات وطقس متنوع حار في مناطق وبارد في مناطق أخرى. وبعض المناطق تظل مكسوة بالخضرة ويغطيها الضباب طوال العام كما أن في ريمة ثاني أعلى قمة في اليمن بعد جبل النبي شعيب وهي قمة جبل «برد» في مديرية كسمة عندما تقف عليها ترى السحاب في الأسفل أنها من فوق السحاب وريمة سقف تهامة وعاشقة السحاب. وفي أحد لقاءاتنا الصحفية قال الأستاذ مطهر تقي رئيس الهيئة العامة للتنمية السياحية حول ذكرياته في ريمة ومقوماتها السياحية: كان من حظي أن رافقت والدي في مهمة قام بها إلى ريمة وبالتحديد إلى مديرية الجبين، وكنت يومها لا أزال طفلاً وكان ذلك تقريباً عام 1965م ورغم مرور هذه السنوات الطويلة إلاّ أن الجبين وجمال طبيعتها ووجوه أهلها الطيبين مازالت منقوشة في الذاكرة.. وعندما زرت الجبين قبل عامين لم أجد فارقاً كبيراً للأسف الشديد وخصوصاً فيما يخص البنى التحتية وخدمات الطرق، ورغم مرور هذه الفترة والسنوات الطويلة إلاّ أن الجبين وجمال طبيعتها وأهلها الطيبين مازالت منقوشة في الذاكرة. وحول الجانب السياحي قال: منطقة ريمة تقع ضمن مخططنا للمسح السياحي للسلسلة الجبلية.. وإن شاء الله إذا ما تواصل شق الطريق وتعبيدها فإنه سيسهل بالنسبة لنا في هيئة التنمية السياحية إجراء مسوحاتنا وتحديدها كمنطقة صالحة للتنمية السياحية. وأكد في لقاء صحفي أن الهيئة العامة للتنمية السياحية بصدد إعداد فريق فني يقوم بالمسح السياحي لجميع مديريات ريمة وتحديد عدد من المواقع السياحية. وقال: لقد سعدت بزيارة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح وشاهدته وهو يقطع تلك المسافات وتلك الجبال الشاهقة والطرق الوعرة حتى يصل إلى أبناء المنطقة ليتلمّس همومهم ومشاكلهم، وما توجيهاته بإنشاء المحافظة إلاّ تقدير منه لأهمية المنطقة وما تتميز به من منتجات زراعية وجمال الطبيعة وجبال شاهقة. اكتشفنا واحدة من أجمل بقاع وصور بلادنا، تعرفنا على أناس هم من أطيب أبناء بلادنا، ذهبنا إلى هناك لنعلم أبناءها فعلمتنا ريمة كيف نواجه تفاصيل الحياة العامة ونتعامل مع مقتضياتها في أول خروج لنا أو انتقال إلى المجال العلمي أو الدخول إلى مدرسة الحياة العملية. أكثر من ربع قرن من السنين مضت منذ تعرفت على ريمة وتعارفت مع أهلها الطيبين وذكرياتها التي لا تنسى تزداد ألقاً في الذاكرة وحيوية في القلب وكأن ريمة صارت جزءاً أو قطعة من ذاكرتي وقلبي. أهم المعالم التاريخية والأثرية في ريمة: موقع جبل ظفار: يلاحظ من تسميته هذه بأنه يوجد علاقة بين عاصمة ظفار الحميرية الواقعة في يريم، فلو استخدمنا بعض الحفريات في هذا المكان والأماكن الأخرى السالفة الذكر لوجدنا علاقة أكيدة بالدولة الحميرية وامتداد سيطرتها إلى المنطقة الغربية.. يحتوي هذا الموقع على الأساسات المبنية من الأحجار المنقوشة والمدافن الصخرية والقباب ذات الأشكال الاسطوانية. موقع قرية العدن: وتقع في مديرية السلفية وهي تابعة لبني الواحدي، والقرية شيدت على موقع قديم يرجع إلى فترة ما قبل الإسلام وبها ألواح حجرية عليها نقوش بالخط المسند وعثر فيها على تمثال من البرونز ويحتفظ به حالياً في المتحف الوطني بصنعاء وقنوات ري يعود تاريخ إنشائها إلى عصورالحضارة اليمنية القديمة وهي قنوات بنيت من الحجر تحت الأرض بناء محكم لايزال أبناء المنطقة يستخدمونها حتى اليوم في سقي الحقول. وتوجد في ريمة أعداد كبيرة من الحصون القديمة بعضها يعود إلى عصر ما قبل الإسلام مثل حصن النمر، وحصن دنوة، وحصن هكر وحصون أخرى في مديرية السلفية.. قلعة الدومر، حصن بضعان، قلعة مسلمة في بني نفيع، قلعة النوبة، حصن عزان، وقد بلغ عدد الحصون في منطقة ريمة في القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي حوالى خمسين حصناً. موقع جبل الشرق ويقع في مديرية السلفية، حيث لا يخلو الجبل من المنشآت الأثرية والتي يرجع تاريخها إلى فترة العصر الإسلامي.. كما توجد عدد من البرك المنحوتة في الصخر.. موقع جبل هكر: ويقع في منطقة الجبوب ويحوي منشآت عمرانية مهجورة تعود إلى فترة العصر الإسلامي، حيث يشرف هذا الجبل على وادي رماع ويوجد طريق من الجهة الغربية في الجبل موصلة إلى قمة الجبل وهي مرصوفة بأحجار مهذبة نسبياً. موقع حصن جبل الجون: حيث يطل هذا المو قع على وادي ضحيان، وهو حصن عسكري من الفترة التركية تم تشييده بأحجار نارية، وهذا الحصن توجد بداخله منشآت حربية وسكنية مثل النوب الواقعة على أطراف الحصن من أجل حماية هذا الموقع وهي مستديرة الشكل بنيت بأحجار مهذبة وتوجد عدة برك في الحصن، وفي الناحية الجنوبية من الحصن توجد عدة منشآت حربية يتم الوصول إليها من خلال طريق ضيق ممتد من الجهة الشمالية إلى الجهة الجنوبية، أما الناحية الغربية فتحتضن البوابة الرئيسية للحصن المبني بأحجار مصقولة ولكنها مدمرة، والملاحظ وجود عدة منشآت واقعة تحت الحصن من الناحية الجنوبية والغربية، حيث تكثر فيها الأساسات المبنية بأحجار مهذبة.. موقع جبل ظلملم: يقع في الجهة الغربية من كسمة والجبل عبارة عن حصن استخدم خلال الحملة التركية أو الخلافة العثمانية الأولى على اليمن، ولكن الشيء اللافت والجميل هو الطريق الموصل إلى قمة الحصن ،فالجبل يحتوي على طريقين معبدين ومرصوفين بأحجار جميلة ومهذبة من جهتين مختلفتين، حيث تلتقي في نقطة معينة عند بوابة الحصن الرئيسية..