الأحزاب والمكوّنات السياسية تدعو المجلس الرئاسي إلى حماية مؤسسات الدولة وتحمل مسؤولياته الوطنية    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    المرتضى: تم التوقيع على اتفاق انتشال وتسليم الجثامين من كل الجبهات والمناطق    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    فتح ذمار يفوز على فريق 22 مايو واتحاد حضرموت يعتلي صدارة المجموعة الثالثة في دوري الدرجة الثانية    مجلس الأمن يطالب بالإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لدى سلطة صنعاء    علماء وخطباء المحويت يدعون لنصرة القرآن وفلسطين    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    مؤسسة الاتصالات تكرم أصحاب قصص النجاح من المعاقين ذوي الهمم    شباب عبس يتجاوز حسيني لحج في تجمع الحديدة وشباب البيضاء يتجاوز وحدة حضرموت في تجمع لودر    القاعدة تضع السعودية والإمارات في مرمى العداء وتستحضر حديثًا لتبرير العنف في أبين وشبوة    تحذيرات للمزارعين مما سيحدث الليلة وغدا ..!    الشيخ أمين البرعي يعزي محافظ الحديدة اللواء عبدالله عطيفي في وفاة عمه احمد عطيفي    شبوة تنصب الواسط في خيمة الجنوب    الدولار يتجه نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من 20 عاما    الرئيس الزُبيدي: نثمن دور الإمارات التنموي والإنساني    مصلحة الجمارك تؤيد خطوات الرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    لملس يتفقد سير أعمال تأهيل مكتب التعليم الفني بالعاصمة عدن    أبناء العمري وأسرة شهيد الواجب عبدالحكيم فاضل أحمد فريد العمري يشكرون رئيس انتقالي لحج على مواساته    سوريا.. قوة إسرائيلية تتوغل بريف درعا وتعتقل شابين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    السلطة المحلية بمحافظة لحج تعلن دعمها الكامل لقرارات الرئيس عيدروس الزبيدي واستعادة دولة الجنوب    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة الدكتور "بامشموس"    هدوء في البورصات الأوروبية بمناسبة العطلات بعد سلسلة مستويات قياسية    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    سياسي عماني: خيبة أمل الشرعية من بيان مجلس الأمن.. بيان صحفي لا قرار ملزم ولا نصر سياسي    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    حوادث الطيران وضحاياها في 2025    اختتام دورة تدريبية لفرسان التنمية في مديريتي الملاجم وردمان في محافظة البيضاء    تونس تضرب أوغندا بثلاثية    إغلاق مطار سقطرى وإلغاء رحلة قادمة من أبوظبي    قراءة أدبية وسياسية لنص "الحب الخائب يكتب للريح" ل"أحمد سيف حاشد"    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    خطوة إنسانية تخفف المعاناة.. السعودية ترحب باتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    هيئة الآثار: نقوش سبأ القديمة تتعرض للاقتلاع والتهريب    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    مستشار الرئيس الاماراتي : حق تقرير المصير في الجنوب إرادة أهله وليس الإمارات    فقيد الوطن و الساحه الفنية الشاعر سالم أحمد بامطرف    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    صلاح ومرموش يقودان منتخب مصر لإحباط مفاجأة زيمبابوي    الخارجية الروسية: روسيا تؤكد تضامنها مع فنزويلا على خلفية التصعيد في البحر الكاريبي    فنان تشكيلي يتلقى إشعاراً بإخلاء مسكنه في صنعاء ويعرض لوحاته للبيع    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شريك لا شعوري في تنشئة الشباب..!!
المعرفة في الفضاء الالكتروني..

فئةٌ تعتبر الاعتقاد في أنّ المعرفة الحديثة تراكمية وقابلة للتحسين.. قصورٌ في الإدراكِ يقوم على أساس متين؛ وفئةٌ تنظر إلى المعرفة كما تُنشر من خلال شبكات المعرفة من مجالات البحوث الحديثة وكأنها تلوثٌ فكري في المحيط الشبكي.. تضلل الباحث ولا تُرشده، وتوجهه وجهةً تَضره ولا تنفعه.. ويذهب التضليل إلى غايته عندما يقع الباحث في الفخ، ويتكئ على معلومات لا يدري شيئاً عن حقيقتها ومغزاها..!!
..البعض، يرى أنّ الشباب لم يستوعب هذه القفزة أو الطفرة المعلوماتية الهائلة، إذ سخرها للتسلية وضياع الوقت؛ والبعض الآخر.. يرى أن الاستعانة بأدوات العلم وتقنياته لاستخدامها في الترويج لمزاعم رخيصة، وظواهر شاذة، وأفكار ساذجة، ونكسات فكرية.. هي بمجملها قد تجعل الشاب يتخلى عن التفكير العلمي والعملي ويقع في فخ المعلوماتية..!! والواقع أنّ الفضاء الالكتروني يستوعب كل هذه الآراء وتلك..؛ "شباب الجمهورية" نزلت بدورها لاستطلاع الآراء وسنستعرض منها هنا بقدر ما يسمح بهِ المجال في هذه الصفحة..
حقائق مسلم بها..!!
يقول الكاتب وضاح المقطري في معرض حديثة عن اعتماد الشباب على الفضاء الالكتروني كمصدر وحيد للتثقيف: "..ثقافة الإنترنت ضد ثقافة التأمل.. ثقافة سطحية في الغالب، لا يمتلك أصحابها مفاهيم ثقافية تعكس الصورة الإنسانية بشكل لائق وذائقة مرتفعة،غالباً هي تسطيح للأشياء ومعانيها، وبحسب المصطلح الرائج عنها بأنها ثقافة معلومات، فإنه يمكن التأكيد على أنها تقدم بدون مسؤولية ويتم تلقينها وتلقيها كحقائق مسلم بها.."
إدعاء في متناول الجميع..!!
ويرى المقطري أنّ غياب وعي المتلقي يلعب الدور الرئيس في صناعة السلبي من ثورة المعلومات في هذا الفضاء، فهو يقضي على منهج صناعة المعرفة العميقة منذ البدايات الأولى، وبهذا يخرج المتلّقي من طور المعرفة القائمة على المنهجية والإحساس بحقيقة العالم عن قرب، إلى الإيمان به بطريقة مشتتة أهم مميزاتها أنها بلا ملامح واضحة وبلا معان دقيقة، ويمكن أن يدعيها الجاهل والعالم والأمي معاً..!!
وسيلة لنشر الفساد القيمي..!!
ويردف قائلاً: "...يمكن إجمالا القول أن الثقافة في الفضاء الالكتروني-بوصفها ثقافة المعلومات- ليست ثقافة إلا من حيث المصطلح، ولا يمكنها أن تصنع وعياً حقيقياً، أو تنتج مبدعين حقيقيين، مثلها في ذلك مثل المجلات المصورة ذات الورق المصقول، وإذا علمنا أن الإنترنت يمتلئ بالمواقع التي تحترف النصب والاحتيال والخداع والترويج للجرائم ونشر الفساد القيمي، فإنه من السهولة بمكان التأكد من أن الفضاء الالكتروني ليس مكاناً أو جهة موثوقة لصناعة المعرفة أو الثقافة بل وحتى المعلومة التي يتميز أنه مصدرها الذي لا يشق له غبار..!!
تطاول على المعرفة..!!
ويرى المقطري بأنّ المعرفة المزعومة في الفضاء الالكتروني أنتجت كثيراً من المتنطعين، وصار بإمكان أي فرد يستخدم الإنترنت يومياً الحديث في كل شيء والجدال في كل أمر ومناقشة كل القضايا المعرفية والإبداعية بقشور مغلوطة أيضاً من المعرفة التي يعتقد أنه صار يمتلكها لمجرد أنه يدخل يومياً على أكثر من مئة موقع مثلاً..!!
وقال أنه أصبح بإمكان الكثيرين الآن التطاول على أي معرفة بدون معرفة فالفضاء الالكتروني يمنحهم جمل وعبارات مبسترة عن سياقها، وتساءل بدوره.. أين تكمن الثقافة الحقيقية..؟! ليجيب على نفسه بأن الكتاب سيظل المصنع الحقيقي للوعي الحقيقي..
الفضاء الالكتروني مواكب لثورة "الانفوميديا"..!!
من جانبه تحدث أ/ محمد عبدالملك العريقي مدير الأنشطة الثقافية بجامعة تعز على سؤال المقطري بالقول: "يعد الفضاء الالكتروني أهم قنوات المعرفة والتواصل، وهو الأقدر على مواكبة حركة الحياة، أما الإشكالية القائمة في هذه الأداة فشأنها شأن كل مفردات الحياة.. سلاح ذو حدين، وتكمن الإشكالية هنا في الاستخدام لهذه القناة وليس في المعرفة القادمة منها، ولعلها قادرة على أن تصنع تحولاً في شكل المعرفة وسرعتها لما لها من مواكبة في ثورة "الانفوميديا" التي تتطلب أدوات أسرع للحصول على المعرفة وتسويقها مع عدم الإخلال بمبدأ المصلحة المرجوة من فعل المعرفة..."
معرفة غير منهجية..!!
إلا أنّ الشاعر عصام واصل يعتبر الانترنت نافذة مشرعة على فضاء لا يحده حد، بحيث تتعدد الثقافات التي يتلقاها القارئ بين الأيدلوجية والثقافية والسياسية، والمختلطة بين هذا وذاك، وهو ما يجعل هذه المعرفة ذات نوافذ شتى فمنها ما يهدم ومنها ما يبني ومنها ما يؤسس لمذهب دون غيره، واعتبر المعرفة في الفضاء الالكتروني معرفة غير منهجية كما يبدو، إلا أنها مفيدة في معظمها، كما توقع أن تؤسس لثقافة تستغني عن الثقافة الورقية ذات يوم.. بشرط أن ترقى إلى مصافي الثقافة الورقية، وبشرط أيضا أن تصل هذه الخدمة/ المعرفة إلى متناول أيدي الدول المتخلفة.
ليست مؤثرة..!!
الكاتب الشاب محمد أحمد البذيجي يعتقد بأن الثقافة التي يدعيها المثقف من نتاج الانترنت ليست بثقافة حقة، إذ أنها لم تكن مؤثرة على الشخص نفسه قبل أن تؤثر على الآخرين من حوله.. مشيراً إلى أننا إذا أردنا عمل استبيانا بسيطا لنوعية بسيطة من شريحة شباب الانترنت لوجدنا ما لم نكن نتوقعه من مدعين لهذه الثقافة ليس إلا... معترفاً بأنّ الانترنت لم يكن إلا وسيلة من وسائل البحث عن المعلومة وبسرعة قد تكون مفيدة بشكل عام.
الكتاب صانع حقيقي للمعرفة، والانترنت مزلق..!!
ويردف : "...يجب الاعتراف أيضاً بأن الفضاء الالكتروني لم يكن يوماً أفضل من جليس الزمان "الكتاب" هذا الذي يستأنس به المثقف الحقيقي الذي يحتم عليه تحكيم العقل دون الحاجة لوسيلة "الانترنت" والتي قد يكون مزلقاً إلى طريق لا يريده العقل المتلقي..
ربما لم أصل بعد إلى المثقف الذي تستطيع الركون إليه لكنني لم أكن أضع في بناء ثقافتي "الانترنت" كأداة يمكن الاعتماد عليها في صناعة الشخصية التي أريدها ويريدها الكثيرين مني فقط كمحترف في استخدام الانترنت وهاوي له وضعته وسيلة من وسائل خلق البناء المعرفي.."
ثورة فكرية على كافة الأصعدة..!!
ويرى الأستاذ خالد محمد المشرقي أنّ الفضاء المعرفي بما يمتلكه من إمكانيات خارقة والذي جعل من العالم قرية صغيرة وأحدث وسيحدث على المدى البعيد ثورة فكرية واسعة على مختلف الأصعدة الثقافية والسياسية والأخلاقية..
إلا أنه يجد أنّ هذا الفضاء سلاح ذو حدين ..سلاح للبناء إذا أحسن استخدامه واستغلاله الاستغلال الأمثل حتى على الصعيد الثقافي والمعلوماتي، لأنه مفتوح على العالم بأسره بمختلف اتجاهاته ومجالاته ورؤاه، وفي متناول الجميع آخذين منه حيناً ومعطين له حيناً آخر، بغض النظر عن المستوى العلمي أو الثقافي أو الفكري للمادة العلمية أو الفكرية التي يأخذونها أو يضيفونها لهذه المعرفة..
التوعية أولاً..!!
ويردف المشرقي قائلاً:"..ولهذا يتطلب الوعي التام بمحاسن وعيوب هذه المعرفة من قبل المستخدمين إفراداً وجماعات ولن يكون ذلك إلا بالتوجيه والتحصين للفرد من قبل المؤسسات الثقافية أو الفئة المحيطة بالمستخدم قبل استخدامه لهذه الخدمة.."
لا وجه للمقارنة..!!
الكم الهائل من المعلوماتية في الفضاء الالكتروني جعلت المشرقي يدفع بعدم وجود وجهاً للمقارنة مع الوسائل الأخرى، وذلك -والحديث للمشرقي- لأن الخبرة التي سيجنيها الفرد هي وليدة أفكار متعددة في الزمان والمكان بعيدة أو قريبة حاضرة وغائبة في الوقت نفسه ولكن يبقى السؤال ما السبيل إلى توجيه الفرد حين استخدامه ليميز بين الغث والثمين من هذا المنتوج الهائل والضخم، وكيف نخلق أو نغرس فيه عادة الانتقاء الجيد من هذه الثقافة، ثم كيف كيف نجعل من هذه الوسيلة العلمية عادة أو ميولاً محبباً لديه؛ ويرى أنّ ذلك مسؤولية الجميع، الآباء من معلمينا في المدارس أو دكاترة الجامعات أولا ومسؤولية الآسرة والمجتمع المثقف، وكذلك مسؤولية الإعلام بشقيه..!
في الفضاء الالكتروني.. تتوافر المعرفة كالهواء..!!
ويرى محمد أحمد الحكيمي أنّ الفضاء الالكتروني اختصر الأمداء والمسافات، واختزل معظم معتركات الحياة العلمية والأدبية والمعرفية بشكل عام، وقدمها بيسرٍ ووفر إمكانيات التصفح والبحث، وهيأ المعرفة بما يشبه السحر لمريدها، فكانت بغثها وسمينها -أي المعرفة- متوافرة كالهواء، ومختزلة "كالبرق لضوء الشموس" لأبعادها وأقطارها ومجراتها.. وبكل مساحاتها متعددة الأوجه، وسخر الإمكانيات الجبارة التي يمتلكها في التوثيق والتدوين والتعليم وخدمات الاستحضار والاستصراخ للمعلومة المطلوبة والمعرفة وإمكانية التفاعل والاكتساب والاستفادة كيفما كان شكل ولون هذه الاستفادة..
أثر في أخلاقيات المعرفة..!!
ومضى الحكيمي في القول: "..المعرفة في الفضاء الالكتروني جعلتنا نستغني عن المكتبات التي فيها عشرات الآلاف من العناوين وهيأت لنا الجديد.. والجديد التفاعلي مع هذا المد.. أثر إلى حد ما في اكتسابنا للمعلومة التي نادراً ما تكون غير صحيحة ومهمشة للاستذكار العقلي والاستنطاق المعلوماتي الذهني، وأثرت في أخلاقيات المعرفة وحقوق المعرفة.. والتي تستدعي احترام الحق الفكري والإشارة إلى المصدر..
لكن المعرفة في شبكة الانترنت وفرت الكثير من الأوقات والجهود، وكأنها قرأت ما سيكون عليه هذا الحاضر من انحسار في تشكيل المد المعرفي واستدعاء ملكوته شاسع الأفق، فكانت خياراً موفور العطاء والنماء لمطالب معرفية تستمرئ الركون وحذف كل تاءات الجهد.."
مرآةً للمتلّقي..!!
الشاعر خالد السياغي لا يشك في أنّ الفضاء الالكتروني مصدراً هاماً لكل مهتم بالمعرفة.. غير أن الانترنت أو كل ما يتعلق بالتكنولوجيا عموما سلاح ذو حدين.. ويعتبره مرآة لكل متلقٍ..فكيفما كان المتلقي كانت المعرفة المتلقاة..
السلبيون نحن..!!
وعن سلبيات المعرفة المتلقاة من هذا الفضاء يقول السياغي: "..ليس ثمة سلبيات محددة.. قد تكون السلبيات بنا وليست بالفضاء أو المعرفة الالكترونية، فقد اختصرت هذا الفضاء الكثير من المسافات بيننا وبين المعلومة وكذلك الأمر الأسهل في عملية البحث عنها، غير أن مسألة السرقة الأدبية وسهولتها هنا قد تخيف قليلاً لأصحاب الأقلام..!!
ويتابع السياغي رؤيته لسوء استخدام الإنترنت: "قد يكون ما نقترفه من سوء استخدام نراه عيب من عيوب هذا العالم.. غير أنه ليس كذلك.. بل سوء استخدامنا لمثل هكذا مصدر هو الجانب السلبي في هذا الأمر من حيث الحصول على المعلومة.. وقد يكون من ضمن السلبيات هدم اللغة واستبدالها باللهجة التي قد تعيق الفصحى عند البعض.. وكذلك الانخراط خارج إطار المعلومة والأماكن المشبوهة وغيرها..
لا بديل عن حميمية الكتاب..!!
ويرى السياغي أن الحرية التي يجدها الكاتب في شبكة الانترنت لن يجدها خارجها مطلقاً.. وكذلك ما يلقاه في شبكة الانترنت معلومة قد يكون من الصعب العثور عليها بنفس السهولة وكذلك قلة التكاليف للكتب والروايات ذات الحجم الكبير التي قد تستطيع تنزيلها وقراءتها بأقل تكاليف إن لم يكن مجاناً، بالإضافة إلى تسهيلها للتواصل والتواصل القريب لكثير من الأدباء والمثقفين، أضف إلى ذلك أنها قد تبعدنا عن التملق والتسلق على أكتاف الصحف والمنابر المحشوة بالمجاملات وذوي القربى ..
ويختتم ذلك كله بالعودة نحو الكتاب "كل هذا قد يكون موجود في المعرفة في شبكة الانترنت.. لكنها لا تستطيع تعويضنا عن حميمية الكتاب ولذّة قراءته".
نزع الثقة في معرفة الفضاء رافد في تنقيح المعرفة..!!
ويعتقد رمزي الخالدي أن الانترنت فضاء وحدة بكامل أبعاده.. ولذلك نجد الفضاء الالكتروني متشعب وطافح بالمتنوع والمجهول، ومن نواحٍ عديدة لا يمكن أن تثق في معرفة هذا الفضاء جامعة، وهذا ليس تضييق أفق، بل يعتبر رافد له حضوره في تنقيح المعرفة، إلا أن هذا التنقيح يمكنك أن تجده في الكتاب الإلكتروني أو الهيئات العريضة والكبيرة والأمثلة كثيرة..
ويردف الخالدي "..فما بالك بهاوٍ لمواقع الانترنت، أتخذ قرار بتصميم موقع وفي نهاية الأمر تم تزويده بالمواد التي بلا رجعية أو مصدر، هذا دليل واضح على أن اعتماد ثقافة الانترنت بكل خاناتها غير جدير بالثقة..!!"
تجويف ونسخ لصق..!!
ويضرب الخالدي مثلاً بأحد زملائه الذي حدث أنه وضع مشروع تخرجه على موقع إلكتروني ولقحه بمعلومات رديئة (نسخٌ فلصق..!!) دون أية مرجع، ليؤكد أن هذا دليلاً آخراً على تجويف مثقف الانترنت الذي أقحم الثقافة باب له مساوئه..
ويزيدنا بيتا مما يراه عيوب الإنترنت في ختام حديثه: "ولعلّ ما يحدث من جدال في المواقع الإلكترونية والخارج عن لباقة الثقافة والمثقف هو مكسب ثقافي من نوع رديء، ومنبعه ثقافة الانترنت..!!"
كسر لرأسمالية المعلومة..!!
أما الكاتب هشام السامعي فيرى أن الفضاء الالكتروني كسر رأسمالية المعلومة ورفع سقف الحريات كثيراًوقال: "هناك تستطيع أن تتنفس وتنتقد وتتحدث بكل حرية بإمكانك الآن أن تجلس أمام الكمبيوتر وتضغط على أيقونة الاتصال بالانترنت لتحشد مئات الكتب إلى جهازك وتقرأها بكل بساطة ستأتيك المعلومات أفواجاً أضف إلى ذلك أن الانترنت صنع عقليات جديدة حاولت التخلص من عقلية المدينة المغلقة وذهنية الفرد الأوحد..!!
ضد الانغلاق..!!
ويجد السامعي في الفضاء الالكتروني لحظة فارقة في مسار التفكير الإنساني سيكون في القريب قائد الثورة ضد الصنميات التي صنعتها سنوات الانغلاق...!!
وكأحد المتابعين والمشاركين وأحد الذين صنعتهم مواقع الانترنت ومنتدياتها يرى السامعي الآن حجم التداول الكبير للمعلومات التي تتيحها مواقع الانترنت ويسرد مقارنته: "كم كان حجم هذه المعلومة قبل حوالي ست أو سبع سنوات تحديداً منذ بداية الألفية الجديدة يومها كانت المواقع العربية لازالت بسيطة وذات إمكانيات بسيطة أيضاًالآن صار بإمكان أي فرد أن يكون له موقع إلكتروني أو مدونة إلكترونيةوهذه هي بذور التحرر."
..رغم تباين الآراء الكثيرة التي لم نستطع أن نوردها لضيق الحيز هنا، لم يتنكر أحد للدور الكبير الذي يلعبه هذا الفضاء الشاسع في تسهيل الحصول على المعلومات، وتجاوز الكثير من الصعوبات التي كانت الرقابة أهمها، وكذا تقريب المسافات بين الثقافات، وتدويرها على أكبر كم ممكن، بيد أن كل هذا لا يفيد حقيقة إلا في إطار معرفي ومرجعي لكل قارئ أو طالب للمعرفة، ووفق منهج ثقافي وفكري يتم اتباعه بدلاً عما صار سائداً اليوم من معرفة بدون منهج أو مرجع، وتكديس للمعلومات التي لا يجمعها رابط، أو يضمها اهتمام محدد، العاقبة لمن استنارت عقولهم، واستقامت أنماط تفكيرهم..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.