تشكيلات الانتقالي تقتحم مخبزا خيريا في عدن وتختطف أحد الموظفين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    التعاون الدولي والنمو والطاقة.. انطلاق فعاليات منتدى دافوس في السعودية    ميسي يصعب مهمة رونالدو في اللحاق به    الهلال يستعيد مالكوم قبل مواجهة الاتحاد    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    جامعي تعزّي: استقلال الجنوب مشروع صغير وثروة الجنوب لكل اليمنيين    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شريك لا شعوري في تنشئة الشباب..!!
المعرفة في الفضاء الالكتروني..

فئةٌ تعتبر الاعتقاد في أنّ المعرفة الحديثة تراكمية وقابلة للتحسين.. قصورٌ في الإدراكِ يقوم على أساس متين؛ وفئةٌ تنظر إلى المعرفة كما تُنشر من خلال شبكات المعرفة من مجالات البحوث الحديثة وكأنها تلوثٌ فكري في المحيط الشبكي.. تضلل الباحث ولا تُرشده، وتوجهه وجهةً تَضره ولا تنفعه.. ويذهب التضليل إلى غايته عندما يقع الباحث في الفخ، ويتكئ على معلومات لا يدري شيئاً عن حقيقتها ومغزاها..!!
..البعض، يرى أنّ الشباب لم يستوعب هذه القفزة أو الطفرة المعلوماتية الهائلة، إذ سخرها للتسلية وضياع الوقت؛ والبعض الآخر.. يرى أن الاستعانة بأدوات العلم وتقنياته لاستخدامها في الترويج لمزاعم رخيصة، وظواهر شاذة، وأفكار ساذجة، ونكسات فكرية.. هي بمجملها قد تجعل الشاب يتخلى عن التفكير العلمي والعملي ويقع في فخ المعلوماتية..!! والواقع أنّ الفضاء الالكتروني يستوعب كل هذه الآراء وتلك..؛ "شباب الجمهورية" نزلت بدورها لاستطلاع الآراء وسنستعرض منها هنا بقدر ما يسمح بهِ المجال في هذه الصفحة..
حقائق مسلم بها..!!
يقول الكاتب وضاح المقطري في معرض حديثة عن اعتماد الشباب على الفضاء الالكتروني كمصدر وحيد للتثقيف: "..ثقافة الإنترنت ضد ثقافة التأمل.. ثقافة سطحية في الغالب، لا يمتلك أصحابها مفاهيم ثقافية تعكس الصورة الإنسانية بشكل لائق وذائقة مرتفعة،غالباً هي تسطيح للأشياء ومعانيها، وبحسب المصطلح الرائج عنها بأنها ثقافة معلومات، فإنه يمكن التأكيد على أنها تقدم بدون مسؤولية ويتم تلقينها وتلقيها كحقائق مسلم بها.."
إدعاء في متناول الجميع..!!
ويرى المقطري أنّ غياب وعي المتلقي يلعب الدور الرئيس في صناعة السلبي من ثورة المعلومات في هذا الفضاء، فهو يقضي على منهج صناعة المعرفة العميقة منذ البدايات الأولى، وبهذا يخرج المتلّقي من طور المعرفة القائمة على المنهجية والإحساس بحقيقة العالم عن قرب، إلى الإيمان به بطريقة مشتتة أهم مميزاتها أنها بلا ملامح واضحة وبلا معان دقيقة، ويمكن أن يدعيها الجاهل والعالم والأمي معاً..!!
وسيلة لنشر الفساد القيمي..!!
ويردف قائلاً: "...يمكن إجمالا القول أن الثقافة في الفضاء الالكتروني-بوصفها ثقافة المعلومات- ليست ثقافة إلا من حيث المصطلح، ولا يمكنها أن تصنع وعياً حقيقياً، أو تنتج مبدعين حقيقيين، مثلها في ذلك مثل المجلات المصورة ذات الورق المصقول، وإذا علمنا أن الإنترنت يمتلئ بالمواقع التي تحترف النصب والاحتيال والخداع والترويج للجرائم ونشر الفساد القيمي، فإنه من السهولة بمكان التأكد من أن الفضاء الالكتروني ليس مكاناً أو جهة موثوقة لصناعة المعرفة أو الثقافة بل وحتى المعلومة التي يتميز أنه مصدرها الذي لا يشق له غبار..!!
تطاول على المعرفة..!!
ويرى المقطري بأنّ المعرفة المزعومة في الفضاء الالكتروني أنتجت كثيراً من المتنطعين، وصار بإمكان أي فرد يستخدم الإنترنت يومياً الحديث في كل شيء والجدال في كل أمر ومناقشة كل القضايا المعرفية والإبداعية بقشور مغلوطة أيضاً من المعرفة التي يعتقد أنه صار يمتلكها لمجرد أنه يدخل يومياً على أكثر من مئة موقع مثلاً..!!
وقال أنه أصبح بإمكان الكثيرين الآن التطاول على أي معرفة بدون معرفة فالفضاء الالكتروني يمنحهم جمل وعبارات مبسترة عن سياقها، وتساءل بدوره.. أين تكمن الثقافة الحقيقية..؟! ليجيب على نفسه بأن الكتاب سيظل المصنع الحقيقي للوعي الحقيقي..
الفضاء الالكتروني مواكب لثورة "الانفوميديا"..!!
من جانبه تحدث أ/ محمد عبدالملك العريقي مدير الأنشطة الثقافية بجامعة تعز على سؤال المقطري بالقول: "يعد الفضاء الالكتروني أهم قنوات المعرفة والتواصل، وهو الأقدر على مواكبة حركة الحياة، أما الإشكالية القائمة في هذه الأداة فشأنها شأن كل مفردات الحياة.. سلاح ذو حدين، وتكمن الإشكالية هنا في الاستخدام لهذه القناة وليس في المعرفة القادمة منها، ولعلها قادرة على أن تصنع تحولاً في شكل المعرفة وسرعتها لما لها من مواكبة في ثورة "الانفوميديا" التي تتطلب أدوات أسرع للحصول على المعرفة وتسويقها مع عدم الإخلال بمبدأ المصلحة المرجوة من فعل المعرفة..."
معرفة غير منهجية..!!
إلا أنّ الشاعر عصام واصل يعتبر الانترنت نافذة مشرعة على فضاء لا يحده حد، بحيث تتعدد الثقافات التي يتلقاها القارئ بين الأيدلوجية والثقافية والسياسية، والمختلطة بين هذا وذاك، وهو ما يجعل هذه المعرفة ذات نوافذ شتى فمنها ما يهدم ومنها ما يبني ومنها ما يؤسس لمذهب دون غيره، واعتبر المعرفة في الفضاء الالكتروني معرفة غير منهجية كما يبدو، إلا أنها مفيدة في معظمها، كما توقع أن تؤسس لثقافة تستغني عن الثقافة الورقية ذات يوم.. بشرط أن ترقى إلى مصافي الثقافة الورقية، وبشرط أيضا أن تصل هذه الخدمة/ المعرفة إلى متناول أيدي الدول المتخلفة.
ليست مؤثرة..!!
الكاتب الشاب محمد أحمد البذيجي يعتقد بأن الثقافة التي يدعيها المثقف من نتاج الانترنت ليست بثقافة حقة، إذ أنها لم تكن مؤثرة على الشخص نفسه قبل أن تؤثر على الآخرين من حوله.. مشيراً إلى أننا إذا أردنا عمل استبيانا بسيطا لنوعية بسيطة من شريحة شباب الانترنت لوجدنا ما لم نكن نتوقعه من مدعين لهذه الثقافة ليس إلا... معترفاً بأنّ الانترنت لم يكن إلا وسيلة من وسائل البحث عن المعلومة وبسرعة قد تكون مفيدة بشكل عام.
الكتاب صانع حقيقي للمعرفة، والانترنت مزلق..!!
ويردف : "...يجب الاعتراف أيضاً بأن الفضاء الالكتروني لم يكن يوماً أفضل من جليس الزمان "الكتاب" هذا الذي يستأنس به المثقف الحقيقي الذي يحتم عليه تحكيم العقل دون الحاجة لوسيلة "الانترنت" والتي قد يكون مزلقاً إلى طريق لا يريده العقل المتلقي..
ربما لم أصل بعد إلى المثقف الذي تستطيع الركون إليه لكنني لم أكن أضع في بناء ثقافتي "الانترنت" كأداة يمكن الاعتماد عليها في صناعة الشخصية التي أريدها ويريدها الكثيرين مني فقط كمحترف في استخدام الانترنت وهاوي له وضعته وسيلة من وسائل خلق البناء المعرفي.."
ثورة فكرية على كافة الأصعدة..!!
ويرى الأستاذ خالد محمد المشرقي أنّ الفضاء المعرفي بما يمتلكه من إمكانيات خارقة والذي جعل من العالم قرية صغيرة وأحدث وسيحدث على المدى البعيد ثورة فكرية واسعة على مختلف الأصعدة الثقافية والسياسية والأخلاقية..
إلا أنه يجد أنّ هذا الفضاء سلاح ذو حدين ..سلاح للبناء إذا أحسن استخدامه واستغلاله الاستغلال الأمثل حتى على الصعيد الثقافي والمعلوماتي، لأنه مفتوح على العالم بأسره بمختلف اتجاهاته ومجالاته ورؤاه، وفي متناول الجميع آخذين منه حيناً ومعطين له حيناً آخر، بغض النظر عن المستوى العلمي أو الثقافي أو الفكري للمادة العلمية أو الفكرية التي يأخذونها أو يضيفونها لهذه المعرفة..
التوعية أولاً..!!
ويردف المشرقي قائلاً:"..ولهذا يتطلب الوعي التام بمحاسن وعيوب هذه المعرفة من قبل المستخدمين إفراداً وجماعات ولن يكون ذلك إلا بالتوجيه والتحصين للفرد من قبل المؤسسات الثقافية أو الفئة المحيطة بالمستخدم قبل استخدامه لهذه الخدمة.."
لا وجه للمقارنة..!!
الكم الهائل من المعلوماتية في الفضاء الالكتروني جعلت المشرقي يدفع بعدم وجود وجهاً للمقارنة مع الوسائل الأخرى، وذلك -والحديث للمشرقي- لأن الخبرة التي سيجنيها الفرد هي وليدة أفكار متعددة في الزمان والمكان بعيدة أو قريبة حاضرة وغائبة في الوقت نفسه ولكن يبقى السؤال ما السبيل إلى توجيه الفرد حين استخدامه ليميز بين الغث والثمين من هذا المنتوج الهائل والضخم، وكيف نخلق أو نغرس فيه عادة الانتقاء الجيد من هذه الثقافة، ثم كيف كيف نجعل من هذه الوسيلة العلمية عادة أو ميولاً محبباً لديه؛ ويرى أنّ ذلك مسؤولية الجميع، الآباء من معلمينا في المدارس أو دكاترة الجامعات أولا ومسؤولية الآسرة والمجتمع المثقف، وكذلك مسؤولية الإعلام بشقيه..!
في الفضاء الالكتروني.. تتوافر المعرفة كالهواء..!!
ويرى محمد أحمد الحكيمي أنّ الفضاء الالكتروني اختصر الأمداء والمسافات، واختزل معظم معتركات الحياة العلمية والأدبية والمعرفية بشكل عام، وقدمها بيسرٍ ووفر إمكانيات التصفح والبحث، وهيأ المعرفة بما يشبه السحر لمريدها، فكانت بغثها وسمينها -أي المعرفة- متوافرة كالهواء، ومختزلة "كالبرق لضوء الشموس" لأبعادها وأقطارها ومجراتها.. وبكل مساحاتها متعددة الأوجه، وسخر الإمكانيات الجبارة التي يمتلكها في التوثيق والتدوين والتعليم وخدمات الاستحضار والاستصراخ للمعلومة المطلوبة والمعرفة وإمكانية التفاعل والاكتساب والاستفادة كيفما كان شكل ولون هذه الاستفادة..
أثر في أخلاقيات المعرفة..!!
ومضى الحكيمي في القول: "..المعرفة في الفضاء الالكتروني جعلتنا نستغني عن المكتبات التي فيها عشرات الآلاف من العناوين وهيأت لنا الجديد.. والجديد التفاعلي مع هذا المد.. أثر إلى حد ما في اكتسابنا للمعلومة التي نادراً ما تكون غير صحيحة ومهمشة للاستذكار العقلي والاستنطاق المعلوماتي الذهني، وأثرت في أخلاقيات المعرفة وحقوق المعرفة.. والتي تستدعي احترام الحق الفكري والإشارة إلى المصدر..
لكن المعرفة في شبكة الانترنت وفرت الكثير من الأوقات والجهود، وكأنها قرأت ما سيكون عليه هذا الحاضر من انحسار في تشكيل المد المعرفي واستدعاء ملكوته شاسع الأفق، فكانت خياراً موفور العطاء والنماء لمطالب معرفية تستمرئ الركون وحذف كل تاءات الجهد.."
مرآةً للمتلّقي..!!
الشاعر خالد السياغي لا يشك في أنّ الفضاء الالكتروني مصدراً هاماً لكل مهتم بالمعرفة.. غير أن الانترنت أو كل ما يتعلق بالتكنولوجيا عموما سلاح ذو حدين.. ويعتبره مرآة لكل متلقٍ..فكيفما كان المتلقي كانت المعرفة المتلقاة..
السلبيون نحن..!!
وعن سلبيات المعرفة المتلقاة من هذا الفضاء يقول السياغي: "..ليس ثمة سلبيات محددة.. قد تكون السلبيات بنا وليست بالفضاء أو المعرفة الالكترونية، فقد اختصرت هذا الفضاء الكثير من المسافات بيننا وبين المعلومة وكذلك الأمر الأسهل في عملية البحث عنها، غير أن مسألة السرقة الأدبية وسهولتها هنا قد تخيف قليلاً لأصحاب الأقلام..!!
ويتابع السياغي رؤيته لسوء استخدام الإنترنت: "قد يكون ما نقترفه من سوء استخدام نراه عيب من عيوب هذا العالم.. غير أنه ليس كذلك.. بل سوء استخدامنا لمثل هكذا مصدر هو الجانب السلبي في هذا الأمر من حيث الحصول على المعلومة.. وقد يكون من ضمن السلبيات هدم اللغة واستبدالها باللهجة التي قد تعيق الفصحى عند البعض.. وكذلك الانخراط خارج إطار المعلومة والأماكن المشبوهة وغيرها..
لا بديل عن حميمية الكتاب..!!
ويرى السياغي أن الحرية التي يجدها الكاتب في شبكة الانترنت لن يجدها خارجها مطلقاً.. وكذلك ما يلقاه في شبكة الانترنت معلومة قد يكون من الصعب العثور عليها بنفس السهولة وكذلك قلة التكاليف للكتب والروايات ذات الحجم الكبير التي قد تستطيع تنزيلها وقراءتها بأقل تكاليف إن لم يكن مجاناً، بالإضافة إلى تسهيلها للتواصل والتواصل القريب لكثير من الأدباء والمثقفين، أضف إلى ذلك أنها قد تبعدنا عن التملق والتسلق على أكتاف الصحف والمنابر المحشوة بالمجاملات وذوي القربى ..
ويختتم ذلك كله بالعودة نحو الكتاب "كل هذا قد يكون موجود في المعرفة في شبكة الانترنت.. لكنها لا تستطيع تعويضنا عن حميمية الكتاب ولذّة قراءته".
نزع الثقة في معرفة الفضاء رافد في تنقيح المعرفة..!!
ويعتقد رمزي الخالدي أن الانترنت فضاء وحدة بكامل أبعاده.. ولذلك نجد الفضاء الالكتروني متشعب وطافح بالمتنوع والمجهول، ومن نواحٍ عديدة لا يمكن أن تثق في معرفة هذا الفضاء جامعة، وهذا ليس تضييق أفق، بل يعتبر رافد له حضوره في تنقيح المعرفة، إلا أن هذا التنقيح يمكنك أن تجده في الكتاب الإلكتروني أو الهيئات العريضة والكبيرة والأمثلة كثيرة..
ويردف الخالدي "..فما بالك بهاوٍ لمواقع الانترنت، أتخذ قرار بتصميم موقع وفي نهاية الأمر تم تزويده بالمواد التي بلا رجعية أو مصدر، هذا دليل واضح على أن اعتماد ثقافة الانترنت بكل خاناتها غير جدير بالثقة..!!"
تجويف ونسخ لصق..!!
ويضرب الخالدي مثلاً بأحد زملائه الذي حدث أنه وضع مشروع تخرجه على موقع إلكتروني ولقحه بمعلومات رديئة (نسخٌ فلصق..!!) دون أية مرجع، ليؤكد أن هذا دليلاً آخراً على تجويف مثقف الانترنت الذي أقحم الثقافة باب له مساوئه..
ويزيدنا بيتا مما يراه عيوب الإنترنت في ختام حديثه: "ولعلّ ما يحدث من جدال في المواقع الإلكترونية والخارج عن لباقة الثقافة والمثقف هو مكسب ثقافي من نوع رديء، ومنبعه ثقافة الانترنت..!!"
كسر لرأسمالية المعلومة..!!
أما الكاتب هشام السامعي فيرى أن الفضاء الالكتروني كسر رأسمالية المعلومة ورفع سقف الحريات كثيراًوقال: "هناك تستطيع أن تتنفس وتنتقد وتتحدث بكل حرية بإمكانك الآن أن تجلس أمام الكمبيوتر وتضغط على أيقونة الاتصال بالانترنت لتحشد مئات الكتب إلى جهازك وتقرأها بكل بساطة ستأتيك المعلومات أفواجاً أضف إلى ذلك أن الانترنت صنع عقليات جديدة حاولت التخلص من عقلية المدينة المغلقة وذهنية الفرد الأوحد..!!
ضد الانغلاق..!!
ويجد السامعي في الفضاء الالكتروني لحظة فارقة في مسار التفكير الإنساني سيكون في القريب قائد الثورة ضد الصنميات التي صنعتها سنوات الانغلاق...!!
وكأحد المتابعين والمشاركين وأحد الذين صنعتهم مواقع الانترنت ومنتدياتها يرى السامعي الآن حجم التداول الكبير للمعلومات التي تتيحها مواقع الانترنت ويسرد مقارنته: "كم كان حجم هذه المعلومة قبل حوالي ست أو سبع سنوات تحديداً منذ بداية الألفية الجديدة يومها كانت المواقع العربية لازالت بسيطة وذات إمكانيات بسيطة أيضاًالآن صار بإمكان أي فرد أن يكون له موقع إلكتروني أو مدونة إلكترونيةوهذه هي بذور التحرر."
..رغم تباين الآراء الكثيرة التي لم نستطع أن نوردها لضيق الحيز هنا، لم يتنكر أحد للدور الكبير الذي يلعبه هذا الفضاء الشاسع في تسهيل الحصول على المعلومات، وتجاوز الكثير من الصعوبات التي كانت الرقابة أهمها، وكذا تقريب المسافات بين الثقافات، وتدويرها على أكبر كم ممكن، بيد أن كل هذا لا يفيد حقيقة إلا في إطار معرفي ومرجعي لكل قارئ أو طالب للمعرفة، ووفق منهج ثقافي وفكري يتم اتباعه بدلاً عما صار سائداً اليوم من معرفة بدون منهج أو مرجع، وتكديس للمعلومات التي لا يجمعها رابط، أو يضمها اهتمام محدد، العاقبة لمن استنارت عقولهم، واستقامت أنماط تفكيرهم..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.