لم يكن حسين الشاب الريفي الوحيد الذي عانى من واقع فرض عليه ويلات التغييب،فمنذ أن أكمل دراسته الأساسية(تاسع) وهو يتهرب من المواجهة..ترك الدراسة رغم حصوله على المركز الأول طوال دراسته..عاش في عزلة"أعماد" مدينة يريم محافظة إب، كان طموحه أن يكمل دراسته ليلتحق فيما بعد بالجامعة لكن الظروف حالت دون أن يفعل ذلك!!..حيث ما كان يحلم به حسين صار في مهب الريح!!.. غاب حلمه وتلاشى..الحلم الذي طال انتظاره..عاش حياة مكتظة باحتياجات الحياة ملأت تفكيره..وأصبح تهميشه العامل الأساس في عرقلة مسيرة نجاحه..فحصوله على الكتاب المدرسي كان بعيد المنال وحتى مصاريف الدراسة ومتطلباتها من أقلام ودفاتر..هموم ومشاكل طاحت بحلم حسن..جعلته يعمق في التفكير عن نهاية مستقبله نحو حياة لا تفي بالغرض ولا تحقق له شيئاً...! انسحب حسن من الواقع ولم يعد قادراً على إكمال الدراسة في ضوء ما يواجهه من صعوبة في توفير كل المتطلبات اللازمة لمواصة دراسته ... اليوم بعد مرور 8 سنوات من تركه للدراسة غدى حائراً يحدث نفسه..ويتساءل عما حققه من هذا العمر.. كان لا بد أن أبدأ بتلك القصة الواقعية لألج إلى فحوى موضوعي حيث تؤكد القصة أنه لا مكان في هذا العالم لمن يعش خارج دائرة الانفتاح،والعيش مع الآخر على مقعد الانتظار لأياد أخرى تتدخل في إيصاله لما يريد،وفي ظل تحديات العصر وصعوبة أن تكون من أبناء العالم الثالث نتيجة ما نواجهه من أحداث يومية في العالم إلا أننا مازلنا قادرين على المواجهة والتحدي في حالة الإصرار على ذلك... شباب الريف كغيرهم من الشباب..كونهم جزءاً من المجتمع غير أن لهم ظروفهم الخاصة،بسبب حياتهم الريفية التي غالباً ما تكون مفتقرة لبعض الحاجات اللازمة والإشباعات الضرورية كحاجته لوسائل اتصال تجعله قادراً على معرفة ما يدور في العالم ..وتتمثل هذه الوسائل بالقنوات الفضائية والحاسوب والإنترنت.. الطبيعة الأيدلوجية للشباب لشباب الريف عادة ما تتغلب عليها الفطرة والبساطة والطيبة،طبيعة الريفي بحاجة إلى تمعن في النظر فيما يخص التعامل مع كل المتغيرات والتطورات الحاصلة على الساحة وما يجري من تقدم تكنولوجي وازدهار في خدمة المعلومات وكل ما يستجد وذلك من أجل تمكين الشاب الريفي والخروج من واقعه المقيم داخل مربع الانعزال عن وسائل الإعلام .. ثمة كثير من المتغيرات التي تفرض نفسها بقوة على واقع الشباب بشكل عام..وعلى شباب الريف بشكل خاص..مما ينبئ عن تساؤلات حول مستقبل وآمال الشباب الريفي الذين يراهم كثيرون خارج خارطة مجريات الحياة..إذ لابد من إشراك الشاب الريفي عبر تشجيعه على المساهمة في البناء والتنمية حتى يكون ذات أثر حقيقي في بناء المجتمع..شباب ريفيون يواجهون تحديات وصعوبات حقيقية بداية عما يكمن بداخلهم من خوفٍ لمواجهة واقع جديد مليء بالتجديد ونهاية بالنظر إلى ما سيؤول إليه مستقبلهم.. تحدٍ يقف اليوم أمام الشاب الريفي للتعرف على مدى قدرتهم على كسر الأنماط الذهنية المكونة لدى الآخر بأن شباب الريف محبط ولا يمكنه الاحتكاك وفرض نفسه على واقع المدنية ..والتساؤل هل شباب الريف هم من فرضوا هذا الواقع أم الواقع فرض عليهم ذلك؟.. فتاة الريف معاناة حقيقية إحدى الطالبات بقسم الفيزياء:أكدت أن ما يواجهه الشباب الريفي بشكل عام والفتاة بشكلٍ خاص يعد معاناة حقيقية..حيث الفتاة الريفية تعاني من آثار نفسية كونها بحاجة إلى أن تحقق نجاحاً وحضوراً في الواقع..لتحقق ذاتها وهي إلى جانب ذلك بحاجة لأن تبدع وتثبت وجودها لتكون قادرة على الخوض في معترك الحياة بكل مكوناتها المختلفة..إلا أن تحقيق طموحاتها كما تقول: يمثل صعوبة حيث إكمال دراستها يستدعي نقل أسرتها إلى المدينة..إضافة إلى ما تعانية من العادات والتقاليد التي تمنعها من إكمال دراستها وبالتالي يتم إرغامها على الزواج كحل أخير..وأضافت إن المدينة تسهم إسهاماً فاعلاً في تطوير ثقافة الفتاة وتشعرها بتحقيق ذاتها من خلال إبراز قدراتها وإبداعاتها إضافة إلى وسائل الاتصال المختلفة..إلى جانب إنعدام المكتبات العلمية العامة،ومراكز المعلومات ..وعبرت في ختام حديثها عن أسفها لعدم الإهتمام بالفتاة الريفية من قبل كونها بحاجة إلى وسائل تعمل على توسيع مداركها وتحقيق آمالها المستقبلية مشيرةً إلى أن فتاة الريف تحتاج إلى الكثير من الاهتمام والدفع بها.