يمتاز البن اليمني بالذوق المميز الموروث عن الأجداد، إن هذا الذوق اليمني الأصلي يعود بقوة ليفرض ذوق قهوة (الموكا) اليمنية. خلافاً لغيره من البن! يزرع البن اليمني وبالتحديد بن حراز في المرتفعات الشمالية الغربية، فمنطقة حراز معزولة جغرافياً ومعروف عنها بأنها منطقة تزدهر منذ قرون طويلة بالزراعة، وتتألف من تضاريس وعرة وجبال ذات بنية ترابية رمادية اللون وأحجارها حادة.. وتتميز بمدرجات صخرية هندسية منذ عدة قرون مما يجعل من بنيتها الأساسية صالحة للزراعة. فالبن كغيره من الزراعات الأخرى يزرع في بيئة طبيعية عضوية خالية من التلوث، وتستخدم في زراعته أساليب تقليدية والتي كانت تساعد على تصديره عبر القرون، فالبن يجفف تحت أشعة الشمس على حصير مصنوعة من الألياف الطبيعية لأشجار النخيل، ويستمر في تجفيفه وتقشيره وتصفيته بطريقة يدوية حتى يظل بنفس معايير جودة البن الأخضر، ثم يتم تعبئته في أكياس لشحنه ليصدّر إلى بلدان العالم. فخلال عقود عديدة ماضية ظلت زراعة البن في جبال حراز فضلاً عن بقية مناطق اليمن مزدهرة جداً، لكن في العقود الأخيرة تضاءلت زراعته بسبب التغيرات الاقتصادية والسياسية والمشاكل الاجتماعية. فقد قام المزارعون بزراعة القات (الشجرة التي تنمو بسرعة وتعود بأرباح كثيرة يحصل عليها المزارعون)، مما جعلهم يتوجهون لزراعته بدلاً من البن، فبغض النظر عن الأضرار الناتجة عن القات ووصفها نمطاً من أنماط الحياة فإن زراعته تتسبب في تدمير التربة وأخذ ما فيها من غذاء، وتتسبب أيضاً في شحة المياه. فالحاجة إلى البن تعيد الفرص المحتملة لاستعادة زراعته والتجارة فيه في المنطقة، فقد بدأ العزي للصناعات في مشروع حراز.. الهدف من هذا المشروع هو دعم المزارعين لاستعادة زراعة البن والاتجار به. إننا نتوقع ممارسة التجارة ببن حراز، فزراعته لن تحقق نجاحاً تجارياً باهراً فحسب، بل زيادة الوعي لدى أهل المنطقة بأسرها بأهمية أن المستهلكين ينظرون إلى هذا النوع من البن (بن حراز) بأنه ذو جودة عالية، وقد وضعوا برنامجاً يضمن عائدات أعلى للمزارعين ونظاماً ذا شفافية بوثائق حقيقية. فلقد قام أحد تجار البن الأخضر بزيارة للمزارعين في هذه المنطقة العام الماضي وتفاءل كثيراً بنجاح ذلك المشروع.. واكتشفت شيرين المؤيد مدير تجارة البن والشاي أن المزارعين اليمنيين في هذه المنطقة ناس يمتازون بالضيافة وملتزمون بمشروع زراعة البن. وقد قدمت رؤية بهذا المشروع بقولها: لقد كنا دائماً المشجعين كثيراً للبن اليمني، المصدر الأصلي والوحيد لبن (الموكا)، بل إن هذا البرنامج يقدم بوضوح لم يسبق له مثيل في سلسلة حركة توريد البن ذي النكهات الفريدة في العالم، التي تشكل المورد الوحيد للأخلاط اليمنية.. ومن المؤكد أن يضيف قيمة كبيرة لإنتاج البن في اليمن. فلكي تكتشف مذاق بن حراز توقف عند محلات العزي خلال المؤتمر السنوي الذي سيقام في مركز مينيال بوليس للرابطة الأمريكية المتخصصة في مجال البن من 510 من مايو/آيار الجاري.المصدر/ Earthtimes.com