عبدالله بن أبي عبدالله الخراساني.القرن الذي عاش فيه 4 ه / 11م توفي نحو 400 ه / 1009 م سكن قرية (حمدة)، في (قاع البون الأسفل)، من ناحية (عيال سريح)، في محافظة (عمران)، ثم انتقل عنها إلى جبل (مسور)، في بلاد حجة، ثم عاد فنزل إلى موضع يدعى: (ضواض)، يقع أعلى وادي (بيت شهر)، في قاع من الأرض يسمى: (البون الأسفل)، وابتنى له فيه صومعة للعبادة. عالم، زاهد، شاعر، له معرفة بالسلاح وآلات الحرب، من أصحاب أبي الحسين (أحمد بن موسى الطبري الهادوي). درس في مدينة صنعاء، وكان صالحًا، متواضعًا، جاوز ذكره حدود اليمن. قال عنه المؤرخ (أحمد بن صالح بن أبي الرجال) في كتابه: (مطلع البدور): “حكي أن أمير مكة المكرمة في زمنه كان يرسل له بهدية من ثياب فاخرة، فكان يبيعها، ويتصدق بأثمانها”. وأنه كان “طبقة عالية في الزهد والعبادة، والقراءة، والفقه، ومن أقرأ الناس لكتاب الله”. ومما نقله بخطِّه، ولعله من شعره: من أحسن الظن بمعبوده جاد ولم يبخل بمحموده من طلب الجنة من ربه فإنها في بذل مجهوده فليبلغ الطالب من جهده ما يبلغ النجار من عوده وقرأ هذا البيت: وإذا غلا شيءٌ عليَّ تركتهُ فيعودُ أرخصَ ما يكونُ إذا غلا فقال: إلا الطعام فإنَّ فيهِ حياتنا فإذا غلا يومًا فقد وقع البلا وقد عاش حتى زمن الإمام (القاسم بن علي العياني)، وابنه الإمام (الحسين بن القاسم العياني). ولكنه كان منعزلاً عن السياسة، بعيدًا عن التدخل في الصراعات بين الأئمة الذين عاصروه؛ مما جعل الإمام (القاسم العياني) يقول عنه: “والله لن ينفعه زهده وانعزاله في شواهق الجبال، ولن تغنيه تلك العبادة شيئًا إن لم يأتِ بما فرضه الله لنا عليه”. *موسوعة الاعلام