الملتهبة عن يومهم المعسول وغدهم المجهول ، برشحات الفزع المحترز في صدورهم يرمقون ظمأ الأطياف المسافرة من أعينهم بلا انقطاع ، وكلما أوشكت أنفاسهم الوعثى على أن تهفت برحالها تحت ظلال مستلهم من دفء أملهم المحتمل،سرعان ما تُطلى جدران مسامعهم بلهف الفحيح وتُطمر أجسادهم بقشعريرة حفيف الثعابين، ويتقلص حجم المسافة التي افترضوها في مخيلاتهم ليبدوا خيار الحياة ضرباً من الجنون ودبيب الموت يحتفل بالقرب من خفقات القلوب المهاجرة فوق أعراس الهلاك ...! - شباب يدفعون تكاليف الزج بهم عند أسوأ الاحتمالات وأدناها من فنائهم وعن ذلك يصرفون أنظارهم لاهثين حبواً على أنوفهم شرهاً بصرة نقود تكفل لكل منهم أن يحفر نافذةً تطل به على ضفاف يشعر معه بشيء من الأمان النسبي ...، وإن كان منهم من يحالفه الحظ في اقتحاماته فليس من حق شبابنا أن ينبهر به وأمثاله وبهم يُحتذى إلى أن تصبح المغامرة حُلماً في أعين الصغار، وذلكم شأن الطفل محمد والملقب “بأبو عيون” والمحسوب ضمن مفردات قاعدة الهرم السكاني ألفته كالقاعد على الجمر وإلى متى سيتسلل إلى بلد الجوار راسماً بفرشاته البريئة أول نفس لمشوار حياته البائس..!! - على “خبت البقر” وتلك هي بقعة في الصحراء شاسعة يضربون عليها المتسللون بأقدامهم طيلة 24 ساعة متواصلة كنوع من الإحتياطات الأمنية والخشية من وقوعهم في أيدي العسس – ولو أني لا أدري في سبيل من حتى اللحظة؟!- إنما الحري بالذكر أنه ثمة من يموت جوعاً وعطشا مالم فبلدغة ثعبان....، ومن يذهب ضحية عجرفة معدومي الإنسانية ، المرتزقة على حساب حواصل البؤساء ولا يجدون ما يمنعهم من القذف بشاب أو أكثر من على سياراتهم ولأتفه الأسباب ليصبحوا بعدها دمىً بين أصابع الحتف ليستنضج أرواحهم بحيرة التيه في قفار لا ترحم ، وذاكم موت “الهوينا” وفيه أقول بأنها ميتة أدنى وأحقر بكثير من تلك التي على علاقة بالكلاب...!. - وبقدر ما يُجسد البؤس في مضمار القلة الذاوية على رميض الزمان والمكان والذين يرون من حقهم أن يطرقوا كل الأبواب الموصدة في وجوههم أو أن يسترقون شهقات لبقائهم على أي شاكلة غير مشروعة - حسب منطق الجشع الأكبر- إلا أن هناك أشياء ليس يهم فيها من حق يذكر كأن يثروا بعظام أجسادهم وهاد الفيافي إلى أن يطغى حضور مواتهم على آزفات الكائنات وهياكل الفرائس وما خلفته الضواري وعبث القوارض ...، كما ليس من حق أصحاب الأيدي المعطاءة بشكل أو بأخر أن يغادروا أوطانهم وهم أكثر من تحتاج إليهم في صنع زهاءاتها وترسيم أمجادها ليتسع كل بلد لأكثر من أبنائه الذين حرصوا بصير وأناة على أن يستمروا أحراراً شرفاء أعزاء في ديارهم ، حيث وحين لا ينبغي أن يتنازل من كان عن شيء من كرامته لجرذ ينخر فيها ، ولا يخضع لمن يعمد استلاب عزته وسحق أنفته وهتك أنسجة ماهيته وكل ذلك مقابل أن يرتحل به بعيداً عن وطنه..! - فعجباً لمن يرفض الموت شامخاً في أرضه ويرضى به ذليلاً صغيراً على غيرها وحيث قد لا ندري ولا يدري ....!! - وعلى خبت البقر.............. نستضيفك أيها القارئ لمزيد من التفاصيل والتزود من لديك .............................................................. [email protected]