حث الداعية الإسلامي الحبيب علي زين العابدين الجفري الدولة على ألا تسمح بأية اجتهادات بشرية في مسألة نقل وإيصال الزكاة بدون إذنها إلى مصارفها التي حددها الله عز وجل في كتابه العزيز بثمانية، كما في قوله تعالى: « إنَّما الصدقاتُ للفقراء والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلفةِ قلوبُهم وفي الرقاب والغارمينَ وفي سبيلِ الله وابن السبيلِ فَريضةً من الله والله عليمٌ حكيمٌَ »(التوبة 60). جاء ذلك في حديث لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» وقال: إن الزكاة فريضة معلومة فرضها الله تعالى لأشخاص محدودين معلومين، وهم ثمانية: الفقراء والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمون وفي سبيل الله وابن السبيل، ولا مجال لتغيير هؤلاء الأشخاص ولا لتغيير مقادير هذه الفريضة فضلاً عن أنه من الواجب على الدولة ألا تسمح بأية اجتهادات بشرية في نقل أو إيصال هذه الفريضة إلى أهلها دون إذن منها، ويجب على الدولة أن تحدد من يحسن القيام بهذا العمل، وأن تحرص بعد جمعها على إيصالها بأمانة إلى من يستحقها. و أضاف : إن جمع الزكاة لا يتعين على الدولة وحدها وإنما ينبغي على الأفراد السعي بأنفسهم للتأكد من إيصال الزكاة المفروضة إلى من عينته الدولة عاملاً عليها، والذي يجب أن يكون أميناً في إيصالها إلى الجهات المعنية، أما إذا قصرت الدولة في ذلك عندها يجوز لكل مسلم أن يقوم بإيصالها بنفسه إلى من يستحقها. وحول النصاب المفروض للزكاة يشير الحبيب إلى أنه يجب إخراج الزكاة بعد مرور حول كامل عليها واكتمال نصابها؛ وذلك عن الأموال الواجب فيها الزكاة والمحددة بزكاة المال والتجارة والعروض والمزروعات وزكاة الأنعام والذهب والفضة. ويعد علماء الفقه منكر الزكاة كافراً ومرتداً عن الإسلام؛ كونها أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي الركن الثالث بعد الشهادتين والصلاة، وهي فريضة واجبة بالكتاب والسنة والإِجماع، وقد أكد المولى عز وجل وجوبها في كتابه العزيز في عدة مواضع، وقرنها مع الصلاة لقولة تعالى: « وأقيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ (النور 56) ، وفرضها لتطهير وتزكية النفس، فقال تعالى: «خُذْ مِنْ أمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيْهِمْ بِهَا» (التوبة 103) ولقوله تعالى: «وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادهِ» (الأنعام 141) وقوله تعالى:« وَالَّذِينَ فِي أمْوَالِهِمْ حَقٌ مَعْلومٌ لِلسَّائِل واْلمَحْرُومِ» (المعارج 24 25-). أما دليل وجوبها في السنة فقد جاء في حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ إلى اليمن قال: «إنك تأتي قوماً أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه وأني رسول اللّه، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن اللّه عز وجل افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم.. »الحديث. رواه الجماعة. وفي حديث آخر: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله». رواه مسلم.