إيفرتون يصعق ليفربول ويوجه ضربة قاتلة لسعيه للفوز بالبريميرليغ    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    الثالثة خلال ساعات.. عملية عسكرية للحوثيين في البحر الأحمر وتدمير طائرة    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    الوجع كبير.. وزير يمني يكشف سبب تجاهل مليشيا الحوثي وفاة الشيخ الزنداني رغم تعزيتها في رحيل شخصيات أخرى    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    حقائق سياسية إستراتيجية على الجنوبيين أن يدركوها    حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت    الزنداني يلتقي بمؤسس تنظيم الاخوان حسن البنا في القاهرة وعمره 7 سنوات    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    الضربة القاضية في الديربي.. نهاية حلم ليفربول والبريميرليغ    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله الراعي:علي عبدالله صالح كان الأقوى والأشجع عندما تهرب الجميع من المسئولية
قصة ثورة وثوار
نشر في الجمهورية يوم 22 - 09 - 2008

لم يكن الحوار مع عبدالله الراعي سهلاً، لأن الرجل ظل يخبئ أسراراً طمرتها أحداث مرت عليها 54عاماً، أي منذ اندلاع الثورة اليمنية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر «أيلول» من العام 2691م، ولأن الأحداث لا تروى من الذاكرة فقط، بل ومن الوثائق أيضاً، فإن هذا الحوار استمر لعدة أشهر، في محاولة لتوثيق مراحل لم يمط اللثام عنها منذ فترة طويلة، ومحاولة لاستعادة تاريخ يحاول الكثير طمسه ومحوه من ذاكرة الأجيال اللاحقة للثورة اليمنية.
بعد عودتك من موسكو التقيت بالحمدي، ماذا جرى بينكما؟
التقيت بالحمدي مراراً وكان يدعوني للغداء في بيته وإلى القصر الجمهوري والقيادة، كانت علاقتي به طيبة، وبعد عودتي من موسكو لم يجر بيني وبينه أي إشكال ولا أية حساسية.
هل عرض عليك أي منصب؟
عرض علي عدة مناصب في الداخل والخارج، لكنني احتفظت بموقفي الذي كان يعلم به الحمدي قبل الحركة .
لماذا لم تقف مع الرجل عندما بدأ يعود إلى خط الثورة؟
لم يكن عندي استعداد، لأنه كان لديه مواقف من بعض ضباط الثورة، وهو موقف غير جيد واعتبرته غير سليم أوصحيح، وأكثر حديثي خلال لقاءاتنا كان حول علاقته بهؤلاء البعض ولابد من تطويرها وتفعيلها.
يوم الاغتيال
هل كنت في صنعاء يوم اغتيال الحمدي؟
نعم.
هل يمكن أن تروي بعض التفاصيل عن هذا اليوم؟
ذهبت إلى المقدم أحمد الغشمي الساعة الرابعة بعد الظهر في يوم الاغتيال حسب موعد سابق إلى بيته، وكانت تربطني به علاقة طيبة وكان يجاملني، وصلت وإذا أمامي الشيخ أحمد مساعد مع مجموعة من مشايخ بني حشيش ينادونني بحكم العلاقة والصداقة التي بيننا، وهو قد انفصل عن الفريق قاسم منصر ويعتبر من المشايخ العقلاء وكبارهم في بني حشيش، دعاني وأخذني على جنب، وقال لي:«ماالذي أتى بك إلى هنا؟، قلت له «معي موعد مع المقدم أحمد الغشمي»، رد علي «ألا تعرف ماحصل؟» قلت له:«لا»،قال: «كانت ثمة مأدبة غداء كبيرة هنا لرئيس الحكومة والوزراء و القادة العسكريين وغيرهم، ودعي عبدالله الحمدي والرئيس إبراهيم الحمدي وقتلا.
ودعاني الشيخ أحمد مساعد للذهاب معه إلى بني حشيش، كان يتصور أن أحداثاً كبيرة ستقع، وسيتم تفجير الموقف في البلاد، لكنني طلبت منه ايصالي بسيارته إلى نادي الضباط. في النادي التقيت بضباط كثر على انفراد، وفي مقدمتهم حسين الدفعي، وكانوا لايعرفون ماحصل، فأبلغتهم ماجرى، فاستنفر كل واحد منهم، البعض ذهب إلى منزله و البعض الآخر إلى أماكن متفرقة خوفاً من أية مضاعفات قد تحصل. ذهبت إلى أحمد الرحومي وعبداللطيف ضيف الله وأبلغتهما بما حصل لكي يكونا في الصورة، ويأخذا حسابهما لأي طارئ، ثم جمعت أشقائي وقعدنا في البيت وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل اتصل بي أحمد العماد، الذي كان موجوداً في القيادة بعد أن صاغوا البيان وخبر اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي، وطلب مني الوصول إلى مبنى القيادة واعتذرت منه بحجة عدم وجود وسيلة مواصلات فرد علي بأنهم سيرسلون لي سيارة وكانت تربطني علاقة طيبة بالعماد، اعتذرت منه طالباً تركي حتى الصباح، كان هناك قلق من أن تخرج الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في ظل هذا الوضع، ثم ليس لي دعوة في ماحدث الذي سيراني متواجداً سيقول إنني طرف في موضوع الاغتيال.
صباح اليوم التالي ذهبت في الساعة التاسعة إلى مبنى القيادة والتقيت المقدم أحمد الغشمي وقد نصب رئيساً لمجلس القيادة وشرح لي حادث اغتيال الحمدي، واتفقنا على أن حادث الاغتيال صفحة سوداء في تاريخ اليمن المعاصر لاتنسى، وقد ودعت الغشمي وبقينا على حذر حتى تشييع جثمان الحمدي. بعدها دعاني الغشمي وعرض علي تحمل منصب رئاسة الأركان العامة، فاعتذرت نهائياً، وبقيت العلاقة بيننا عادية حتى رأى أن يرشح مجموعة من الضباط سفراء في الخارج فعين صالح الأشول سفيراً في موسكو ومحمد الخاوي في برلين، وأنا سفيراً في الكويت، وحدث أن تأخر ترشيحي نتيجة لتغيير عبدالله الضبي من سفارتنا بالكويت بسبب وصول (عديلة) المقدم يحيى مصلح الذي كان في فترة الحمدي محافظاً للواء صنعاء، وعند وصوله إلى الكويت قادماً من لندن عقد مؤتمراً صحفياً يدين حادثة الاغتيال ويعلن معارضته له، وكان مصلح قد نزل في منزل السفير الضبي، الأمر الذي دفع الغشمي إلى تغيير الضبي.
لم يرغب عبدالله الأصنج الذي كان وزيراً للخارجية حينها تعييني سفيراً الكويت، بينما لم أكن ألح كثيراً على هذا التعيين، فهو كان يفضل عودة الضبي إلى سفارتنا بالكويت، لكن الرئيس أحمد الغشمي أصر على عدم عودته. بعثت بأوراق ترشيحي إلى الكويت بتوقيع الغشمي وطالت الموافقة أكثر من الفترة المقررة بروتوكولياً، ثم جاءت الموافقة من الحكومة الكويتية بعد مقتل الغشمي، وذهبت إلى الرئيس علي عبدالله صالح وقد أصبح رئيساً للجمهورية، وقال لي:« عليك أن تواصل، وبلغ الأصنج والأمانة العامة لرئاسة الجمهورية بإعادة صياغة أوراق الاعتماد»، وسافرت فعلاً إلى الكويت في عام 87.
هل تتذكر الأحداث التي وقعت أثناء تشييع جثمان الحمدي، هل كان الناس على قناعة بالرواية الرسمية؟
الناس كانوا على قناعة من أن الحمدي اغتيل بطريقة غير التي أعلن عنها رسمياً، وكانت الجنازة عبارة عن مسيرة شعبية ضخمة جداً، وكان على رأس المشيعين الرئيس أحمد الغشمي والرئيس سالم ربيع علي، الذي جاء من عدن بشكل مفاجئ، بدون إشعار أو رغبة القادة هنا، لم تعلم القيادة هنا بوصوله إلا وهو في أجواء صنعاء ترافقه حراسات كثيرة، وجرى لقاء كبير في بيت الغشمي بمنطقة ضلاع بحضور الرئيس سالمين.
ماالذي حدث يوم تشييع الحمدي؟
كانت مظاهرة صاخبة ومتوترة.
هل كانت هناك هتافات معادية ضد الغشمي؟
قيل شيء عن ذلك، أما أنا فلم أسمعها، لكن الجو كان متوتراً والمظاهرة كانت تأييداً للحمدي.
هل كان هناك اعتقاد أن الغشمي يقف وراء الاغتيال؟
هذه كانت قناعة سائدة عند الناس.
ماذا كان انطباع الناس عند اغتيال الحمدي؟
اعتبر اغتيال الحمدي من أخطر المنعطفات في تاريخ الثورة اليمنية المعاصر؛ فقد ضعفت الجبهة الداخلية، جبهة البناء والتنمية والأمن والاستقرار، بناء الدولة والمؤسسات والمجتمع المدني والاحتكام للقانون، التعليم ، الصحة، بناء القوات المسلحة، وبناء مسار ثقافي وإعلامي واضح،كل هذه فقدت تماماً، وأصبح هم الناس التربص ببعضهم البعض لو استمر إبراهيم الحمدي كان يمكن تحقيق إنجازات أكثر وأكثر.
ألا تعتقد أن في ذلك مبالغة، خاصة وأن بقاء الحمدي في الحكم كان قصيراً؟
الحمدي كان لديه مشروع تمرد على الآخرين، وعلى كل من أعد لحركة 31 يونيو بتلك القسوة والعزم والشدة التي اتبعها، وملامح عمله ظهرت واضحة ابتداء من التعاونيات وإنشاء اللجنة العليا للتصحيح المالي والإداري لتطهير أجهزة الدولة من الفساد وغيره.
الفصل الحادي والعشرون
عهد الغشمي
بعد طي صفحة حكم الرئيس الحمدي بدأ عهد الغشمي لكنه كان وضعاً متقلباً، فقد كانت هناك علاقات سيئة مع الجنوب والجبهة الداخلية مستنفرة، ما الذي حدث بالضبط في تلك الفترة؟
لم تستقر الأوضاع في الداخل، ولم تقم الدولة، ولم تتحد القوات المسلحة والأمن، وكان الغشمي، فيما يبدو على علاقة خفية مع الرئيس سالم ربيع علي «سالمين»، فالريئس الحمدي كان من أهم مشاريعه موضوع الوحدة، لهذا كان مسافراً اليوم الثاني لاغتياله إلى عدن،فعلاقته مع الإخوان في الشطر الجنوبي كانت متينة، وكان مصراً على إعلان الوحدة.
كان للغشمي وسالمين علاقة مع قوى في الخارج بعد مقتل الحمدي وتم التفاهم على هذا الأساس، لهذا حصل الاتفاق، وكانت هذه القوى من وراء هذه الأحداث، وتبين لاحقاً أن سالمين كانت له علاقة بالخارج، أي مع المملكة العربية السعودية، ونسق مع الغشمي، ولهذا كانا يتبادلان المبعوثين بين عدن وصنعاء، بعد ذلك جاء « تفاريش»، أي الرفيق حاملاً حقيبة دبلوماسية للغشمي وحصل ما حصل.
كانت الحقيبة غير مرسلة من سالمين، فقد أرسل سالمين برسالة إلى الرئيس الغشمي بواسطة علي سالم لعور، وكما يقال فقد كان بين صالح مصلح وجماعته من الطرف الآخر خلاف مع سالمين وعبدالفتاح إسماعيل، ألقي القبض على علي لعور، وأخذوا الرسالة المبعوثة بواسطته وعملوا كما يقال، حقيبة التفجير وسلموها لشخص معروف أنه جريء وشجاع اسمه « علي تفاريش» الذي سافر إلى صنعاء واغتال الغشمي بواسطة الحقيبة الديبلوماسية.
هل نفهم من ذلك أن التنسيق بين سالمين والغشمي كان من خلف ظهر القيادة الجماعية في الجنوب؟
كان دون علم عبدالفتاح إسماعيل، وهو الأمين العام للحزب الحاكم حينها، كان سالمين منفرداً في هذه المواضيع، وهذا ما أثر على علاقته بعبد الفتاح إسماعيل وصالح مصلح وعلي عنتر وعلي شائع هادي وكل القوى المرتبطة بعبد الفتاح إسماعيل، كان سالمين يرى التفاهم مع المملكة ضرورة للتخفيف من النزق الثوري، لأن في عهده رفعت شعارات متطرفة كثيرة.
هل هذا يعني أن الحمدي لم يكن على علاقة جيدة بسالمين أم ماذا؟
في فترة الحمدي، لم نعلم أو نلمس خلافاً داخل الحزب الاشتراكي اليمني أو بين الإخوان في الشطر الجنوبي، وكنا نعلم أن الحمدي على علاقة سليمة مع الإخوان في الجنوب وأنه عازم على الوحدة وتعتبر من أهم مشاريعه وكان في اليوم التالي لاغتياله في طريقه إلى عدن وقد مهد لذلك في لقاءات من قبل، أبرزها لقاء قعطبة المشهور.
بعد اغتيال الغشمي كيف سار الوضع في الجمهورية العربية اليمنية؟
قضيت 5 سنوات في الكويت والبحرين، وكانت هذه الفترة مرحلة تلمس لبداية عهد الرئيس علي عبدالله صالح، والبحث عن طريق الاستقرار الداخلي والتنمية وبناء الدولة، وكانت اليمن تمر بمراحل صعبة، وهي مشكلة المنطقة الوسطى والجبهة الوطنية الديمقراطية واقتتالها مع السلطة والتي شكلت تعثراً في التنمية، ووجه كل شيء لمواجهة الحرب في المنطقة الوسطى، والتي كانت مشتعلة في أكثر من منطقة، وأخذت جزءاً من اهتمام علي عبدالله صالح في حينها وأخذت من الامكانيات والتفكير، بدلاً من التركيز الكامل على بناء الدولة وإيجاد الأمن والاستقرار، وسببت حرب الجبهة الوطنية الديمقراطية مع السلطة ثغرات كبيرة جداً في الشمال حيث سخرت إمكانيات كبيرة جداً لها، والتي كان من المفروض أن تذهب لصالح التنمية، ولا أخفي عليك أن الجبهة الوطنية الديمقراطية أسست في صنعاء، وبدأ الاشراف عليها صالح الأشول وكنا من أهم الناشطين فيها، على أساس معارضة سلمية، لكن بعد أن انتقلت إلى عدن، وبعد اختفاء الاستاذ سلطان أمين القرشي جاء التفكير برفع السلاح ضد النظام.
كان التساؤل هو رفع السلاح ضد من ؟ النظام غير محتل فهو جزء من اليمن،وكنت شخصياً ممن كان يعترض على الكفاح المسلح، وأن تظل المعارضة ديمقراطية وسلمية.
باختصار كانت فترة مابعد اغتيال الغشمي صعبة، بل من أصعب فترات اليمن، الذي ترأس مجلس الرئاسة بالإنابة هو القاضي عبدالكريم العرشي وعضوية المقدم علي الشيبة والمقدم علي عبدالله صالح، جاءت التكالبات من الداخل والخارج، وتحرك علي عبدالله صالح ونشط في مجلس الشورى وفي أوساط الوحدات العسكرية والناس، وأيدته القوات المسلحة، والتقيت في اجتماع بمبنى القيادة بمدراء الفروع وقادة الوحدات العسكرية وأقنعتهم بأنه لايوجد من هو مؤهل وقادر وموقفه أقوى،خاصة وانه ستكون بين الشمال والجنوب معارك طاحنة سوى علي عبدالله صالح، وهذا الذي حصل حينما اندلعت حرب 97م، وافق مجلس الشورى والقوات المسلحة، الكل وافقوا بالاجماع على الرئيس علي عبدالله صالح، وماجعلني أتحمس له هو الموقف، ثم أن هذا المنصب لم يتقدم أو يقبل به أحد في وقت عرض على آخرين من الضباط، منهم علي الشيبة، ومن المدنيين عبدالكريم العرشي لم يقبلا، وكان المرضي عنه علي عبدالله صالح الذي كان ضابطاً معروفاً في الجيش وله علاقات واسعة.
هل ظهرت هذه المعارضة في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي؟
نعم، وتواصلت في عهد الرئيس الغشمي، لكن بعد اختفاء سلطان أمين القرشي في عهد الغشمي انتقلت قيادتها إلى عدن.
لكنها بقيت متمركزة في المناطق الوسطى لليمن؟
نعم، كل الفارين من الضباط والجنود بعد معارك أغسطس عسكروا الناس، ومقتل الحمدي خلق ردود فعل وتمردات في المناطق الوسطى وغيرها، لهذا وجد النداء للكفاح المسلح استجابة،وكانت مرحلة صعبة جداً وخلفت تضحيات كبيرة من الطرفين وبالذات النظام في صنعاء،فمرحلة مابعد اغتيال الرئيس الحمدي تعد من أسوأ وأقسى المراحل.
ماذا حدث في فترة ال 6 أو ال 8 الأشهر التي حكم فيها الغشمي؟
لم يحدث فيها شيء سوى أنه كان يبحث عن كيفية ترتيب أوضاعه مع جناح في الحزب الاشتراكي، الذي هو سالمين، غير ذلك لايوجد،لاجيش لا استقرار، لا دولة، لم يكن يوجد شيء خلال ال 8 الأشهر التي ظل فيها الغشمي في الحكم.
كيف كان موقف الجيش؟
كان موجوداً، لكن ليس بالشكل الذي يؤمل أن يكون من حيث التنظيم والتسليح وتوسيع القوات المسلحة والانضباط من حيث التشريعات القانونية إلى آخره، وكذلك كان وضع قوات الأمن.
في عهد أحمد الغشمي بدأت القوى المشيخية ترفع رأسها،لأنها تحررت وتخلصت من شخص كان هو مشكلتها الأساسية.
ماذا كان يأمل أحمد الغشمي من التحالف مع سالمين؟،هل كانت الوحدة؟
لا، فلم تكن هذه قناعته، بل قناعته الترتيب لخدمة أغراض خارجية.
هل يعني هذا أن الوحدة كانت بعيدة التحقق في عهد الغشمي وسالمين؟
نعم، كانت قريبة أيام الحمدي، أكثر من أيام الغشمي وسالمين.
هل كانت صلات الحمدي بالرئيس سالمين أم بقيادة الحزب الاشتراكي؟
تقريباً كانت علاقته طيبة بالحزب الاشتراكي ككيان سياسي، وكان الحزب في حينه لايوجد فيه تقسيمات ولاتجاذبات، وكانت القوى الخارجية تسعى إلى إيجاد عدم استقرار في اليمن، سواءً في الشمال أم في الجنوب،كان يقلق كل دول الجوار في حينه وجود استقرار وبناء دولة وقوات مسلحة قوية ويمن حديث ومجتمع مدني ديمقراطي.
في تلك الفترة كنت موجوداً في اليمن؟
نعم،
علي عبدالله صالح
بعد مرحلة اغتيال الغشمي استجدت أحداث ودخلت البلاد في وضع مختلف، كيف تصرف الناس لمواجهة هذا الموقف ،هل كان علي عبدالله صالح المرشح الأكثر حظاً أم كيف؟
كان علي عبدالله صالح الأقوى في الجيش،وكان الناس يتهربون من المسؤولية بعد اغتيال الحمدي والغشمي، ولم يكن أحد عازماً على التضحية؛ فكان هو الأقوى والأشجع والمرشح والمرضي عنه داخلياً وخارجياً.
داخلياً من القوى المشيخية، وخارجياً هل الجوار؟
نعم.
منحت علي عبدالله صالح إذاً تأييدك وضغطت لدى قيادات الوحدات العسكرية للقبول به رئيساً؟
كنت موجوداً في القيادة ومجلس الرئاسة وجلست مع الأخوان،وقلت لهم حينها إن القضية تخصنا وتخص اليمن كلها، أقنعت الإخوان بأن علي عبدالله صالح هو الحل والبديل، قلت لهم إذا قبلنا بشخص من خارج الجيش، فماهي قواه العسكرية، على ماذا يرتكز في الجيش، لكن علي عبداالله صالح عنده لواء مدرع وتحت إمرته، وكانت له علاقات واسعة وكبيرة بمختلف وحدات الجيش وبالاحتياطي العام.
وتولى كتيبة المدرعات الثانية التي كان قائدها أحمد فرج،وكان ذكياً ومرناً في حينه، ولم نكن نتوقع أن يتحمل هذه المسؤولية بهذه القدرة، أنا شخصياً كنت متوقعاً له الاستمرارية، ثم إن الهدف من تنصيبه هو استراتيجي وليس تكتيكاً.
كم هو الفراغ الذي ظل قائماً بين مقتل الغشمي وتنصيب الرئيس علي عبدالله صالح؟
أعتقد كان الفراغ شهراً، لكن لم يحصل فراغ، لأنه كان هناك مجلس رئاسة برئاسة القاضي عبدالكريم العرشي.
من كان يدير الأمور في هذا الشهر، هل هو علي عبدالله صالح؟
كان علي عبدالله صالح ينشط نشاطاً قوياً في أوساط الناس بشكل جانبي وعبدالكريم العرشي كان يدير السلطة دستورياً على الأقل.
كيف تعلق على أول عقبة واجهت الرئيس علي عبدالله صالح، والمتمثلة في محاولة انقلاب الناصريين، ماهي معلوماتك عن هذه المرحلة؟
هذه المحاولة كانت أول مواجهة قاسية للرئيس علي عبدالله صالح، واستطاع مع أنصاره وحلفائه في القوات المسلحة احتواءها وإفشالها.
*يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.