استقبل أبناء عزلة الظهرة محل يزيد بمحافظة البيضاء عيد الفطر المبارك خلافاً لعامة المواطنين، فالترحال للبحث عن مصادر المياه حرمهم من الزيارات الأسرية والتعبير عن مشاعر السعادة والبهجة. وقال الشيخ ضيف الله علي عبدربه السرحاني أحد أعيان عزلة الظهرة :إن هذه المنطقة تعاني من شحة مخيفة في مصادر المياه الأمر الذي أدى إلى هجرة بعض أهالي المنطقة إلى مناطق ومحافظات مجاورة بحثاً عن مياه الشرب بعد أن باعوا المواشي .. مشيراً إلى أن انقطاع هطول الأمطار عن المنطقة منذ ما يقارب الأربعة أعوام أدى إلى الجفاف. ويقول :إن أهالي المنطقة كانوا يعتمدون على غيل الملح وغيل الرمادة وغيل الشقب وذي عران في الحصول على المياه والتي أصبحت جافة بشكل تام .. مبيناً أن أهالي المنطقة ممن صمدوا أمام مشكلة شحة المياه ومصارعة الموت يقومون منذ أكثر من عام بشراء المياه من منطقة رداع وما جاورها بواقع عشرة آلاف ريال لكل (500) لتر لتأمين مياه الشرب. وقال السرحاني:إن الذين تركوا أراضيهم في المنطقة رحلوا بما تبقى لديهم من مواشي للحفاظ على بقائها من النفوق نتيجة شحة المياه رغم صعوبة التخلي عن مسقط الرأس وأرض الأجداد التي يملكونها في المنطقة وتعتمد في زراعتها على الأمطار للحفاظ على حياتهم وإتباع ماكان يقوم به البدو منذ القدم بحثاًِ عن مصادر المياه والخضرة .. فيما لم يبقَ لدى أبناء المنطقة أي رأس من الماشية وينتظرون لفتة كريمة من الحكومة ممثلة بوزارتي المياه والبيئة والزراعة والري. وتساءل عن جدوى بناء المدارس في المنطقة وقال :إن أربع مدارس منها بنيت قبل نحو 25 سنة ولم يدخلها طالب حتى اليوم في المقابل تم بناء المدرسة الخامسة قبل سنة بتكلفة 17 مليون ريال .. مستدركاً ذلك بقوله كان الأولى أن يتم تخصيص هذا المبلغ لإنشاء آبار ارتوازية لتوفير مياه الشرب لسكان المنطقة حسب الأولوية والاحتياج الى جانب الميزانية المخصصة لهذا الجانب والتي تحول دون تحقيق مشاريع ذات جدوى نظراً للتكاليف الكبيرة مقارنة بما هو مخصص. ونوه بالتفاعل الإيجابي الذي أبداه وزير المياه والبيئة المهندس عبدالرحمن فضل الإرياني ومحافظ محافظة البيضاء محمد ناصر العامري تجاه هذه المشكلة ومحاولة التقليل من مخاطرها وتزويد سكان المنطقة بمياه الشرب حتى تستمر الحياة بتعاون مع أبناء المجتمع المحلي .. مشيراً إلى أن محافظ البيضاء أبدى استعداده تزويد المبالغ المخصصة لعزلة الظهرة لتوفير مصادر المياه فيها قدر الامكان. وأكد الشيخ ضيف الله السرحاني استعداده دفع جزء من تكاليف المشروع الذي يمكن تنفيذه بعد اعداد الدراسات الفنية من الجهات المعنية كمساهمة شخصية في حل هذه المشكلة وتوفير مياه الشرب لأهالي عزلة الظهرة حتى تستمر الحياة وكذا الحفاظ على ما توارثه أبناء المنطقة منذ الأزل ويعتبر من أهم الموروثات التي ينبغي الحفاظ عليها من الإندثار. وقال : إن أبناء المجتمع المحلي في المنطقة على أتم الاستعداد لتقديم العون للمعنيين من أجل الحصول على مصادر مياه تلبي احتياجاتهم وذلك من خلال التنازل عن الأماكن التي ستحدد اللجان الفنية امكانية الحفر فيها. وتعتمد عزلة الظهرة التي يسكنها (15550) نسمة حسب آخر إحصاء موزعة على (51) قرية والكائنة شمال منطقة رداع وتحدها محافظة مأرب من الشرق وصنعاء من الشمال الغربي وذمار من الجنوب الغربي تعتمد على زراعة القمح بشكل رئيسي بشتى أنواعه.