يبدو أن الاتحاد الإماراتي «واخذ على خاطره» من اتحادنا اليمني الذي تحصل على قرار آسيوي عادل بشأن خطأ قانوني ارتكبه الجهاز الفني بإشراك لاعب في المباراة الافتتاحية بين المنتخبين الناشئين ضمن منافسات المجموعة الرابعة المؤهلة لكأس العالم للناشئين تحت 61سنة العام 9002م والتي يقيمها الإتحاد الآسيوي لكرة القدم وتستضيفها عاصمة أوزباكستان طشقند خلال الفترة من 491 أكتوبر الجاري. القرار الآسيوي انتصر للقانون الذي تسير عليه لعبة كرة القدم في أنحاء المعمورة، فتم تغريم اتحاد الإمارات لكرة القدم 4آلاف دولار ومحو نتيجة التعادل أمام ناشئي بلادنا واحتساب المحصلة النهائية فوز الأحمر اليمني على شقيقه الأبيض الإماراتي بثلاثة أهداف نظيفة وإضافة ثلاث نقاط لرصيد منتخب اليمن للناشئين، وهو مارفع منسوب الحنق، وأجج الغضب في وسط المنتخب الإماراتي وزاد من شعورهم بالاستياء العارم الفوز المستحق الذي حققه منتخبنا الناشئ على المنتخب الياباني فأراد الإتحاد الإماراتي الثأر من الأحمر اليمني، وسحب بساط الجدارة من تحت قدميه، والتشكيك في قدرات لاعبيه من خلال رفع احتجاج معاكس إلى الإتحاد الآسيوي، يتضمن التشكيك في أعمار بعض لاعبي المنتخب اليمني، وهي الأسطوانة التي لجأت إليها منتخبات خليجية في بطولات آسيا للناشئين سابقة، عقب خسارتها من منتخب الأمل عام 2002م، حيث تفاجأت تلك المنتخبات بالتطور النوعي للكرة اليمنية من خلال الواجهة الرائعة لها «منتخب الناشئين». «الأعمار كبيرة» مبرر العاجزين، ومنطق المهزومين.. ووسيلة الفاشلين.. فكلما خسر منتخب أمام الأحمر الصغير استخدم كل ثقله الدبلوماسي، وحضوره في لجان الإتحاد الآسيوي كعضو مؤثر ليشن حرباً غير معلنة، ليست باردة، ولكنها من الحروب التي تحرق الجهود، وتدوس على القوانين، وتتجاوز اللوائح والأنظمة، ثم تتخطى الحدود، وتنتهك القواعد التي تلتزم بها منتخبات آسيا.. ثم لما تم تفعيل قوانين الإتحاد الآسيوي على أخطائها، وتنفيذها بالتساوي مع سائر المنتخبات «الفقيرة من الإمكانات المادية» قامت القيامة، وانتفخت أوداجهم وأعلنوها مدوية «أعمار المنتخب اليمني كبيرة»!! ياسبحان الله.. الآن.. وبعد أن بلغ اليمنيون صدارة المجموعة وفازوا على المنتخب الياباني بهدفين مقابل هدف؟! الآن.. وقد رسم الأحمر الصغير الابتسامة على ثغور الجماهير اليمنية، وأزاح الله الغمة والمعاناة عن منتخبنا الذي يعاني ظلم الأقربين، وشماتتهم التي ظهرت حتى على فضائيات عربية تستهجن فوز اليمن على اليابان، ويتلذذ بعض من يسمون أنفسهم نجوماً في كرة القدم بإعلان الاحتقار وعبارات التهميش والانتقاص من الفوز اليمني على اليابان حامل بطولة آسيا 6002م. إن من تابع فضائية «النيل سبورت» لا يسعه إلا الثناء والتقدير لمسئوليها والمعلق الرياضي الذي كان ينقل وقائع مباريات البطولة الآسيوية للناشئين بطشقند بأسلوب رائع، وبعيون رياضية، ترصد الفوارق العمرية بين لاعبي المنتخبات من خلال فنون اللعب، وتنفيذ التعليمات والتكتيكات، وأجاد المعلق ل«النيل» في نقل المباراة بحيادية دون الكلمات والعبارات المحملة بمعانٍ تسيىء إلى المناخات التنافسية الرياضية، وترسي أسساً للشد والجذب بين العرب في كل بطولة. صحيح أن الإمكانات المادية يمتاز بها المنتخب الإماراتي، والماليزي والياباني، وصحيح جداً أن الأحمر اليمني الأضعف بنية جسمانية، لكنه لم يكن جسراً لتعبر عليه تلك المنتخبات، ويرفض لاعبونا بحماسهم وفدائيتهم وحسن انتشارهم وامتصاصهم للصدمتين في مباراتي الإمارات وماليزيا، وذلك كله أثمر فوزاً مهماً على اليابان في المهمة الأصعب، ومالا يفهمه بعض مسئولي منتخبات الأشقاء أن المال ليس وحده الذي يجلب الفوز، كما أن استخدام الفيتو ضد المنتخب اليمني في الإتحاد الآسيوي في كل مسابقة ونهائيات كأس آسيا يشارك فيه المنتخب الأحمر الصغير يشير إلى أن الاستقصاد والتربص تكتيك مبيت، ومعد مسبقاً كوسيلة احتياطية لاستخدامه في الوقت المناسب، واللحظة الحرجة، ولأن الأبيض الإماراتي فقد التأهل أولاً من خلال الخطأ الذي ارتكبه الجهاز الفني بإشراك لاعب موقوف، وثانياً من خلال الخسارة القاسية من المنتخب الياباني حامل اللقب لآخر بطولة آسيوية للناشئين. عقدة العاجزين ..إنها «عقدة العجز» التي يستنسخها إداريون فشلوا في الوصول بمنتخباتهم إلى النهائيات، أو تجاوز المرحلة الأولى من النهائيات الآسيوية، مما جعلهم في حيرة من وقع الكارثة الكروية، فينظرون يميناً وشمالاً، فيلجأون إلى الحيلة للنفاذ بجلودهم من المحاسبة على التقصير، ولكي لا يايقالون من مناصبهم وتوجه إليهم سهام الملامة.. وبحثاً منهم عن مخرج يستعيدون به بعض ماء الوجه الذي فقدوه من فشلهم في أداء ماعليهم من مهام، وتحقيق طموح وآمال الجماهير الكروية بالتأهل.. فيجدون في المنتخب اليمني شماعة مناسبة لتبرير ذلك فهوالذي كان نداً وقوياً وشجاعاً في الميدان، وانتصر بضآلة إمكاناته المادية، عليهم.. ولا يوجد له من يدعمه لوجستياً في اتحاد آسيا، وهذه هي نقطة الضعف لدى المنتخب اليمني دائماً، وهي ذاتها نقطة القوة التي تمارسها بعض المنتخبات ليسكتوا عن أخطاء منتخباتهم ومنتخبات مقربة إليهم.. ولذلك لا تسألوا عن التخلف والتراجع للكرة الآسيوية بمقابل الكرة الأوروبية والأفريقية والأمريكية اللاتينية.. فكل من له يد في اتحاد آسيا يمتلك القدرة على ترجيح كفة من ليس له حق قانوني، ويطمح بآمال المنتخبات الفقيرة والنامية مادياً، ويتفهم أطروحات ورغبات بعض المنتخبات الغنية وذات التواجد في كيان اتحاد آسيا. احتجاج بدعم لوجستي .. فليس غريباً أن يلجأ الإتحاد الإماراتي لكرة القدم إلى رفع مذكرة احتجاجية للتشكيك في أعمار لاعبي منتخب بلادنا، وذلك لأنه يعتمد على دعم لوجستي داخل الكيان الإتحادي الآسيوي، كما فعلت قبله اتحادات عربية خسرت من المنتخب اليمني ولم تجد أمامها سوى التشكيك بأعمار اليمنيين!! ومع أنهم عام 2002م نجحوا في إقامة العقوبة على منتخب بلادنا وتوقيفه عن البطولة 6002م وتوقيف بعض لاعبينا الأربعة ثم أتبعوهم بقائمة أخرى فإن منتخب الأمل عام 3002م في نهائيات كأس العالم بفنلندا قدم أجمل المستويات وكان الند والمقارع لمنتخبات البرازيل والكاميرون والبرتغال، ونال بجدارة جائزة أفضل منتخب آسيوي للناشئين، وكانت تلك الجائزة اعترافاً بالظلم الذي ارتكبه الإتحاد الآسيوي بإيعازٍ من بعض الإتحادات الخليجية التي شعرت بالإحراج وعادت لتعترف بأنها تسرعت في الحكم على ناشئي اليمن، وأقرت في برقيات التهاني التي رفعتها إلى الإتحاد اليمني لكرة القدم آنذاك برئاسة محمد عبداللاه القاضي أقرت أن المنتخب اليمني قد شرف الكرة العربية ومثلها خير تمثيل وحملت تلك البرقيات اعتذاراً متضمناً الإقرار بأفضلية اللاعب اليمني من حيث الروح العالية والنفس الكبير، والعزيمة التي امتاز بها عناصر المنتخب. .. فيا أيها الشامتون.. إن الأحمر الصغير كبير.. نعم كبير في روحه المعنوية، وحبه لوطنه، وكبير في طموحه وهو أكبر من عجزكم، وكبير جداً لأنه دهس الخوف فكان ناشئونا كباراً في شجاعتهم وجرأتهم بمواجهة المرعب الياباني، فيما لجأتم إلى تحقير إمكاناته الإبداعية وتصغير حجمه، وصدمتكم الحقيقة الحمراء للمنتخب اليمني وليس لنا في الختام سوى الدعاء لرب العالمين أن يحفظ لنا هذا المنتخب الناشئ، ويعين لاعبينا على تجاوز محطة الأخضر السعودي، فلا يفصل بين بلوغنا نهائيات كأس العالم للناشئين سوى تجاوز السعورية وإن شاء الله نعيش جميعاً أوقات سعيدة، وبإذن الله ستزول مذكرة التنغيص التي رفعها الإتحاد الإماراتي، ولكل جماهيرنا الكروية المؤازرة بقلوبها ودعائها، أمنياتنا التوفيق غداً الأحد للأحمر الناشئ.