لم تصل عقدها الثاني بعد ومع ذالك فلها في عالم القصيدة صولات وصولات , إنها بشرى الوليدي شاعرة قادمة إلى عالم القصيدة بسرعة الضوء قيثارة تنبثق من أحرفها نورانية تتسلل إلى أفئدتنا رغم مشاغلنا التي لا تنتهي . شباب الجمهورية التقتها وكان لنا هذا الحوار : من هي بشرى الوليدي ؟ شاعرة تبحث عن مكانها في سماء الشعر والكلمة . كيف كانت بداياتك في كتابة الشعر ؟ في البداية كانت الكتابة شغفا يزور النفس والخاطر ثم ما لبث أن أصبح هاجسا يلازمني ويطرح بين أوراقي تأملات الروح والعواطف حتى احتلني الشعر وجعلني أحد من يزلزل عرش الصمت في زمن الثرثرة التي تعدم فيه الحقيقة وتدثر معاني الكلام . متى تعتنقك القصيدة ومتى تخاصمينها ؟ عندما يلف طيفها مخيلتي لأول مرة أعتنقها وأتوه في الخيال الذي يأخذ نسمات الواقع وهمومه وتعنتات الزمن المرير .. وتهجرني حينما تعدم على أبوب العجز وعدم القدرة على إيصالها إلى عالمها الحقيقي لتتجانس مع أخواتها وتحلق في سماء قرائها . ما رأيك بقصيدة النثر وما لذي يدهشك فيه ؟ بعيدا عن رأيي الأدبي فيها يكفي أنها الأداة المشروعة الوحيدة التي بيدي , جعلتني أتكلم في زمن عدم فيه المتكلمون على منضدة الضعف والكتمان , ويدهشني فيها أنها الدرب الوحيد الذي يقاسمنا البساطة ويحملنا على أجنحة أرق المشاعر بأجمل لغة وأوجز صورة أنها لحق شاطئ نرسم فيه ملامح القصيدة . بمن تأثرت من الشعراء ؟ لا أعلم بمن تأثرت لأني أؤمن بأن لكل شاعر أسلوبه الخاص ونظرته المختلفة في طرح وسرد أفكاره في القصيدة ولهذا فأنا أحب أن آخذ من كل محراب صلاة أبحر معها في سماء الشعر والإبداع ؟ ما هي الرسالة التي تودين إيصالها من خلال القصيدة ؟ لا أظن أن للشاعر رسالة واحدة يجب أن يطرحها بين يدي قرائه من خلال قصائده , بل لكل قصيدة رسالة إن لم تكن رسائل عدة خصوصا حين تأتي فكرة القصيدة من واقع الناس ومن عثرات كبواتهم لكن في النهاية يظل الشاعر عاجزا عن وصف كل ما يجيش في خاطره مهما بلغت قدرته في صياغة الشعر بماذا تحلمين ؟ ليس هناك من لا يحلم بل وبالكثير لكن هل كل ما نحلم به واقعيا أم خيالا يسرق أحلى أيامنا ويدثر أغلى أمانينا . فلكل له أمل يحتضنه وينبض فيه العزيمة والإصرار للمضي رغم ما قد يلاقيه من العوائق والصعوبات التي تحد من تطلعاته لكن يظل أمل وحلم كل شخص حاضرا للعمل والاستعداد للبذل والعطاء وإن كانت أحلامي كثيرة لكن أقربها إلى قلبي أن يأتي اليوم الذي تزور قصائدي كل المحافل والفعاليات والمكتبات المحلية والعربية . متى يأسرك الصمت ؟ عندما تأسرني الفرحة وعندما أرى الآخرين وهم يلملمون أشتات سذاجتهم بكبرياء . لمن تكتب بشرى الوليدي؟ لمن كبلت نفسها بالضعف ووضعت خلف قضبان الجهل وضاعت بين أطراف سيوف أ بنائها المتقاتلين الأحياء . هناك من يقول أن القصيدة العربية محاصرة بين بحور الفراهيدي وقواعد سيبويه الأمر الذي يستلزم الثورة عليها فهل أنت مع هذه المقولة ؟ إن القصيدة العربية وكل شاعر عربي مدينون لهؤلاء الذين أزخروا الشعر جمالا رونقا واستطاعوا أن ينظموا لا أن يحاصروا قواعد كتابة القصيدة بنظم وضوابط وميزان ما زلنا نتتلمذ حتى نتقن ذلك الجرس الموسيقي الذي يسلب القلوب ويخطف الأسماع, ذلك الوزن الذي يحملنا إلى دفء الماضي وعبق الأصالة والصحراء , ومهما أتقنا حداثة القصيدة فهذه الحداثة ورغم قوتها فإنها لا تنبع إلا من ذاك المنبع الثري الذي نقف فيه أمام ماضي القصيدة العربية عاجزين عن إخماد نار قوتها ورصانتها وذوقها الرفيع . - كلمة تودين قولها في ختام الحوار هناك الكثير لكني سأغتنم الفرصة لأقول دعونا جميعا من الشعارات الكاذبة والكلمات التي لا تنتمي للواقع بشيء حقيقي , أضعنا الكثير وما زلنا نبجل الباطل في صوامع الصمت ونساير الواقع حتى....... . لكن هل سيظل الواقع يسامرنا وإلى متى ؟