عصام سالم رئيس القسم الرياضي بجريدة الاتحاد الإماراتية منتخب ال IRM يستحق منتخب الناشئين لكرة القدم «الإمارات» الذي ودع البطولة الآسيوية التي تجري حالياً في طشقند من الدور الأول لقب منتخب ال IRM ولمن لا يعرف ال IRM نشير إلى أنها الفحوص الطبية التي تجري بالرنين المغناطيسي للكشف عن أعمار اللاعبين ..! وعن طريق ذلك الفحص ثبت أن منتخب طاجكستان لم يلتزم بالسن المقررة فاستبعده الاتحاد الآسيوي وحرمه من المشاركة في هذه النهائيات مما أفسح المجال أمام منتخب الإمارات الذي حل رابعاً في تلك التصفيات بالمشاركة في النهائيات. وبعد اعتبارها خاسرة أمام اليمن 0-3 طالب بإجراء الفحوصات للاعبين اليمنيين لوجود شكوك في أعمارهم ، وبدلاً من عودة الفريق إلى البلاد «السبت» انتظر لمدة 42 ساعة لعل وعسى يقرر الاتحاد الآسيوي استبعاد اليمن وإبقاء الإمارات ، لكن القرار الآسيوي جاء بما لا تشتهي البعثة وتقرر اعتماد مباريات الدور الأول وخروج الإمارات واستمرار اليمن الذي سيواجه السعودية اليوم « الأحد ». ولا أفلام هتشكوك بين ليلة وضحاها تحول منتخب الناشئين من متهم·· إلى بطل·· وبدلاً من أن يحزم حقائبه ويعود بخفي حنين من النهائيات الآسيوية إذ به يعود الى البطولة ويواجه أستراليا ويكسبها بثلاثة أهداف لهدفين ليصعد لنهائيات بطولة العالم للناشئين في نيجيريا العام المقبل· وبين ليلة وضحاها تحول الأبيض من كونه أحد فريقين عربيين يغادران من الدور الأول، إلى الفريق العربي الآسيوي الوحيد الذي يشارك في مونديال نيجيريا · إنها قصة أغرب من الخيال، فالأبيض الصغير كان قد ودع البطولة بفوزه بالمركز الثالث في مجموعته خلف اليمن واليابان بعد أن دفع فاتورة الخطأ الإداري، وبادر بالاحتجاج على إشراك المنتخب اليمني لاعبين فوق السن المقررة للبطولة، ولكن الاتحاد الآسيوي رفض الاحتجاج مما يعني انتهاء مهمة الأبيض في البطولة، وهو ما ورد على موقع الاتحاد الآسيوي وكذلك على موقع اتحاد الكرة الإماراتي·. من جانبنا نؤكد أن عدم المغادرة توحي أن في الأمر شيئاً. وأنهى الفريق ليلته دون أن تلوح في الأفق أي بوادر لتغيير هذا الوضع، ولكن الأبيض استيقظ على واقع جديد، احتجاج الاستراليين على منتخب اليمن خشية أن يقابلهم اليمن الذي كان من المقرر أن يلاقيهم في رُبع النهائي، نقول نحن هذا مبرر غير منطقي مع أنه شرف لليمن الذي فرض ناشئوها هيبة أخافت استراليا والسعودية .. وهكذا أسفر سيناريو الاحتجاج الاسترالي بإبعاد اليمن وتغيير خط سير المنتخب الإماراتي المتجه إلى المطار إلى ملعب المباراة .. فهل يعقل استبدال توقيت اقلاع الطيران بعد لعب المباراة .. وهذه لغة لا تفعلها فرق الحواري. واجتمعت لجان الاتحاد الآسيوي وقررت قبول الاحتجاج الاسترالي بعد أن ثبت أن وسام الورافي اللاعب اليمني يفوق عمره السن المقررة للبطولة وانه شارك في كل مباريات فريقه بالبطولة فتقرر اعتبار منتخب اليمن خاسراً أمام ماليزيا صفر/3 وخاسراً أمام اليابان صفر/3 مع إلغاء نتيجة مباراته مع الإمارات التي كان الاتحاد الآسيوي قد احتسبها لصالح اليمن 3/صفر بعد الخطأ الإداري الذي ارتكبه منتخب الإمارات بإشراك لاعب لا يحق له قانونياً أداء أول مباراة لفريقه بالبطولة، وإزاء العقوبة التي تعرض لها منتخب اليمن تقرر إلغاء فوزه على الإمارات واعتبار المباراة كأنها لم تكن· ولشد ما كانت مفاجأة منتخب الإمارات وهو يتأهب للتوجه الى المطار في رحلة العودة الى الإمارات عندما أبلغه المنظمون بأنه سيواجه أستراليا في رُبع نهائي البطولة، وجاء القرار قبل المباراة بأربع ساعات فقط· وبدلاً من أن يرتبك منتخب الإمارات، إذ به يستعيد كل حيويته ويعتبر المباراة بمثابة طوق نجاة وفرصة العمر لتحقيق إنجاز بدا وكأنه ذهب مع الريح! ونجح الأبيض الصغير في استثمار الموقف وأكد خطأ حسابات البعثة الاسترالية التي بذلت أقصى الجهد لإقصاء منتخب اليمن وإعادة منتخب الإمارات الى البطولة من منطلق أن مواجهة منتخب اليمن أول المجموعة على حساب اليابان تبدو أصعب من لقاء منتخب الإمارات الذي لم يكسب سوى ماليزيا في الدور الأول وخسر بالستة أمام اليابان· ودفع الاستراليون فاتورة حساباتهم وسجل الأبيض الصغير هدف الفوز والتأهل في الدقيقة 09 ليصعد منتخب الإمارات لمونديال الناشئين في نيجيريا، بينما عادت البعثة الاسترالية الى سيدني! أصدق تعبير عما حدث لمنتخب الإمارات ما ذكرته قناة العربية بأنه أشبه بأفلام هتشكوك·· وهي بالمناسبة أفلام رعب تحبس الأنفاس ومن الصعب أن تتكهن بنهايتها! الصعود للمونديال للمرة الثانية بعد إيطاليا 1991 مكسب لمنتخب الناشئين لكنه لا يقلل من خطورة الخطأ الإداري الذي كاد يطيح بآمال الفريق بالبطولة· فحوصات ال MRI صعدت بمنتخب الإمارات الى النهائيات، ومنحته فرصة اللعب في رُبع النهائي، حيث الفوز على استراليا والتأهل لنهائيات المونديال· إبعاد منتخب الإمارات ثم العودة الى البطولة قبل 4 ساعات فقط من مباراة رُبع النهائي·· سيناريو لا يحدث إلا في الدورات الرمضانية!·
الأحد - الاثنين 12-13-010-2008م نقلاً عن جريدة « الاتحاد » الإماراتية