تسكن في الشعر وتنهل من معين الحرف الذي لا ينضب فجأة.. تكتشف أنها امتلكت قصيدة وأخرى خاطرة, عازمة على مواصلة التحليق في عالم الكتابة رغم تشوهات المشهد الثقافي ,ولا تعرف عن نفسها إلا القليل.. إنها الشاعرة “ أميرة عبدة قائد” مبدعة تبعث الشجن في الجهات حينما ينبض قلبها إبداعاً , تحتسي التفاصيل كلماتها المشعة شاعرية ,تستوقفك لتقرأ لها بينما تواصل صعود الكراسي الموسيقية لترسم مدينتها الفاضلة بعيدا عن أناس احترفوا صلب الأماني بين شفتيها، «شباب الجمهورية» التقتها وكان لنا هذا الحوار : بطاقة تعريفية ؟ الاسم: “أميرة عبده قائد” أو “شجون الدهر” تاريخ الميلاد: 26سبتمبر 1982م المؤهل: بكالوريوس تربية قسم “علوم الحياة “. العمل: طالبة في جمعية معاذ العلمية لخدمة القران الكريم والسنة النبوية. ماذا تعرفين عن أميرة عبده ؟ إنها (( لغة لا تٌفهم .. آية من الشجن المغرق في المحيط بعمق الدهر وأناسه الذين يرتشفون من حدقتاها الأمل ويتركون مكانه ندبة َسوداء تعبيراَ عن الشكر الذي لم ترتجيه يوما ما في مشوارها الطويل نحو الشمس )) وما عدا ذلك لا أعرف . ما الذي يدفعك للكتابة ولمن تكتبين ؟ لا أدري لكني فجأة أبحث عن القلم وقصاصة ورق وأبدأ الكتابة كأني خارج نطاق الوعي وعندما أنتهي أكتشف ماذا كتبت : قصيدة ( كلاسيكية – تفعيلية ) أو نثر ( قصة – خاطرة ) . وأكتب لكل شيء يثير الشجن ولكل شخص تثير كلماتي جوارحه. ماذا تعني لك القصيدة ؟ وهل لها طقوسها الخاصة ؟ القصيدة بالنسبة لي حالة شعورية غير محكومة ( قد تكون أحيانا ذهيبة ) لا أعرف متى بدأت أو كيف لذلك لا أعلم لحظة الميلاد وبالتالي لا طقس معين لكتاباتي إنما لكل قصيدة طقسها الخاص . أين تجدين نفسك في الشعر أم في القصة ؟ الشعر عالمي الخاص إذا صح التعبير فالشعر: نبضات قلبي المستمرة بينما القصة نبضة في حالة استثنائية نادرة الحدوث. هل أنت متعصبة للعمود ؟ متعصبة للإبداع. أتؤمني بقصيدة النثر وطلاسمها المعقدة ؟ أنا أؤمن بالإحساس الصادق والكلمة المبدعة بغض النظر عن القالب الذي يحتويها ولو أن من قصائد النثر - كما تفضلتم – طلاسم معقدة ولكن ليست جميعها فالبعض منها يشعرك أنها إبداع بغض النظر عن التسمية . ما الذي تبقى من الشعر ؟ جله في اعتقادي لأن لكل زمن مفرداته الخاصة للتعبير عن انفعالاته الخاصة به وعالم بدون شعر مختل نفسيا . هل هناك أدب نوعي(رجالي - نسائي ) ؟ لا أظن لأن الكاتب – وأقصد الجنسين – يكتب بصيغة المذكر والمؤنث فهما مسميان لشيء واحد هوا لإبداع. هل لدينا نقد ونقاد ؟ أكيد لدينا نقد لأن الإنسان- في رأيي – ناقد بالفطرة لكن النقد لدينا ما زال في مرحلة الطفولة المبكرة ولا يخلو الأمر من بعض الاستثناء . من خلال اطلاعنا على المشهد الثقافي نجد أن هناك الكثير من المبدعات اللواتي اختفين عن الساحة الإبداعية - بين عشية وضحاها - ولم يكملن المشوار ماذا عنك ؟ أعتقد أن أحلام المبدعات اللواتي اختفين عن المشهد توقفت هناك في المكان الذي توقفن فيه أو ربما أن إيمانهن بأحلامهن وإرادتهن لم تكن كافية لمواصلة المشوار, ولا أنوي أن أكون إحداهن. إن شاء الله . هل هناك معوقات مجتمعية تقف أمام المرأة المبدعة وكتاباتها ؟ بلا ريب خصوصا في مجتمع مثل مجتمعنا ما زال يعاني من نسبة عالية من الأمية. هل للمؤسسات دور في صياغة المشهد الثقافي؟ للمؤسسات دور في صياغة أي مشهد لكن ليست أ ي مؤسسات إنما تلك التي خرجت من طور السبات . ألك هوايات غير الشعر والقصة ؟ مع أني لا أعتقد بأن تسمية الشعر والقصة ب (هواية ) تسمية صائبة لكن من بعض هواياتي الرسم أحيانا وغالبا ما تكون شخصيات كرتونية بالإضافة إلى الهواية الأكبر وهي القراءة . هل لقصائدك رسالة محددة ؟ إن لي في كل واد بيت شعر يعني أن لكل قصيدة رسالتها الخاصة التي قد لا يفهما البعض. أين تقف أحلامك ؟ في اللانهاية. هل أنت تشاؤمية ؟ كنت. لماذا أنت شاردة ؟ ربما بتأثير اللاوعي أبحث عن مدينتي الفاضلة . أتحاصرك الغربة ؟ ومتى تموت على شفتيك الأماني؟ نعم تحاصرني وتموت الأماني عندما أكتشف أني غريبة في الوسط الذي كنت أعتقد أني جزء منه. لماذا يطغى الألم على قصائدك ؟ لأن الجرح أو الوجع دائما يترك أثرا بينما الابتسامة عابرة وغالبا لا تترك أي أثر. متى تكونين باسمة ؟ عندما أجد نفسي في المكان والمكان الصحيحين . ما هي الرسالة التي تودين توجهيها للشابات المبدعات؟ قال تعالي (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) صدق الله العظيم . دليل على أن التغيير يبدأ من الذات والذات فقط فاتركي عنك ((الترهات )) المسماة بحقوق المرأة وابحثي عن المرأة الموجودة في داخلك عندها لن يستطيع أحد انتزاع حقٍ من حقوقك المشروعة . ففي داخلنا إنسان لا نعرف عنه الكثير رجالا ونساء . ماذا تعني لك المفردات التالية؟ الانتظار :مشوار ذا نهاية متوقعة لكنه لا يخلو من المفاجآت. اللحظة: قد تكون بؤرة تحول بين عالمين مختلفين. الآه : جزء من كنه البشر . الطريق : رحلة انتهت أو ابتدأت . الخضوع: الانحناء أمام الرياح الشديدة. الرحيل: مشوار لأمل جديد. الزواج تجربة ذات احتمالين: الأول : نجاح يؤدي إلى واحة أمل وابتسامة متجددة. الثاني : فشل يؤدي إلى بؤرة ألم طويل الأمد لأكثر من شخصين . كلمة أخيرة تودين قولها في ختام حوارنا هذا؟ شكرا لكل من يحمل هم الإبداع والمبدعين.