سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جهود حثيثة لتقليص نسبة الأمية ال8 من يناير محطة تقييمية لمراجعة مسيرة الكفاح ضد الأمية وإزالتها من أوساط المجتمع، حيث تحتفي البلدان العربية ومنها اليمن بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية
تحتفي الجمهورية اليمنية اليوم الخميس مع سائر الدول العربية باليوم العربي لمحو الأمية والذي يصادف الثامن من يناير من كل عام. ويأتي هذا الاحتفال في وقت يسعى فيه جهاز محو الأمية وتعليم الكبار إلى تقليص نسبة الأمية وتخفيض معدلاتها وصولاً إلى مجتمع بلا أمية بنهاية عام 2020م، وذلك بدفع عدد الدارسين إلى 150 ألف دارس ودارسة بنهاية العام 2009م وزيادة عدد المعلمين والمعلمات في مراكز محو الأمية إلى 60 ألف معلم ومعلمة وفتح سبعة آلاف غرفة نشاط وفصل دراسي. وحسب رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار أحمد عبدالله العوذلي:” فإن العام الدراسي الحالي شهد تطوراً كمياً ونوعياً في مجال العمل الميداني لمحو الأمية، حيث بلغ اجمالي عدد الدارسين والدارسات في صفوف محو الأميه وتعليم الكبار في مختلف المحافظات بلغ 128 ألفا و 465 دارسا و دارسة، فيما بلغ عدد الدارسين و الدارسات في صفوف المهارات 8 آلاف و 531 دارسا ودارسة منهم 8 آلاف و عشر دارسات لمهارات نسوية و 521 دارسا لمهارات أساسية . ويؤكد رئيس جهاز محو الأمية ارتفاع أعداد الفصول الدراسية في مختلف المحافظات إلى خمسة آلاف و 588 فصلاً دراسياً لسنوات الأساسي و المتابعة،إلى جانب استكمال عدد من المشاريع، منها مبنى الجهاز الجديد بأمانة العاصمة الممول من البنك الإسلامي للتنمية بتكلفة 200 ألف دولار، ومبنى الإدارة العامة لمحو الأمية بمحافظة شبوة، ومبنى الإدارة العامة لمحو الأمية بمحافظة صعدة . وأوضح العوذلي أن الجهاز قد انتهى مؤخراً من تأليف وتطوير وطباعة مناهج خاصة بمحو الأمية وتعليم الكبار في بادرة هي الاولى في تاريخ محو الأمية في بلادنا، والتي يجري حاليا تدريسها في فصول محو الأمية في مختلف محافظات الجمهورية، كما تم الانتهاء من طباعة مرشد المعلم لمرحلة المتابعة ، والبدء في تأليف كتب مراكز التدريب الأساسي بواسطة مؤلفين متخصصين، وطبع 7 آلاف نسخة لكتيبات ثقافية خاصة بالتحرير من الأمية بغية إعطائهم فرصة للإطلاع على مختلف المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، ناهيك عن طبع خمسة آلاف نسخة من كتب المهارات الحياتية. وأهاب رئيس جهاز محو الأمية، بالمنظمات الجماهيرية والجمعيات والمؤسسات الرسمية لمضاعفة الجهود لتنفيذ برامج محو الأميه وتعليم الكبار، للقضاء على هذه المشكلة الخطيرة على مجتمعنا اليمني . إحصاءات تربوية : وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الجهاز لزيادة عدد الدارسين والدارسات في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، إلا أن عدد الأميين حسب وثيقة صدرت عن الجهاز نفسه من المتوقع أن يرتفع خلال الخمس السنوات القادمة عما هو عليه الآن من خمسة ملايين و 545 ألف شخص، إلى أكثر من سبعة ملايين أمي مالم يتم معالجة المعوقات التي تعترض عمل الجهاز والتي من أبرزها نقص المعلمين، وشحة الإمكانيات المادية والنفقات التشغيلية لفروع الجهاز في المحافظات . نسبة الأمية والواقع الحقيقي يبدو جليا لما تعكسه الأرقام عن أعداد الأميين في بلادنا، حيث انخفضت نسبة الأمية حسب التعداد السكاني للعام 2004م من 56 % الى 45.7 للفئة المستهدفة عشر سنوات فأكثر بمقدار ( 10.2 % )، فيما انخفضت نسبة الأمية في الحضر بنحو 25.8 في المائة وفي الريف بنسبة 54.3 في المائة وفقا لتقرير رسمي حديث . وذكرت وثيقة رسمية ان نسبة الانخفاض للامية بما يقارب 20 % جاءت في محافظات: حضرموت، ابين تليها المحافظات الحضرية بنسب تصل ما بين 10 الى 15 % في كل من أمانة العاصمة وعدن . وأكدت الوثيقة الصادرة عن جهاز محو الامية وتعليم الكبار ارتفاع نسبة الأمية إلى 50 % في محافظات الجوف، صعدة، حجة، ريمة”، من إجمالي عدد سكانها, تليها عمران، المحويت، ذمار، الحديدة ، بنسبة 40 % , و لحج، إب، صنعاء، شبوة، تعز، البيضاء، الضالع، مأرب، المهرة بنسبة ما بين 30 الى 39 %.. مرجعة أسباب ذلك للفجوة التمويلية والفقر . وعزت الوثيقة أسباب ارتفاع نسبة الأمية خاصة في أوساط الإناث بأنه يعود إلى عدم الالتزام بسن القبول في التعليم الأساسي ونقص المعلمات، وبعد المدارس عن مواقع السكن خاصة في المناطق الريفية بسبب التشتت السكاني، واتساع رقعة الفقر، ناهيك عن ارتفاع الفجوة التمويلية لقطاع التعليم الأساسي الذي يتطلب موارد مالية تبلغ 29 مليوناً و 352 الف دولار بحسب الوثيقة . دعم حكومي : من جهتها تؤكد الجهات الحكومية المعنية حرصها الشديد بتعزيز وتطوير قطاع التربية والتعليم بمختلف مستوياته ومراحله التعليمية، ورفده بالكوادر المؤهلة والمتخصصة من ناحية، ودعمه بالامكانيات المادية من ناحية ثانية . وقد كشف تقرير حكومي صدر حديثا عن أن الحكومة رفعت مستوى الانفاق على التعليم بمختلف مستوياته إلى 231,2 مليار ريال حتى أواخر عام 2007 وذلك بمعدل نمو بلغ في المتوسط 17 % وهو ما يعادل نسبته 5,8 % من الناتج المحلي الإجمالي و 14,3 % من إجمالي الموازنة العامة للدولة. وقال التقرير الصادر عن المجلس الأعلى لتخطيط التعليم- حصلت” الجمهورية على نسخة منه :”إن التعليم العام استحوذ على النصيب الأكبر من بين تلك النفقات بمعدل 160,671 مليار في حين احتل التعليم العالي وما في مستواه الترتيب الثاني بنحو47,401 مليار في حين أخذ التعليم الفني 23,146 مليار ريال. وفي حين أكد التقرير أن الحكومة اليمنية رفعت إنفاقها خلال السنوات الأربع الأخيرة بما يقدر ب(97) مليار ريال، الا انه أشار في نفس الوقت إلى انخفاض مستوى الإنفاق الحكومي على التعليم بشكل تدريجي في نسبته بالموازنة العامة وفي الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة المقارنة حيث لم تشكل في العام الماضي سوى ما نسبته 13,7 % مقارنة مع 14,3 % خلال العام الذي يسبقه من إجمالي النفقات العامة للدولة. وعلى ذات السياق قالت إحصائية رسمية حديثة أن معدل إلتحاق الإناث بالتعليم قد ارتفع خلال العام الدراسي 2007 - 2008م 54 % مقابل 76 % للذكور بزيادة عن العام الدراسي السابق بمقدار (5) نقاط لدى الإناث ونقطة واحده لدى الذكور. وكشف تقرير حديث صادر عن اللجنة الوطنية للمرأة ان نسبة التسرب من المرحلة الأساسية للإناث بلغت 15 % و13 % بالنسبة للذكور.. وارجع التقرير تسرب الإناث من التعليم لأسباب متعددة أهمها التحيز الإجتماعي وعدم توفر المعلمات والظروف المعيشية للأسر وتفضيل الذكور عن الإناث للبقاء في التعليم.. داعيا الى حشد الطاقات والجهود لمكافحة الامية في صفوف النساء وبالذات في الريف لرفع مشاركة المرأة في التنمية . منظمات دولية : الى ذلك فقد توقعت منظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم في تقريرها السنوي “التعليم للجميع 2008م” ان يرتفع عدد الأميين في العالم العربي 55 مليون أمي بحلول العام 2015م.. مشيرة الى ان العام 2000م شهد عدم التحاق أكثر من 6 ملايين طفل بمنظومة التعليم المدرسي الأساسي.. وكشف تقرير اليونسكو ان نسبة الأمية في الوطن العربي مرتفعة مسجلة نسبة تزيد عن 28 % لدى البالغين فيما يوجد نحو 70 مليون أمي بينهم 12 مليون طفل في مرحلة الالتزام الدراسي وهم خارج منظومة التعليم النظامي . ووفقا لتقرير المنظمة الأممية فان معدل معرفة القراءة والكتابة بين سكان الوطن العربي يبلغ 54.82 %، فيما معدل نشر الكتاب في العالم العربي لا يتجاوز نسبة %7، وكذلك فإن نصيب كل مليون عربي من الكتب لا يتجاوز ثلاثين كتاباً، مقابل 584 لكل مليون أوروبي، و212 لكل مليون أمريكي . ومن معطيات الصادمة في التقرير، فقد احتلت مصر المرتبة الأولى ب17 مليون أمي، يليها السودان ثم الجزائر والمغرب واليمن، في حين احتلت الرتب الأولى في باب نقص الأمية كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر، ثم البحرين والكويت.. وفي أخر تقرير لها عن أحوال القراءة في الوطن العربي ذكرت المنظمة ان المواطن العربي يقرأ 6 دقائق في السنة بينما المواطن الأوروبي يقرأ ما معدله 6 ساعات سنويا ، وفي الوطن العربي يصدر كتاب لكل 350 الف مواطن ، كما تراجعت صناعة الكتاب في العالم العربي الى حد لا يتجاوز 29 عنوانا لكل مليون نسمة مقارنة ب 725 عنوانا في البلدان المتقدمة . الأمية وظاهرة القراءة : وفي حين تعد ظاهرة الأمية - وتعني عدم معرفة القراءة والكتابة والإلمام بمبادئ الحساب الأساسية- تعد عائقا رئيسيا أمام الجهود الرامية إلى إحداث نهضة تنموية شاملة في العديد من المجالات.. فإنها تتصدر قائمة الأسباب الرئيسية التي تقف وراء تدني ظاهرة القراءة في الوطن العربي . كما يعزي خبراء واكاديميون ومختصون في التخطيط التربوي، تفشي ظاهرة الأمية في البلاد العربية عموما، الى أسباب سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، وأبرزها حسب ذكرهم يتمثل في:” الزيادة السكانية الكبيرة في البلاد العربية، وضعف الكفاية الداخلية لانظمة التعليم التي تؤدي إلى تسرب الأطفال من التعليم، وعدم تطبيق التعليم الإلزامي بشكل كامل في معظم اقطار الوطن العربي، إضافة إلى عجز معظم الحكومات العربية عن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية التربوية، وصولا الى عدم جدوى الإجراءات التي تتخذ بشأن مكافحة الأمية وتعليم الكبار، ناهيك عن تدني مستوى المعيشة وانخفاض مستوى الدخل في معظم الأسر العربية . فيما يرجح آخرون أسباب تراجع الكتاب ومستوى الإقبال على قراءته بأنه يعود إلى كون ظاهرة القراءة عند المواطن العربي هي ظاهرة فردية وليست نظامية اجتماعيا كما في المجتمعات الأخرى.. محذرين من ان كثير من دور النشر العربي تسير وفق مصالحها فقط ويطغى عليها معيار الربح والخسارة.. مشيرين إلى تراجع مداولات سوق الكتاب العربية بيعا وشراءً وان حركة النشر العربية تشهد تراجعا خطيرا ومخيفا . الجدير ذكره أن الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية والذي يصادف الثامن من يناير من كل عام جاء بناءً على قرار مجلس الجامعة العربية سنة 1946م في اجتماعه الذي عقد بمدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية والذي خصص لمناقشة مشكلة الأمية في الوطن العربي وخطورتها على التنمية والشعوب العربية .. وقد أصبح هذا اليوم من حينها يوماً عربياً لمحو الأمية تحتفي به الدول العربية من خلال الوقوف التقييمي لمراجعة مسيرة الكفاح ضد الأمية وإزالتها من أوساط الشعوب العربية.