تلو كل المساءات التي لا يجابهها غير صمتك..استسلامك..تفكيرك هذا في اللاشيء... حلقة مفرغة إلا من بعض الأدخنة التي تشبه أشكالاً تعرفها،لكنها لا توجد إلا في خيالك.. الرصيف رداؤك الوحيد،ومسكنك الذي تتوسده كل ليلة دون أن تنبس... صقيع البرد يخالج الأشياء البيضاء التي تحويها “عظامك” التي لم يتبق لك سواها.. أغنية الريح تهدهد ظلك أينما كنت،وتبقى متسمراً كتمثال لا يعلم لم نصب،ولكنه ظل واقفاً هكذا دون سبب. نراك في الصباح..وعند الظهيرة وبعدها..وقبل وأثناء وبعد المساء..نراك في كل حين،ودون أن تلحظ تتلاشى بصمت يوماً بعد يوم.. اليوم رأينا لحافك الصخري مفرغ منك..لم تعد هناك على الرصيف،سمعنا أنك أختفيت وجاءت البلدية لتكمل المهمة.