هو أحد الكتب الحديثة في مجال التنمية البشرية للكاتب المصري كريم الشاذلي كتاب أكثر من رائع سيجعل كل واحد منا يفكر ويحاول أن يغير حياته نحو الأفضل، التقاط لبعض معاني الحياة، وتسجيلاً لمواقف وصور ذات أهمية فيها. حكمة سمعت.. قرأت..شوهدت قررنا اصطيادها خشية أن تطير، ونقدمها قرباناً لك! قصة رمزية تلخص حكمة، أو تشحذ همة، أو توجب عملاً، وأحببت أن أدونها ليسبح معها ذوو الألباب، ويستفيد من مغزاها طلاب الحكمة. عصير أيام من سبقونا..وحرارة تجربة مرت بنا..وفكرة ترجمت مواقف الحياة المتكررة، صاغت المعالم الخاصة بالأفكار التالية. وسنقوم بنشر فكرة من أفكار الكتاب الصغيرة كل أسبوع حتى يستفيد منه الجميع. الفكرة الأولى: حطم صنمك..! الأنانية والكبر والغرور، آفات تحيل حياة المرء منا إلى جحيم مستعر.. والذين يعيشون ولديهم هذه الصفات لاينعمون أبداً بالعيش الهانئ، ولايعرفون طعم السعادة التي يتذوقها من يعيش حياة البساطة والإيثار. إن «الأنا» ذلك الصوت السخيف بداخل المرء منا والذي يجعلنا دائماً في انتظار انبهار الآخرين بنا لهو شيء جداً مؤسف. ذلك الدافع الذي يجعلنا دائماً حريصين على أن يعرف الناس أننا أفضل منهم وأجمل منهم وأكثر إيماناً واحتراماً وانجازاً منهم لهو إشارة لخلل في تكويننا النفسي، ومرض يحتاج إلى علاج ولحظات صدق وتأمل بين المرء ونفسه. ومن عدالة الأقدار أنها تضع المتكبر تحت ضغط نفسي متواصل، فهو يخشى دائماً أن يكتشف الآخرين أنه أقل ممايدعي، فيبذل المزيد من الجهد ليخفي عيوباً، أو يبرز محاسن، تؤكد للجميع أنه كما يقول. على العكس من ذلك فإن المتواضع يُخفي من كنوز محاسنه، تحت رمال تواضعه، حتى إذا اكتشفها الناس أدركوا عظم وأهمية وقوة الشخص الذي يتعاملون معه والذي ماتفتأ الأيام تخبرهم عن عظيم خصاله وكريم طباعه. إن النفس تهوى الإطراء والتمجيد، لكن النفس التي يروضها صاحبها ويجبرها على أن تتسم بالتواضع وتحاول دائماً أن تظهر الجانب الأخير عند الناس هي التي تستشعر بصدق حلاوة العطاء وسكينة التواضع. الغريب حقاً أن الشخص الذي يئد كبره ويصفع غروره ويوقظ تواضعه هو شخص يتولى الحديث عن عظمته عمله, نعم أعماله العظيمة تتحدث نيابة عنه وتخبر الجميع بعظمته وجماله. وأحسن تفسير هذا الأمر وليم جيمس أبو علم النفس الحديث حين قال: أن تتخلى عن إعجابك بنفسك متعة تضاهي إقرار الناس بهذا الإعجاب ولكن إلى أن تجرب طعم هذه المتعة ذق بعضاً من تعب التعود على التواضع والبساطة. استمع دائماً أخي إلى الآخرين وكن شغوفاً بإشباع نزوتهم في الحديث عن أنفسهم، أما أعمالك وإنجازاتك وجميل صفاتك فاتركها تتحدث نيابة عنك..فهي أفصح منك لساناً..غرور. إشراقة: مايجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصي..فرانسوا دو لاروشفوكول الأسبوع القادم والفكرة الثانية «عش يومك».