يتجه الشباب بشكل مكثف نحو محاربة، ومكافحة الفساد، ثمة إستراتيجية غير معلنة لإشراك الشباب في عملية تبدو معقدة كثيراً على حد الشاب صدام مطيع أحد الشباب الناشطين في هذه المكافحة..الهيئة العليا لمكافحة الفساد تبدو حاضرة في جزئيات هذه الشراكة التي توجت الخميس الماضي بأول نشرة في اليمن والخاصة بالفساد. و”الكومكس”عبارة عن سيناريوهات مصورة صامتة؛ تصور أضرار انتشار الفساد في اليمن على الدولة والمجتمع – خصوصاً الأجيال القادمة - إلى جانب أنها عملت في السيناريوهات التي تحويها على ترك الخيار للمجتمع لتعزز مكافحة الفساد أو انتشاره؛ من خلال محاسبة النفس وتربية الأطفال تربية صحيحة بعيدة عن دفعهم نحو الفساد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. المشروع الذي أطلق عليه “فساد كومكس”، وبشراكة من ثلاث مبادرات شبابية “صحيفة الانطلاق الشبابية، مبادرة حراك، مؤسسة أوام للتنمية الثقافية”، تكونت النشرة التي وزعت خلال حفل التدشين من أربع صفحات ملونة بمقاس A3، حوت في مقدمتها نتائج مؤشرات منظومة الشفافية العالمية، وبين صفحاتها سيناريو حول نتائج الأطفال الذين يدفع بهم أولياء أمورهم والمجتمع المحيط نحو الفساد بطريقة غير مباشرة، إلى جانب سيناريو عن مدى تحول “حق القات” إلى قانون يعمل به في أغلب الأماكن التي تحتاج إلى مراجعة مستمرة.؛ وقد عملت المجموعة المنفذة لهذا المشروع ؛ على طرح رؤى وأفكار جديدة تم عرضها خلال الحفل؛ لضمان تطوير مستقبل الكومكس في اليمن ليعمل به المجتمع المدني؛ كونه وسيلة سهلة لمخاطبة فئات المجتمع المحلي الأقل ثقافة، على حد صدام مطيع “صاحب مبادرة حراك إحدى المبادرات المشتركة في ذات المشروع. الدكتورة. بلقيس أبو أصبع - نائب رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد- كانت حاضرة في حفل التدشين قالت ل”شباب الجمهورية” في حديث جانبي أن الهيئة التي تشغل فيها نائب رئيسها تؤمن بأهمية الشراكة مع منظمات المجتمع المدني، وبالمبادرات الشبابية التي تساعد على مكافحة الفساد، وهذه الفعالية اليوم رعتها الهيئة على حد قولها ضمن مشروع الشراكة بينها وال”ndi “، أبو أصبع التي ألقت كلمة في ذات الحفل وكانت مليئة بالإيمان العميق بالشباب وبتجربتهم الجديدة هذه، كانت قد قالت بأنها استفادت شيئاً جديداً هذا اليوم، وصار عندها أيمان بأن الشباب هم الأداة الأنسب للتغيير المجتمعي. مؤسسة تنمية القيادات الشابة تعد الراعية لهذا المشروع، حيث فاز كأول مشروع ضمن أربعة مشاريع تم تمويلها من قبل برنامج الشباب كأداة فاعلة لمكافحة الفساد والذي نفذته ذات المؤسسة التي ترأسها سلام الشهري من وصفت المشروع بالمهم، من خلاله يمكن أن نحدث نقلة حقيقية في الواقع. الشهري اعتبرت مشروع”فساد كومكس” فرصة للعمل في العاصمة، أو كما قالت لتنفيذ مشروع تتبناه المؤسسة في صنعاء، بعد كثير مشاريع تم تنفيذها في المحافظات الأخرى..وأضافت في حديثها ل”شباب” بأنه يمكن للمبادرات الأخرى الدخول والمشاركة في المشروع، فهو ليس مغلقاً، ولكنه مشروع سيستمر، وسيتطور بشكل دائم. وفي هذا الجانب تقول أسمهان الارياني”من فريق العمل – مؤسسة أوام” بأن المشروع سيضل مفتوحاً للمبادرات الأخرى، ولتحقيق شراكة مجتمعية حقيقية وفاعلة، قبل ذلك كانت قد تحدثت بأن الفكرة أساساً جاءت من تساؤل تم وضعه حول كيفية محاربة الفساد بشكل أو بفكرة جديدة، وخصوصاً فكرة شبابية تصل إلى الشباب وما بعدهم.وتم التركيز على مسألة التعليم التحولي كما قالت. الارياني تقول:”على اعتبار أن الشباب هم الفئة العمرية الأكثر حضوراً، فمن الطبيعي أن يكون هدفنا هو الشباب الشريحة التي من خلالها سنصل إلى الآخرين..لكونهم التغيير- الأمل- وصناع القرارات فيما بعد. المشروع الذي تبنته مبادرات شبابية اعتبرته سلام مميزاً لكونه جاء من غير المنظمات المرخص لها، وتبنته مبادرات شبابية، وينقسم المشروع إلى قسمين توعوي وآخر عملي تشاركي، ويرتكز على العمل الجماعي الطوعي. إلى جانب هذا المشروع هناك عديد مشاريع تبنتها مؤسسة تنمية القيادات الشابة، فهناك على سبيل المثال مبادرة خاصة بتوعية منظمات المجتمع المدني بمعرفة مواقع الفساد، ومبادرتين في ذات الإطار على حد سلام الشهري..التي عدت هذا المشروع كأهم مشروع أو مبادرة من بين الأربع المبادرات الأخرى. في ذات اللقاء حدث كثير من الجدل حول العدد الأول من النشرة، وواقعيته المفرطة، كما قال بعض المشاركين. الدكتورة بلقيس أبو أصبع قالت بأن الهيئة تعمل مع جميع الشركاء من المجتمع، وأفراد الشعب العاديين، لكون الفساد أصبح قضية مجتمع، فيجب بالتالي العمل على خلق وعي لدى المجتمع ويتم استهداف الجميع..مبديةً إعجابها بحيوية الشباب، متمنيةً تجاوز الكثير من السلبيات أو الهفوات التي وضعها الحضور من الشباب، والعمل على تلافيها في المرات السابقة. يُبدي كثير من الشباب حماساً كبيراً لمكافحة الفساد، ويعتبرون ما يفعلونه نوع من تحديد مستقبل الوطن الذي يجب أن نحدد ملامحه جميعاً، والشباب شريك يحتم عليه التفاعل بالقدر الممكن. وبعيداً عن تعقيدات الفساد كما تقول الدكتورة أبو أصبع يمكن خلق وعي مجتمعي، والتفاف شعبي حقيقي لمكافحة الفساد، فهي ترى أن الهيئة لا يمكنها أن تمارس عملها بجدية إلا من خلال التفاف الجميع خلفها، إلى جانب الإرادة السياسية المتوفرة أصلاً، ولولا توفرها لما وجدت الهيئة على حد تعبيرها..والشباب شريحة بإمكانها تحقيق الأهداف والوصول إلى أكبر قدر من الأفراد، لخلق وعي مضاد لثقافة الفساد المتفشية. وداد البدوي – نائبة رئيسة منتدى الإعلاميات- وإحدى المشرفات على النشرة قالت أن المشروع خطوة مهمة في التقليص من تفشي الفساد على المستوى التحتي، وسعيدة كما قالت باستضافة المنتدى لهذا التدشين. المبادرة تم تمويلها من قبل برنامج الشباب كأداة فاعلة لمكافحة الفساد الذي نفذته مؤسسة تنمية القيادات الشابة – مركز اللغات العالمية للفتيات بدعم من المعهد الديمقراطي الوطني والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، وكان يهدف لتأهيل 30 مشاركاً ومشاركة يمثلون 17 منظمة ومبادرة شبابية في صنعاء؛ من خلال تمكينهم من إدراج مفهوم مكافحة الفساد في برامج منظماتهم ومبادراتهم، وتأمل أن تتحول إلى نشرة دورية توزع لكل محافظات الجمهورية في ظل الجهود والأفكار المستمرة التي تقوم بها المجموعة لتطويره وإقحامه في المجتمع المدني.