دعا أكاديميون وباحثون وسائل الإعلام المحلية وبخاصة الأهلية والحزبية إلى تبني المسئولية الوطنية في تناول كافة القضايا الراهنة على الساحة المحلية وتغليب حب الوطن ومصلحته على أي اعتبار والتصدي لأي فكر أو توجه يمس بوحدة اليمن و أمنه و استقراره. و انطلق الاكاديميون في دعوتهم من اعتبار أن الوحدة اليمنية هي الخيار الذي أجمع عليه كل الشعب و بذل من أجله الدماء رخيصة وباتت حقيقة راسخة ومكسباً حضارياً لايقبل أي فرد من أبنائه التفريط فيه أو التهاون في جزئياته . و شدد المشاركون في ندوة « الثوابت الوطنية وترسيخ الوحدة الاجتماعية اساس الاستقرار والتنمية» التي عقدتها جامعة صنعاء أمس .. شددوا على ضرورة التفاف جميع الأطراف السياسية و منظمات المجتمع المدني حول الوحدة باعتبارها مكسباً تاريخياً وحضارياً حققه الشعب بنضاله وأنهى من خلاله سنوات من التمزق والحرب والاقتتال. و أكدوا أن الرجوع إلى ما قبل قيام الجمهورية اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990م أمر بات في غياهب المستحيلات و لا يمكن أن يكون اليمن إلا يمناً واحداً ، معتبرين الأصوات النشاز الداعية الى الفرقة والانفصال ما هي الا أصوات تغرد خارج السرب ، تريد ان تدخل اليمن عصراً من الدويلات و الانقسامات المريضة لاسيما والعالم يعيش التكتلات الكبرى و تنزح مجتمعاته نحو تجمعات اكثر امتداداً و أقوى تأثيراً. و لفتوا إلى ما تمثله الوحدة اليمنية من نموذج حضاري تتطلع إليه شعوب المنطقة في الوقت الذي ترى فيه الشعوب العربية والاسلامية بذرة امل نحو تحقيق الوحدة العربية و الإسلامية ..و توزعت أوراق المشاركين على أربعة محاور تناول الأول « دور الإعلام والاتصال المباشر في تحجيم الشائعات المضرة بالامن الاجتماعي والوحدة الوطنية» تحدث فيها كل من: عميد كلية التربية بالمحويت الدكتور احمد العجل و المحاضر في كلية الاعلام الدكتور محمد الفقيه..و ركز المحور الثاني على «التأثير النفسي و التربوي في الحد من التطرف والغلو وتمتين الوحدة الوطنية « تناولته ورقة المحاضر في كلية التربية الدكتور أحمد الجرموزي , فيما سلط المحور الثالث الضوء على « الدور السياسي في تغليب الثوابت الوطنية والمصلحة العامة « من خلال ورقة استاذ الفلسفة بالجامعة الدكتور حسن الكحلاني. وناقش المحور الأخير من خلال ورقة المحاضر في كلية التجارة الدكتور علي عبدالله قائد «الانعكاسات الاقتصادية لظاهرتي الاختطاف والارهاب على التنمية والتطوير والتحديث». و تناولت الأوراق موضوع الندوة مفاهيم الشائعات وانواعها ووظائفها وايجابياتها وسلبياتها وإبراز خصوصية المجتمع اليمني كمجتمع متجانس لا يضم تعددية عرقية ولا دينية ولا تسوده النزعات العنصرية. واستعرضت أبرز مراحل الحوار التي تحققت من خلالها الوحدة اليمنية و ما مثله هذا النهج من وسيلة لتحقيق و ايجاد اللبنات الاساسية التي قام عليها صرح الوحدة و إعلان الجمهورية اليمنية. .و ناشدت الأوراق القائمين على وسائل الإعلام بعدم الانجرار في سباقات اعلامية تمرر من خلالها القوى الحاقدة على الوطن ومنجزه الحضاري (الوحدة اليمنية) شعاراتها وخيوطها التآمرية على الوطن ووحدته. و أكدت على الدور الذي يجب أن تلعبه تلك الوسائل والموقف الوطني الذي يجب أن تقف عليه في هذه الفترة من خلال التصدي لتلك الهرطقات والتأكيد على أن الوحدة هي الحصن المنيع الذي يجب ان يصطف الجميع مدافعين عنه و داعمين لتقدمه و تطوره المنشود..المجلس المحلي بمحافظة صنعاء في اجتماعه أمس برئاسة المحافظ نعمان دويد وقف أمام الأعمال الخارجة عن النظام والقانون التي شهدتها بعض المناطق في المحافظات الجنوبية والشرقية . . وأعلن ادانته واستنكاره لكافة الأعمال التخريبية والاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة ورفضه للدعوات المشبوهة للعناصر الحاقدة التي تسعى إلى إثارة الفتن والنعرات المناطقية ظناً منها بأن ذلك قد يسهل لها تحقيق أوهامها وأحلامها بإمكانية إعادة عقارب الساعة إلى الوراء والعودة بالوطن إلى عهود التشطير البغيضة .