أعلنت الأممالمتحدة أمس الجمعة عزمها إرسال خبراء في حقوق الإنسان إلى قطاع غزة للتحقيق في ارتكاب إسرائيل جرائم حرب خلال عملياتها العسكرية في القطاع قبل عدة أشهر. وقال رئيس بعثة التحقيق في جرائم الحرب القاضي ريتشارد غولدستون في بيان من مقر الأممالمتحدة في جنيف: إن البعثة تعتزم القيام بزيارات إلى المناطق المضارة في جنوب إسرائيل والأراضي الفلسطينية بما في ذلك قطاع غزة وذلك في إطار المهمة الموكلة إليها مشيراً إلى أن البعثة تأمل في أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بالتعاون معها لإنجاز مهمتها. وأضاف: أن المحققين سوف يتبنون نهجاً قانونياً وليس سياسياً في تحرياتهم بالمنطقة التي شهدت العمليات العسكرية حيث سيقومون بتحليل أي انتهاكات تم ارتكابها من جانب إسرائيل وإعداد تقرير خاص لعرضه على مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في شهر يوليو القادم. واعتبر غولدستون وهو من جنوب أفريقيا وشغل سابقاً منصب محقق في الأممالمتحدة حول جرائم الحرب أن وضع تقييم موضوعي سيصب في مصلحة جميع الأطراف ويسهم في نشر ثقافة المحاسبة كما أنه قد يسهم في تحقيق السلام والأمن في المنطقة. وكانت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي قد طالبت بإجراء تحقيق في ارتكاب القوات الإسرائيلية جرائم حرب خلال عملياتها العسكرية في قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو 1.5 مليون نسمة. وتضم بعثة التحقيق إلى جانب غولدستون ثلاثة أعضاء آخرين من باكستان وبريطانيا وأيرلندا وتسعى للنظر في أي انتهاكات لمواثيق حقوق الإنسان الدولية خلال الحرب التي استمرت في الفترة بين 27 ديسمبر و 18 يناير الماضيين. إلى ذلك أصيب أمس الجمعة ثمانية فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي، فيما اصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مسيرة بلعين الأسبوعية ضد جدار الفصل العنصري المقام على أراضي المواطنين في البلدة القريبة من رام الله. وخرجت المسيرة بعد صلاة الجمعة.. شارك فيها مجموعة من المتضامنين الدوليين والإسرائيليين من حركة السلام "فوضويون ضد بناء الجدار" حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية وأعلام القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط ما أدى إلى إصابة ثمانية متظاهرين، كما أصيب العشرات بحالات اختناق بسبب قنابل الغاز المسيل للدموع. وفي السياق ذاته أصيب أربعة مواطنين واعتقل متضامنون أجانب أمس الجمعة خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة المعصرة الأسبوعية المناوئة لجدار الفصل العنصري، فيما اعتقل جنود الاحتلال متضامنين أجنبيين لم تعرف هويتهما أو جنسيتهما. وأكد المشاركون في اعتصام نظم في ختام المسيرة التي تنطلق كل جمعة من القرية القريبة من بيت لحم على استمرار الفعاليات المناهضة للجدار وخاصة مع قرب حلول ذكرى النكبة واستمرار وتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. على نفس الصعيد نفت حركة المقاومة الاسلامية حماس الأنباء التي تتحدث عن استعدادها لإعلان تهدئة مع إسرائيل. وقال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان في حديث لوكالة «معا» الفلسطينية: إنه لا صحة للحديث عن أي تهدئة لأن الاحتلال أفشل كل جهود التوصل للتهدئة مؤكداً أن أي تهدئة لابد أن تشمل فتح المعابر ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان0 وكانت بعض الأنباء ذكرت الليلة الماضية أن حماس مستعدة لإعلان وقف إطلاق النار لوقت محدد ابتداءً من أمس الجمعة مقابل تعهد إسرائيل بوقف الهجمات ضد الحركة في غزة.