في حارتي يسمونني .. سيادة الوزير .. لا اعرف اسما غيره من يوم أن أصبحت وزيرا .. أما اسمي الحقيقي فأصبحت اجهله .. ( محمد أفندي قد يكون اختفى من الحارة بعد أن كان يملأها صيتا ) .. قلة هم الذين ينادونني باسمي .. أما ألآن فاسمي المشهور في الحارة سيادة الوزير.. لاادري أهي لعنة أم شيء آخر صار موضة مع الوظيفة .. فيقولون : خرج سيادة الوزير، عاد سيادة الوزير .. سيارتي في الحارة لاتشبهها أي سيارة .. أولا : لون سيارتي ( دم الغزال ) معروفة في الحارة كما هي معروفة لدى الوزراء والأصدقاء والمقربين أما سيارة العائلة فلونها رصاصي ( فاقع لونها تسر الناظرين ) عندما تصل إلى الحارة يقولون سيارة الوزير وصلت .. أولاد الحارة يتجمعون حولها لاأعرف أحدا من أطفال الحارة . لا أعرف شيئا عن سكان حارتي الا القليل الا عندما اسمع أن فلانا توفى . أوابن فلانا عريس وابنته عروس أو في مكبرات الصوت عند آشهار عرس . كثيرا من الأشياء أتجاهلها .. ولااحب أن أعرفها .. فسكان الحارة كثيرة مطالبهم وخاص كبار السن والنساء المسنات . فاتورة الكهرباء لاأعرف كم تأتي آخر الشهر . و أيضا فاتورة الماء أو كم استهلكت من المكالمات التلفونية سواء التليفون الثابت أو الجوال. الكهرباء في حارتي نادرا ماتنطفىء وإذا حصل ذلك أكون أنا خارج المنزل يأتيني تليفون من العائلة أن الكهرباء مقطوعة . سوق الخضار لااعرفه . إلا إذا كان مرورا أو اعتراضيا لا اعرف أني يوما ذهبت إلى السوق لشراء بعض الفواكه .. لا اعرف سعر الطماطم أو سعر البطاطس . ولا اعرف سعر اللحمة أو سعر الدجاج أو سعر السمك .. فالشغالة هي المسؤولة عن شؤون البيت والبواب مسؤول عن شراء احتياج البيت وعن متطلبات المنزل . أما سوق القات فحدث ولا حرج .. فالقات يأتي يوميا لاادري من أين ؟ بعد ان يكون أمين الصندوق قد عرف أين المقيل !!. عندما أصل إلى المكتب بعد الساعة التاسعة أنزل من سيارتي ولا التفت يمينا أو يسارا، اتجه إلى مكتبي فورا . حتى لا أسمع كلمة جارحة .. اسمع عند مروري سى كلمة جاء الوزير. في المكتب أقوم باستقبال المكالمات . يمر الوقت دون أن اشعر به .. لا اعرف متطلبات المنزل .. تأتيني ورقة بالطلبات أحولها إلى أمين الصندوق فورا دون أن أرى شيئا أو اشطب أي طلب . في آخر الدوام تأتيي مكالمة تليفون أين سيكون المقيل بعد أن يكون الأصدقاء قد اتفقوا على مكان المقيل . أولادي لا ادري أين يدرسون . تصلني فاتورة آخر السنة عن مصاريفهم وعن دفع رسوم الدراسة وعن محتاجا تهم . هذا هو حالي .. منذ أن توليت الوزارة. (هذا اليوم أحسست بشيء غريب جدا .. له طعم كطعم العلقم لم أحس به في الماضي كنت اعرفه .. لكن لااحس به . كان حلوا كالعسل رغم انه يمر يوميا بين يدي كنت أتجاهله رغم معرفتي بكل شيء ) . .. انتصف النهار وسيادة الوزير يقلب في الماضي ويقف أمام الحاضر (ضميري أصبح يحس بالأشياء الصغيرة والكبيرة وجسمي اشعر به انه متنمل من كثرة ماعلق به من المسؤول عن ذلك أنا أم غيري ) ضمير سيادة الوزير أفاق من نوم عميق لكن بعد فوات الأوان .هذا اليوم عرف معالي الوزير أن كل شيء قد ارتفع .. الغلاء المتزايد في الأسعار , الفساد المستشري في كل مكان . الفوضى المتزايدة عند ..!! سكت معالي الوزير ).. لماذا لا يعرف ذلك في الماضي هل كان جاهلا أم متجاهلا لما كان يرى ؟. مازالوا يسمونني سيادة الوزير طريق المواطنة مازالت بعيدة .. محمد أفندي .. مخفي في الحارة.. أصبح ذلك الوزير مواطنا بحكم موقعه الجغرافي ( بدا اسمي الحقيقي يسري بين سكان الحارة .. أصبح اسم محمد أفندي يعود . ( يظهر في يومي كثير مما كنت اجهله ) عندما نادونني باسمي الحقيقي .. اصبحت أحس بعقال الحارة وسكانها بدأت اعرف السوق وما احتاجه أنا سيادة الوزير عفوا .. ( محمد أفندي ) وما يحتاجه المواطن . الآن أتحدث كما يتحدثون . امقت كل شيء.. امقت الفوضى والعن الفساد أتكلم عن غلاء الأسعار التي تقفز فوق الرؤس ) الآن اخرج من منزلي في الوقت الذي أريده .. اذهب إلى حلقات الذكر أصلي فرضي . أتكلم مع الصغير قبل الكبير لكن الناس لم يتركوني وحالي .. اليوم تذكرت الماضي عندما كنت لااحتاج إلى من يدلني إلى ابسط الأمور قال : وتلك الأيام نداولها بين الناس ) ذرف دمعه .. الآن لا اعرف أن وزيرا جاءني إلى منزلي .. أو كيل وزارة. سيادة الوزير أصبح مواطنا . الكهرباء تنقطع عن الحارة عدة ساعات .. وأصبح الماء في الحارة شحيحا .. قال له سكان الحارة : .. محمد أفندي .. في يوم انتبه إلى أن اسمه عاد إليه .. اشتكوا إليه حال حارتهم وما وصل إليه حالهم , قالوا له : محمد أفندي .. عد كما كنت سيادة الوزير !! .