شهدت الساحة اليمنية في الأيام الماضية والتي سبقت فعالية الاحتفاء بالعيد الوطني ال19لقيام الوحدة اليمنية نشاطات شعبية وجماهيرية واسعة النطاق ولم يشهد لها مثيل من قبل .. هذه النشاطات عبرت عنها تلك المؤتمرات واللقاءات الديمقراطية الموسعة التي انعقدت في مختلف المحافظات وتطرقت إلى أبرز محاسن الوحدة اليمنية ومدى أهمية هذه الذكرى العظيمة .. والتي أصبح شعبنا يحتفل بها سنوياً، وبكل فخر واعتزاز شهد في ظلها إنجازات عظيمة، وتحولات كبيرة ونهضة تنموية شاملة في كافة المجالات المختلفة ومن أبرز هذه التحولات النهج الديمقراطي الحقيقي الذي يمارس فيه الشعب كل حقوقه بحرية تامة. وإذا كانت الجماهير اليمنية العريضة بمختلف قطاعاتها ومؤسساتها تعيش هذه المؤتمرات واللقاءات وتتابعها وتراقب قراراتها وتوصياتها فإن هذه المعايشة وتلك المتابعة تأتي معبرة عن إيمان الأمة كلها بالمبادئ والأسس التي من شأنها توحيد كل فئات الشعب اليمني لتحقيق آماله الوطنية وتعزيزاً لروح الوحدة الوطنية، وغرس مفاهيم وقيم حب الوطن والانتماء إليه ترسيخاً للأمن والاستقرار. لقد كانت الوحدة اليمنية في الماضي أمنية يتوق أبناء الشعب اليمني إلى تحقيقها وكانت هذه الأمنية تصطدم بمؤامرات الأعداء، وحرصهم على عدم تحقيقها، ولقد ناضل الشعب اليمني طويلاً وقدم الكثير من التضحيات وقوافل الشهداء حتى تحققت وتجسدت بين أفراد الشعب. ومن هذا المنطلق فإنه يجب على كافة القوى السياسية والفعاليات الوطنية وممثلي منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وكافة أبناء الشعب تثبيت مداميك التكاتف الاصطفاف الوطني للدفاع عن الوطن وحريته وحماية وحدته المباركة. كما يجب على جميع أبناء الشعب اليمني العمل على محاربة كافة الظواهر السلبية، ونبذ القيم التي تشيع في النفوس عوامل الأنانية والتواكل والحث على إذكاء روح المبادرة نحو العمل والبناء، والمحافظة على الثقافة الإسلامية واستخدامها كسلاح فعال ضد التحديات والحد من الانقسام في الرأي أو المواقف. ويجب على كل مواطن أن يساهم بدورة لخدمة مسيرة الوحدة بأن يكون قدوة ايجابية في السلوك والعمل، وفي احترام الرأي والرأي الآخر والعمل على ترسيخ مبادئ العدل والمساواة، وأن يكون له عقله المفكر، وقلبه المتحمس ومتمسكاً بعقيدته وشريعته ومبادئه السامية، وأخلاقه الأصيلة، فالوطن اليمني كل لا يتجزأ والشعب اليمني موحد بتاريخه وتراثه وأرضه وعقيدته وثقافته، فالوحدة اليمنية ستظل شامخة شموخ الجبال ومحمية بتلاحم جميع أبناء الشعب ومعمدة بدماء الشهداء الأبرار، وهي الحقيقة المتجسدة والخيار الوطني الذي لا رجعة عنه.