تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون الحساسية نتيجة عوامل عدة منها الجينية والبيئية مثل التلوث والمكيفات والحيوانات الأليفة ودخان السجائر ومواد التنظيف الكيماوية ونظام الأكل وقلة التعرض للبكتيريا في مرحلة الطفولة المبكرة.. فكيف نعلم أن الطفل الذي تظهر عليه أعراض الزكام أو الرشح يعاني من الحساسية لا «الانفلونز ا»؟! يصعب تحديد ما إذا كان الأطفال الصغار يعانون الحساسية أو «الانفلونزا» لكن هناك بعض المؤشرات التي يمكن أن تُرجح كفة الإصابة بالحساسية، إذا كان طفلك مثلاً يبدو دائماً، مصاباً بالرشح، فثمة احتمال كبير أن تكون لديه حساسية في جيوبه الأنفية، وهذه الحساسية تُعرف باسم «حساسية القش» إذ إن الرشح المرضي تخف أعراضه بعد أسبوع أو عشرة أيام من الإصابة به، على عكس الحساسية التي تطول مدة أعراضها. اطرحي على ذاتك الأسئلة التالية: هل يعاني طفلك دوماً احتقاناً في أنفه أو السيلان المخاطي؟ هل يستمر في البكاء أو في حك أنفه؟ هل المخاط عادة شفاف وغير كثيف؟ هل يعطس كثيراً؟ هل تحمر عيناه أو تدمعان أو تخزانه؟ هل ثمة لون أزرق أو داكن تحت عينيه؟ يطلق الأطباء على هذه الحالة «حساسية شينرز» أي كدمة العين. هل يتنفس طفلك من فمه؟ هل يعاني طفحاً جلدياً أو يشعر برغبة في حك جلده؟ الإجابة بنعم على أحد هذه الأسئلة أو أكثر، تعني أن طفلك يعاني حساسية تجاه شيء ما موجود في محيطه. ما أسباب الحساسية؟ الحساسية عبارة عن رد فعل جسدي على مادة موجودة في البيئة التي يعيش فيها الطفل، فإذا حصل نوع من الاتصال بين الطفل الذي يعاني الحساسية، وتلك المواد المسببة لها عن طريق اللمس أو الاستنشاق أو الفم أو الحقن، فإن جسمه سوف يطلق الهيستامينات ومواد كيماوية أخرى لمحاربة الأجسام الغريبة والدخيلة، تُسهم تلك المواد الكيماوية، التي يفرزها الجسم في ظهور أعراض الحساسية مثل السيلان المخاطي من الأنف، تدميع العينين، العطس المتكرر، أو ظهور طفح جلدي وبثور، التي تهدف جميعها إلى طرد مسببات الحساسية وإبعادها عن الجسم.. إن أكثر مسببات الحساسية شيوعاً هي:- العث ، قشور الحيوانات، اللقاح أو غبار الطلع، العفن الذي ينمو نتيجة الرطوبة. من هم الأطفال المعرضون للاصابة بالحساسية؟ يشير الخبراء إلى أن الحساسية تنتقل عبر الوراثة، بمعنى أن الطفل يرث عن والديه أحد أنواع الحساسية مثلاً، إذا كان الأب يعاني حساسية القش أو وبر الحيوانات، فإن نسبة إصابة طفله بأحد أنواع الحساسية تصل إلى 30 في المئة، وليس بالضرورة أن يعاني الطفل حساسية والده نفسها، ترتفع هذه النسبة إلى 60 في المئة في حال كان الوالدان يعانيان الحساسية، في الإجمال، تختلف أنواع الحساسية في العائلة الواحدة، إذ من النادر جداً أن نرى شخصين من العائلة ذاتها يعانيان الحساسية ذاتها. اللافت في الأمر أن أعراض الحساسية ربما لا تظهر من خلال الاتصال الأول بمسببات الحساسية، فقد لاحظ الخبراء أن عملية التفاعل التحسسي عند أغلبية الاطفال، لاتبدأ إلا بعد التعرض مرات عدة للمواد المسببة للحساسية. كيف يمكنك معرفة نوع الحساسية التي يعانيها طفلك؟ يحتاج الأمر إلى استقصاء وتحقيق، وأحياناً إلى الاستعانة ببعض الاختبارات الطبية لتسليط الضوء على المسبب الحقيقي للحساسية، يسهم اسلوب ظهور أعراض الحساسية في تحديد نوعها،مثلاً إن الطفل المصاب بحساسية العث أو حساسية الوبر الحيواني، غالباً ما يعاني احتقاناً في الأنف والبلعوم، لا سيما في فترة الصباح ،يدوم طيلة العام كذلك تظهر أعراض حساسية العفن في فصل الشتاء أو خلال الجو الرطب،بحيث يصعب التفريق بينها وأعراض الرشح والانفلونزا، أما حساسية لقاح الزهور،فهي شائعة أكثر في فصلي الخريف والربيع. إذا ساورك شك قوي حول مادة معينة، سببت لطفلك نوبة حساسية، حاولي أن تبعديها عنه أياماً عدة ،فإذا خفت أعراض الحساسية،تكوني قد تمكنت من كشف المسبب الرئيسي وعرفت أسلوب العلاج لكن استمرار الأعراض يُحتم عرض طفلك على الطبيب الاختصاصي ليقوم بفحصه. كيف نعالج الحساسية عند الأطفال؟ إن أهم شيء يمكن فعله هو عدم تعريض الطفل لمسببات الحساسية عنده إليك أفضل طريقة يمكن اتباعها لتفادي مسببات الحساسية الشائعة. العث: إن عدداً كبيراً من مرضى الحساسية شفوا بنسبة 09 في المئة، بعدما عملوا على إزالة العث من غرف نومهم. من خلال اتباع الخطوات التالية: تغليف فرشة السرير والوسائد بغطاء من الفينيل أو ما شابه. غسل الشراشف مرة في الأسبوع بالماء الحار لقتل العث. تفادي وضع الألعاب المحشوة في غرفة نوم الطفل،لأنهاجاذبة للعث. يمكن أيضاً غسل تلك الالعاب بالماء الحار مرة في الأسبوع على الأقل. إزالة الغبار مرة أو مرتين في الأسبوع مع الحرص على عدم وجود الطفل في الغرفة، ويفضل اعتماد مسح الغبار بالماء بدلاً من كنسه أو شفطه. من الضروري التزول بآلة جديدة ذات نوعية جيدة لشفط الغبار. يُستحسن إزالة السجاد أو الموكيت من غرفة الطفل المصاب بالحساسية. وضع فلاتر جيدة في أجهزة التبريد وتغييرها بين الفينة والأخرى. التخلص من الأثاث القديم المهترئ واختيار أثاث جديد مصنوع من الجلد وليس من القماش.. قشرة جلد الحيوانات: إذا كان طفلك يعاني حساسية وبر الحيوانات، يفضل أولاً عدم جلب أي نوع من الحيوانات إلى المنزل، أما في حال أراد طفلك أن يمتلك كلباً أو هرة،عليك أن تغسلي تلك الحيوانات باستمرار وأن تحرصي على عدم دخولها غرفة نوم طفلك. مسببات الحساسية النباتية: خلال موسم الحساسية يكون من المستحيل تفادي مسببات الحساسية النباتية مثل اللقاح وغيره، من هنا ضرورة عدم السماح لطفلك بالخروج خلال الفترة التي يكثر فيها اللقاح النباتي وخلال الأيام التي يعصف فيها الهواء . تفادي فتح النوافذ عندما يكون هناك هواء قوي، وتأكيدي من أن طفلك قداستحم وغسل شعره لضمان زوال أي لقاح ربما علق بشعره. العفن: استخدمي دواء مزيلاً للرطوبة أوأديري جهاز التبريد في الطقس الدافئ والرطب، لا سيما في الأقبية الرطبة أو في أماكن أخرى في المنزل، حيث ينمو العفن، يمكن تنظيف المنزل بمواد مضادة للعفن وتغيير نظام التهوية. هل ثمة أدوية لعلاج الحساسية؟ نعم هناك أدوية خاص لعلاج الحساسية تُباع في الصيدليات، من دون وصفة طبية، إلا أنه يفضل دائماً عدم إعطاء الطفل أي دواء من دون الحصول على وصفة من الطبيب. كيف تحمين طفلك من الإصابة بالحساسية؟ كل مايمكن أن تفعليه ياعزيزتي هو محاولة إبعاد الطفل عن مسببات الحساسية، من دون أن يتحول الأمر إلى هوس من قبلك.