يصر بعض المعتكفين على جلب «القات والمتكأ» إلى ساحة المسجد الذي يقصده لإقامة معتكفه خلال العشر الأيام المتبقية من شهر رمضان المبارك. ومايثير الدهشة أن هذه العادة تمكنت من سلوكيات المعتكفين حتى أنك تشاهد كثيرين يتوجهون إلى الجامع في هذه الأيام الفضيلة محملين بعفش من الملابس والأثاث الخاص بالمتكأ. وتراهم يمضغون القات ويتلون القرآن الكريم فترتسم صورة متناقضة للعابد المعتكف والمولعي المذعن لعادةٍ كان ينبغي عليه أن يؤثر مرضاة ربه على مرضاة هواه ورغبات نفسه.. فما الذي سيجنيه معتكف «مخزن بالبجمة اليسرى» وكيف يجتمع هوى النفس والانقطاع عن الدنيا للصلاة والذكر وتلاوة القرآن. إن مايقلق أن بعض الشباب يصنف نفسه معتكفاً مستقيماً ملتزماً فيما هم يبتدعون اعتكافاً مفصلاً على مقاس عاداتهم ومتطابقاً مع أهوائهم، وهذا ليس سوى نقل المتكأ من البيت إلى المسجد، والاعتكاف الصحيح أن تتغلب العبادة على العادة، والحرص على اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف أما غير سنة المصطفى فهي من ابتكارات أصحابها ولاصلة لها بهدي نبي الإسلام.