إلى الآباء والأمهات في البيوت إلى المعلمين والمعلمات في المدارس إلى المحفظين والمحفظات في المساجد إليكم جميعاً نوجه حديثاً من أجل تربية إسلامية صحيحة لأبنائنا نسلط الضوء على مجموعة من الصفات الجوهرية المهمة لكل من وضع الله بين يديه هذه الأمانة فإنه سبحانه سائله عنها غداً يوم القيامة فقد قال سبحانه وتعالى: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع» حيث أبرزت الدراسات «6» أساليب تبين أنك مرب ناجح؟!.. اختبر نفسك. القدوة وهي عمدة الصفات كلها بل عليها تبنى جميع صفات المربي الناجح، وإن مربياً غير قدوة ككاتب على الماء لايرى لما يكتب أثراً، فلا وعظه ينفع ولاكلامه يسمع ولاتوجيهاته تنفذ، فالطفل إذا ما افتقد القدوة فيمن يربيه فسوف يفقد كل شيء، ولن يفلح معه عندئذ وعظ ولا عقاب ولاثواب، وكيف لا وقد رأى الكبير يفعل ماينهاه عنه!! إن عين الطفل مسلطة عليك ك «المكبر» ترى فيه الاشياء الصغيرة ك «المكبر» ترى فيه الأشياء الصغيرة واضحة تماماً، فالنظرة المحرمة التي تختلسها والكلمة البذيئة التي تنطق بها سريعاً وغيرها من التصرفات الخاطئة يستقبلها الصغير فيخزنها ويفعل مثلها إن لم يكن أسوأ، وحينئذ لاتستطيع أن تنهاه وإلا قال لك: «أنت فعلت ذلك وأنا أفعل مثلك»، والطفل هاهنا غالباً لايعاند ولكنه يقلدك، فأنت الكبير وهو يحبك ويفعل مثلما تفعل تماماً ليتشبه بك، فإن غضبت فشتمت فإنه سيشتم عندما يغضب، وإن طلبت منه شراء «الدخان» أو رمي باقي السجارة فسيشرب منها بعد ذلك ولو خلسة حتى يتمكن من شربها بحرية في أقرب فرصة، فهو يقلدك وأنت الكبير، وإن خرجت الأم متبرجة فلن تستطيع إقناع ابنتها بعد ذلك بارتداء الحجاب، وإن نادى المؤذن للصلاة وصليت في البيت فسيصلي في البيت، وإن ذهبت إلى المسجد فسوف يحب الذهاب إليه، وإن غفلت عن الصلاة ساهياً أو متعمداً فسوف يقلدك فأنت القدوة. حسن الصلة بالله وهي من الصفات التي لاغنى للمربي عنها، وقد كنا نقصر في صلتنا بالله فلا نرى قلوباً مفتوحة لنا ولا آذاناً صاغية تستقبل بحب ما نقوله ومانفعله، والعكس عندما كنا نحسن الصلة بالله كان الله يبارك في القليل فيستجيب الصغار لنا أسرع مما نتخيل، يصلون ويذاكرون ويحفظون القرآن الكريم ويظهر منهم حسن خلق أثناء اللعب وأثناء الفسح.. إن الصلاة في جماعة خاصة صلاة الفجر والمداومة على ورد القرآن وأذكار الصباح والمساء وكثرة الاستغفار والبعد عن المحرمات والشبهات خاصة غض البصر والورع لفيها جميعاً الخير والبركة في هذا المجال. فإرضاء الله غاية، ما من أحد إلا ويتمناها ويسعى إليها لينال الجنة في الآخرة والسعادة في الدنيا، ومن أسعد في الدنيا من رجل له أبناء صالحون يحسن تربيتهم فينال منهم براً ودعوة صالحة؟!!، نسأل الله ألا يحرمنا من هذه النعمة العظيمة. نفس عظيمة وهمة عالية المربي لابد أن يكون عظيم النفس.. همته عالية وإرادته قوية ونفسه طويل، لايطلب سفاسف الأمور، يعلم أن تربية الأولاد في الإسلام فن له عقبات كما له حلاوة وأجر عظيم، لذلك يسعى جاهداً أن يجعلها لله ويضحي من أجلها براحته وبماله وبكل شيء عنده ويصل طموحه به إلى أن يتمنى أن يكون ابنه كمحمد الفاتح الذي علمه شيخه وهو صغير أن القسطنطينية سيفتحها الله على يد أمير مسلم يرجو أن يكون هو فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش» ومن نماذج المربين وأصحاب الهمم والطموحات الكثير والكثير. غداً إن شاء الله تعالى سنكمل بقية الأساليب