بالأمس تعرفنا على «3» أساليب تختبرك لتبين إذا كنت مربياً ناجحاً وشاءت الأقدار أن نعيش اليوم لنكمل معكم بقية الأساليب... يألف ويؤلف نعم من صفات المربي أن يألف ويؤلف..يألف الصغار يحبهم ولا يأنف الجلوس معهم يتبسط في حديثه ويتواضع...يمزح ويلعب..يلين ولايشتد..يعطي كثيراً بلا مقابل ولاتفارقه الابتسامة، وكذلك يؤلف عند الصغار وإلا فلا يتصدى للتعليم ولا للتربية، فهي مهمة ليس هو أهلاً لها فإذا كان دائم التجهم شديداً عنيفاً لا تعرف الرحمة طريقاً إلى قلبه،فويل لأبنائه منه تماماً كمن قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم «إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً» فقال له الحبيب المربي صلى الله عليه وسلم:« من لا يرحم لا يُرحم» وعمر بن الخطاب عزل مثل ذلك الرجل عن ولاية المسلمين فمن لا يألفه أبناؤه لا يألفه المسلمون وهو بالتالي لن يرحم. ضبط النفس إن الغضب والعصبية من الصفات السلبية في العملية التربوية،فإذا ملك الإنسان نفسه عند الغضب وكظم غيظه كان ذلك فلاحاً له ولأولاده، فالمقصود بضبط النفس أن تغضب ولكن ليس من قلبك وتعاقب بمزاجك..تعاقب وأنت تهدف من وراء العقاب شيئاً مهماً وهو التربية وتغيير السلوك السلبي الخاطئ إلى سلوك ايجابي صحيح، فلا تعاقب كرد فعل سريع للخطأ من غير أن تنوي قبل العقاب أن تغير من سلوك الصغير، وإلا فأنت حينئذ تكون قد عاقبت بالغضب والصياح بدلاً عن التصحيح الهادئ، وكان الأولى أن تظهر الغضب فقط.. ومن ضبط النفس أيضاً أن تغضب فإذا ما اعترف الصغير بخطئه يتلاشى غضبك على وجه السرعة ويتحول إلى ابتسامة رقيقة، وكذلك قد تتحول الابتسامة إلى تجهم عند الخطأ، وهكذا دون أن يتأثر القلب ليربي الكبير الصغير وليس العكس أن يصير الصغير هو الذي يستفزه ويتحكم في حركاته وسكناته. سعة الاطلاع لا يستغني المربي الناجح عن الاطلاع بشكل عام وخصوصاً الإصدارات الحديثة في مجال الطفولة بشكل خاص ،وهو أولى بذلك ليستطيع تعليم الصغار وتغذيتهم أولاً بأول بالمعلومات الجيدة والمفيدة في التفسير وفي الحديث والفقه وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي الآداب والأخلاق وفي المعلومات الإسلامية والعامة وغيرها. إن الصغار يسألون في كل شيء وفي أي شيء فإن عجز المربي عن الإجابة أو تكرر تهربه من أسئلتهم، سقط من نظرهم ولجأوا إلى غيره يستقون منه معلوماتهم ،قد يكون التلفاز وقد يكون شخصاً سيئاً وقد يكون مجلة داعرة أو كتاباً فاسداً أو غير ذلك، وقاهم الله شرور هذا الزمان..آمين