بعد ان كاد يختفي من استخدامه كزينة واقتصار حمله عند البعض لاعتقادات طبية إلا أن فتيات اليمن عدْن إلى لبس المرجان في الأعراس والاحتفاظ به كمادة ثمينة يعوضهن عن اقتناء الذهب والفضة مع عدم قدرة الأسر الفقيرة على شراء كميات كبيرة منهما لتفاقم أسعارهما وحل المرجان مكان الذهب و الفضة في تزيين العروسة خلال حفلات الأعراس التي تقام في قاعات صاخبة بالمدن .. في البداية تجدر الاشارة إلى أن للمرجان أهمية في ثقافتنا الدينية والاجتماعية حيث ورد ذكره في القرآن الكريم يقول جل شأنه: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وفي آية آخرى يقول سبحانه : كأنهن الياقوت والمرجان. وفي سياق الاهتمام بالتراث الشعبي قررت العديد من فتيات اليمن العودة الى استخدام المرجان كنوع من انواع الزينة في الأعراس والحفلات الاجتماعية على اعتبار أن التمسك بالأصاله في العادات والتقاليد يعبر عن قيم اجتماعية تندرج تحت ثقافة احياء التراث الشعبي والموروث من غابر الزمن . يقول المتخصص في دراسة البيئة البحرية محمد الرمادي: إن المرجان يكسب النساء وجاهة ويمنحهن الجمال كزينة لأن المرجان مأخوذ من العروق الحمر التي تطلع من البحر وتستخرج حتى الآن في اليمن من البحر الاحمر وخليج عدن والبحر العربي وجميعها تختزن العديد من الشعاب المرجانية خصوصاً حول جزر حنيش وكمران وسقطرى ويتم اتخاذ الحلي منها. ويضيف الرمادي: بحسب ابحاث علوم البحار فإن المرجان يتخذ “وضعاً وسطاً بين المملكة النباتية والمملكة الجمادية، إذ أنه يشبه الجماد لكونه حجراً، وهو في نفس الوقت يشبه النبات بكونه أشجاراً تنبت في قعر البحر، وهي ذوات عروق وأغصان خضر متشعبة قائمة” . وفي اليمن كما يرى الرمادي لم ينقطع الاهتمام باستخراج المرجان من البحر وإعادة تصنيعه وتقطيعه وتسويته بأحجام مختلفة ثم تسويقه وكانت النساء الاوائل يحرصن على كسب المرجان وامتلاكه مثل الفضة والذهب ولم يتم إهمال المرجان إلا عندما انتشر الذهب وكانت اسعاره مناسبة . الوان المرجان ومن مميزات المرجان أن له الواناً مختلفة تبعا لنمط أشجاره في قعر البحر حيث يقول عبد السميع فرحان صاحب محل لبيع المرجان في سوق باب اليمن : المرجان ذو ألوان مختلفة، صلادته 3.25 ووزنه النوعي 2.65وكان يقال ان المرجان من كبار الدر وصغاره وقيل الخرز الأحمر والمشهور أنه عروق حمر كأصابع الكف تستخرج من قاع البحر . زينة المرأة والمرجان يحتل الصدارة لدى المرأة الريفية في اليمن إلى جانب اعتنائها ببشرتها باستخدام أعشاب ونباتات العصفر والورس والكركم ذات اللون الأصفر والتي تطحن وتبل بالماء وتدعك بها البشرة، فتكتسب لوناً برونزياً براقاً له فاعليته في حماية البشرة من اشعة الشمس الشديدة وتكحل عيناها باستخدام الاثمد وهو حجر طبيعي لونه اسود لامع يميل الى الزرقة كما تستخدم أوراق شجرة السدر «النبق او الدوم» لغسل الشعر. لمنع الحسد وقد عادت المرأة الريفية في اليمن للتمسك أكثر من قبل بالمرجان كزينة تراثية لها اناقتها الى جانب اللؤلؤالجذاب للمرأة في المدينة اضافة الى التزين بالعملات الفضية والذهبية. وتقول نعمة عبد المجيد مختصة بتزيين المرأة إن المرحان بات يؤدي ادواراً عديدة حيث ان لبسه يعبر عن المكانة الاجتماعية لحامله وترتبط اشكاله بالعديد من المعتقدات، مثل الفضة التي تشكل على هيئة احراز او احجبة تحفظ من ترتديها وقد تكتب عليها بعض آيات من القرآن الكريم . وتضيف نعمة : المرجان بحسب الاعتقادات له فاعليته في درء العين ومنع الحسد وهو ايضاً مثل العقيق المعتقد انه يجلب الحظ ويحقق السعادة، كما أن المرجان يزين المرأة من رأسها حتى صدرها واحياناً يصل وزن ما تحمله المرأة من مرجان مع الفضة إلى عدة كيلو جرامات، كما أن المرأة تلبس العصبة وهي عبارة عن حزام يشد على الرأس تتدلى منه اقراط كبيرة من المرجان والفضة . ولذلك عاد المرجان كضيف شرف يزين عروسات اليمن وذلك يعكس الانسجام بين الانسان اليمني والطبيعة من حوله وتطرح في الوقت ذاته مقاييس جمالية مختلفة يتجلى من خلالها الاختلاف الثقافي بين المجتمعات حول القيم الجمالية والموروث الشعبي الراقي . خواص المرجان ونظراً لامتلاكه خواصاً مختلفة فقد سادت شائعات كثيرة عن أهمية استخدام المرجان في اليمن ولا تزال هناك بعض الاعتقادات التي تقول بأن استخدام المرجان له فوائد جمه لدى اليمنيات من بينها: أنه يستعمل في الطب والزينة وكلما كان أشد حمرة كان أشد اعتباراً للزينة فأحسنه الرزين الأملس الأحمر الوهاج والرديء الأبيض وبينهما الأسود. وللمرجان أيضا استعمالات طبية بحسب الاعتقادات الشعبية منها دفع سم الأفعى وتقوية الأعصاب ومعالجة الإسهال ونزيف الرحم وعلاج الصرع حيث يقول الإمام الذهبي: أجود أنواعه الحمر، يقوي القلب، نافع من الخفقان. الفرق بين المرجان واللؤلؤ اذا كان المرجان يشبه النبات بكونه أشجاراً تنبت في قعر البحر، وهي ذوات عروق وأغصان خضر متشعبة قائمة فإن اللؤلؤ يختلف عن المرجان حيث يتكون في باطن الصدف وهو حيوان من حيوان البحر له جلد عظمي كالحلزون ويغوص عليه الغواصون فيستخرجونه من قعر البحر ويصعدون به فيستخرجونه منه.. ويقال بأن جيد اللؤلؤ في الجملة هو الشفاف الشديد البياض الكبير الجرم الكثير الوزن المستدير الشكل الذي لا تضريس فيه ولا تفرطح ولا أعوجاج,,ومن خواص اللؤلؤ أنه إذا سحق وسقي مع سمن البقر نفع من السموم.