عاد ثلاثة صيادين سقطريين أمس إلى صنعاء بعد غياب استمر قرابة ثلاثة أشهر ونصف أمضوها تائهين في المحيط الهندي وبنجلاديش.. الصيادون الثلاثة وهم عبدالوهاب قعمور وسليمان عيسى وإبراهيم أحمد عبدالله كانوا في رحلة صيد على متن قاربهم عندما نفد منه الوقود، وهبّت عاصفة شديدة وأمطار غزيرة استمرت خمسة أيام وجرفتهم إلى عرض البحر ليقضوا فترة 20 يوماً ما بين سلطنة عمانوالهند. وبالاعتماد على مياه الأمطار وبعض الغذاء الذي كان على متن قاربهم والأسماك النيئة فقط تمكن الصيادون اليمنيون من البقاء على قيد الحياة طوال تلك الفترة قبل أن يبتسم لهم الحظ من جديد وتأتي سفينة سورية لإنقاذهم.. وحسب رواية الصيادين الثلاثة لمندوب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فإن السفينة السورية التي كانت متجهة إلى الهند أخذتهم معها ليقضوا على متنها 21 يوماً، حيث وجدوا معاملة حسنة، على حد تعبيرهم.. لكن اعتقاد الصيادين بأن رحلة معاناتهم قد انتهت تبددت مجدداً حينما وقع مالم يكن في الحسبان وتغيير اتجاه السفينة باتجاه بنجلاديش بدلاً عن الهند بطلب من مالك البضاعة التي تحملها السفينة.. وفي بنجلاديش استمر بقاء الصيادين 67 يوماً بأحد الفنادق، حيث لم يتمكنوا من الخروج لعدم حملهم وثائق إثبات الهوية، بالإضافة إلى عدم وجود سفارة لليمن هناك.. وبدا أن الحظ حالف الصيادين الثلاثة مجدداً خلال فترة إقامتهم في بنجلاديش عندما قاموا بالاتصال بأهليهم في أرخبيل سقطرى ممن قاموا بإبلاغ وزير المياه والبيئة المهندس عبدالرحمن الإرياني بالمشكلة خلال زيارته للأرخبيل مؤخراً. وبعد تواصل الوزير بنظيره البنجالي وموافاة الصيادين الثلاثة بالتذاكر وجوازات السفر تمكنوا من العودة إلى أرض الوطن سالمين، مختتمين بذلك رحلة غياب كانت كافية لأن تتبدد معها آمال عودتهم مجدداً أو بقائهم على قيد الحياة.