يعد قطاع التوجيه التربوي من الأجهزة الهامة التي تحرص قيادة وزارة التربية والتعليم على أن يكون دوره فاعلاً.. إزاء ذلك يقول الاستاذ جميل الخالدي وكيل الوزارة لقطاع التوجيه والمناهج: نخوض عملية تطوير في اتجاهين لتصحيح الاختلالات الموجودة والبدء في عملية التطوير الشامل للعملية التعليمية.وفد من وزار التربية والتعليم برئاسة وكيل الوزارة لقطاع التوجيه والمناهج، في عدد من محافظات الجمهورية، وخلال نزوله لمحافظة حضرموت تحدث جميل الخالدي ل(الجمهورية)، عن برنامج الزيارة وأهدافها، ورؤيته للمرحلة المقبلة، في حوار إليكم تفاصيله. ما هي أبرز أجندة نزولاتكم الميدانية للمحافظات؟ النزولات الميدانية للمحافظات تأتي في إطار برنامج الوزارة لتفقد أداء مكاتبها ومؤسساتها التربوية والتعليمية، وتقييم نشاط التوجيه التربوي، والوقوف أمام آخر التحضيرات التي تعتمل استعداداً للامتحانات النهائية للعام الدراسي الجاري 2009-2010م. كوادر جادة ومتخصصة حدثنا عن أهم القضايا والمواضيع التي تم مناقشتها خلال لقائكم بقيادة مكتب وزارة التربية والتعليم بحضرموت الساحل. طبعاً هي ذات القضايا والمواضيع الرئيسية المدرجة في جدول أعمالنا، هذا بالإضافة إلى مشاركتنا في جانب من أعمال دورة تدريبية ضمت عدداً من الكوادر التعليمية، وكانت دورة خاصة بإدماج تقنية المعلومات في العملية التعليمية. كما تم الجلوس مع الإخوة في دائرة الامتحانات بغية الاطلاع على الترتيبات القائمة للامتحانات النهائية العامة، وخلال لقائنا بالأستاذ الدكتور صالح كرامة قمزاوي مدير مكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، بحثنا العديد من القضايا سواء كانت فيما يتعلق بنشاط التوجيه التربوي أو الإشكاليات التي تواجه تنفيذ مهامه، وتعرفنا على طبيعة الإمكانيات المتوفرة والمشكلات التي تعانيها إدارة الامتحانات، وتطرقنا لموضوع المختبرات المدرسية في المحافظة. كما أن هناك عدداً من القضايا الجزئية المرتبطة بالعملية التربوية والتعليمية تم تناولها خلال جلساتنا مع قيادة مكتب الوزارة والكوادر المتخصصة في المحافظة، والذين يعدون من الكوادر الجادة في تنفيذ المهام الموكلة إليهم، وهناك مبادرات من مكتب الوزارة وتجارب تنفذ خاصة في مجال إنتاج الوسيلة التعليمية أبرزها إعداد أدلة ومواد تفيد المعلم داخل الشعبة الدراسية تسهم في تغطية العجز في المعامل والمختبرات المدرسية. إعادة تصحيح أوضاع التوجيه - ما هي المسؤوليات الملقاة على عاتق قطاع التوجيه والمناهج في هذا الجانب، والواجبات المنوطة بمكاتب الوزارة في المحافظات؟ القطاع تقع على عاتقه مهام كثيرة من ضمنها تفعيل التوجيه التربوي الذي يعد من الأجهزة الهامة التي تحرص قيادة الوزارة على أن يكون دوره فاعلاً على مستوى المدرسة، وبالتالي يعتبر من القضايا الرئيسية التي تبقي المركزية، وتشمل اختيار وترشيح الموجه بالتعاون مع مكاتب التربية والسلطة المحلية. ونحن مازلنا نواصل المشوار بغية إعادة تصحيح أوضاع التوجيه التربوي الذي مازال دوره قاصرا على مستوى الجمهورية، وبالتأكيد سنكثف جهودنا الرامية استكمال المرحلة التي قطعناها باتجاه تصحيح الاختلالات القائمة في التوجيه التربوي باعتباره عين القيادات التربوية على المديريات والمحافظات والجمهورية، التي تختص بتشخيص واقع العملية التربوية والتعليمية وتحديد القصور والنواقص داخل المؤسسات التربوية( المدارس) وبالتالي نستطيع أن نتدخل لمعالجة الإشكاليات التي تم رصدها وتشخيصها من خلال جهاز التوجيه. خطة قصيرة وبعيدة المدى - الحديث معك يقودنا إلى سؤال.. هل المناهج الدراسية تخضع للتحديث والتطوير المستمر الذي يواكب العصر ويسهم في تلافي بعض الأخطاء والقصور في موادها العلمية؟ أنا أؤكد أن المناهج الدراسية تشهد تطوراً بشكل دائم ومستمر وهذا لا يعني بالطبع أننا سننزل كل سنة كتاباً جديداً، لكننا حاليا نخوض في عملية تطوير في اتجاهين في اتجاه قصير المدى يتمثل في جانب تصحيح بعض الاختلالات الموجودة سواء كانت لغوية أو طباعية أو بعض الأخطاء العلمية في الكتاب الموجود وعندما نتكلم عن المنهاج فإنه يشمل عدداً من المدخلات والقضايا من ضمنها طرائق التدريس التي تندرج في إطار مفهوم المنهج لكن فيما يخص الكتاب المدرسي فإنه سيشهد تغييراً في محتوى الكتاب المدرسي من 1-3 في كل المواد المقررة، وفي بعض المواد من 4-9 ستخضع لبعض التعديلات والاتجاه الآخر طويل المدى، وقد أعدت له خطة خاصة وبالتعاون مع المانحين تم وضع الشروط المرجعية لبعض هذه المراحل وسنبدأ العام الجاري إن شاء الله الخطوات الأولية لعملية التطوير الشامل . تخفيف الضغط على الإدارات المدرسية - ماهي رؤية القطاع للمرحلة المقبلة وبرامجه في العام 2010م؟ كما أشرت مسبقا استكمال تصحيح أوضاع التوجيه التربوي، الذي يعد بالنسبة لقيادة الوزارة من وجهة نظري هدفاً رئيسياً لأنه من خلاله نستطيع تغيير الكثير من المدخلات في العملية التربوية والتعليمية والعمل على إدماج تقنية المعلومات في المفهوم الجديد في العملية التعليمية والتي نعتقد انه من خلالها نستطيع أن نخفف كثيرا من الضغط على الإدارات المدرسية والمعلم في إيجاد الوسائل والمعينات الأخرى التي تساعد المعلم داخل الشعبة الدراسية. دعم المختبرات المدرسية كما التقينا الأخ علي الحيمي، مدير عام الوسائل التعليمية بالوزارة، وطرحنا عليه سؤالاً حول تقييمه لنوعية الوسائل التعليمية في مدارس محافظة حضرموت، ودور الوزارة في توفيرها لعموم مكاتب الوزارات. حقيقة محافظة حضرموت تعد من أفضل المحافظات وأكثرها حظا من حيث توفير المختبرات المدرسية ووسائل التعليم نظرا لوجود الكثير من المؤسسات الداعمة للقطاع التربوي و التعليمي في المحافظة والتي تعمل على توفير مختبرات العلوم ومختبرات الحاسوب، وبالنسبة للوزارة نحن نعطي حصة محافظة حضرموت كبقية المحافظات مساواة بأعداد الطلاب والفصول وقد لاحظنا من خلال المتابعة الميدانية وجود تميز في محافظة حضرموت من حيث استخدام البرنامج الجديد المتمثل في برنامج مصادر التعلم ودمج التقنية في التعلم، ويعود الفضل في ذلك لمشاريع مؤسسة العون للتنمية إضافة إلى إقبال كثير من المعلمين والمعلمات على إنتاج وتصميم الوسائل داخل المدارس، ومن خلال إجرائنا للتقييم في هذا الجانب وجدنا أن محافظة حضرموت أكثر المحافظات تميزا في إعداد هذه المنتجات. مشكلة في طريقها للحل - لكن أحياناً لا تكون المشكلة في وجود الوسيلة التعليمية وإنما فيمن يديرها، ما تعليقكم؟ هذا ما يؤكد حقيقة أن محافظة حضرموت من أكثر المحافظات تميزا في هذا المجال، لوجود عناصر قادرة على إنتاج هذه الوسائل، إضافة إلى انه توجد مشاكل قد تعيق استخدام الوسيلة التعليمية كتوفير الغرفة المدرسية أو الفني الماهر في إنتاجها والقادر على تشغيل مختبرات العلوم والحاسوب المتوفرة في معظم مدارس حضرموت من قبل فاعلي الخير. إلا أننا نواجه حاليا مشكلة عدم وجود من يفعلها تفعيلاً حسناً، ونحن في هذا العام سنقود بدعم من مؤسسة العون مشروعاً لتدريب حوالي أربعمائة معلم ومعلمة في مجال دمج تقنية المعلومات في التعلم وهذا المشروع التدريبي سيشمل بالإضافة لمحافظة حضرموت تدريب أربعمائة معلم ومعلمة من أساتذة العاصمة ومثلهم في محافظة عدن، ونحن نأمل أن يساهم الشركاء من القطاع الخاص في توسيع رقعة المشروع ليستهدف محافظات أخرى بالإضافة إلى الدورات التدريبية الخاصة بتأهيل الكوادر البشرية في قطاع التربية والتعليم في استخدام الوسيلة التعليمية. تعميم التجربة - ما الذي نقرأه في سطور خطط وبرامج الإدارة في المرحلة المقبلة؟ نحن قمنا العام الماضي بتدريب فريق في جميع المحافظات يتولى تدريب المعلمين في المدارس المحورية والمدارس الثانوية، وقد وجدنا انه من ضمن المحافظات المتميزة كالعادة حضرموت ممثلة بسيئون حيث تم إنشاء مركز لإنتاج الوسائل التعليمية استفاد من خدماتها الكثير من مدارس المحافظة، نحن نحرص على نقل هذه التجربة لمدراس المكلا بدعم من مؤسسة العون للتنمية لتعميمها في جميع محافظات الجمهورية . لأنه ما لم ننشئ وننشط مجال تصميم الوسائل التعليمية في المحافظات فلن نستطيع أن نلبي كل احتياجاتنا عبر الشراء والاستيراد الخارجي. كلمة أخيرة إننا إذا كنا نريد أن ننقل اليمن إلى مركز أفضل فعلينا أن نركز على دعم التعليم بصورة أساسية، وبناء وتنمية المهارات والمعارف، ولن يتم ذلك ما لم نوفر للمدرسة المختبر المدرسي ووسائل التطبيق والتعليم لكي يشعر الطالب بأهمية المعلومات التي يجربها ويطبقها لا أن يتلقاها فقط.