شهدت تعز في أربع مدارس للبنين والبنات عملية انتخاب أعضاء برلمان الأطفال في دورته الخامسة للأعوام 2010 - 2011م والتي نظمتها المدرسة الديمقراطية ، وتمت العملية في جو ديمقراطي حر انتخب فيها أربعة أعضاء ( طالبتين وطالبين ) يمثلون محافظة تعز من بين أكثر من 3530 طالباً وطالبة ، حيث جرت منافسات الصفين الثامن والتاسع في مدارس عقبة بن نافع وعمار بن ياسر ومجمع الحمزة ومدرسة صينة.. تحمل المسئولية في نظري ليس مهماً تفاصيل العملية الانتخابية التي تجسد للديمقراطية في نفوس الصغار ، لكن ما لفت انتباهي هي الحملات الانتخابية التي كانت قائمةً على قدم وساق في تلك المدارس ، والتي زينت ساحاتها ، ليس فقط الحملات في شكلها الورقي أو الصور الخاصة بالمتنافسين ، بل في تلك الحملات والوعود الرنانة التي كان المتنافسون يبدعون في أدائها . بالإضافة إلى أن انتخابات الصغار تؤسس للديمقراطية والحوار وتقبل الآخر ، هي أيضاً تؤسس لتحمل المسئولية العامة ، وأن يكون الفرد مساءلاً أمام مجتمعه ، ذلك ما حرصت ( إبداع ) على رصده في تلك الانتخابات ، تحمل المسئولية ، والقيام بتوفير الخدمات المدرسية والتي يحتاجها الطلبة في كل مدرسة ، إنه تأسيس لمستقبل المهمات الجسام ، وصقل الشخصية الرجولية القادرة على تحقيق الأهداف والغايات . رؤى طموحة فطلبات مثل تفعيل الأنشطة الطلابية (الرياضية والثقافية والفنية ) ، وإصلاح الحمامات وتوفير مياه الشرب في المدارس ، والمطالبة بحقوق الطفل، وتوفير بيئة مدرسية سليمة ، وإلغاء التمييز بين الطلاب من قبل الإدارات المدرسية وبعض المدرسين ، كان الطلبة المتنافسون يتفننون في تقديمها وتحقيقها كواقع ملموس إن هم نجحوا في الوصول لمقاعد البرلمان الصغير . وهذا كله يدل على أن فلذات الأكباد يتطلعون إلى الغد برؤى يحملونها بين ضلوعهم تجعلهم يعيشون مراحل أعمارهم الحالية بثقة ، وقدرة على المطالبة بكل ما قد يجعل عالمهم أجمل وأفضل ، كما أنه يكشف على قدر من الوعي بالحقوق التي يستحقها الطالب أو الطفل عموماً . ما يستدعي للانتباه أيضاً أن أولياء الأمور هم أيضاً أخذوا على عواتقهم مهمة تشجيع أبنائهم ، وساعدوهم في الإعداد للدعاية الانتخابية مادياً ومعنوياً . روح ديمقراطية هذه الانتخابات تعطي مؤشرات مستقبلية إن تم غرسها كسلوك بين الطلبة خاصةً في مراحل التعليم الأولى وبطرق صحيحة ، والتعريف بالحقوق القانونية ستضمن حتماً حق التعبير بالطرق السليمة ، وترسيخ احترام الآخر ، وكل ذلك سيعود في المستقبل القريب بالخير على وعي المرشح والناخب اليمني لأي انتخابات قادمة ، لأن الأساس حينها سيكون متيناً وقوياً . الأربعة الفائزون رامي النظاري ، وعالية السفياني ، وابتهال فضل ، ومحمد الجنيد ، ومن معهم من المرشحين والناخبين أكدوا ذلك من خلال لقاءاتنا معهم ، حيث يقول رامي عبد الكريم النظاري أحد الفائزين في الانتخابات وهو من مدرسة عمار بن ياسر أنه في يوم الانتخابات لم يكن همه الفوز ، بل كان يشعر بالهدوء والراحة ، مركزاً على ضرورة أن يتعاون الطلبة لما فيه خدمة المدرسة والطلبة الدارسين فيها ، والأطفال عموماً ، وكان شعاره ( من أجل صالح الطالب ) . أما الطالب أحمد الزوم من الصف التاسع وأحد المتنافسين في مدرسة عمار بن ياسر فكانت مطالبه تفعيل الأنشطة الطلابية الرياضية ، وقال : أتمنى أن يستفيد الكبار من تجربتنا وهم يمارسون الانتخابات . من جانبها قالت كريمة الغشم منسقة المدرسة الديمقراطية والمشرفة على الانتخابات إن العملية تمت بسلاسة ، وأن أكثر ما لفت انتباهها هو تعاون الآباء ودعمهم لأبنائهم ، وتشجيعهم الكبير . لمستقبل أجمل تجربة يجب الوقوف أمامها كثيراً ، ويجب النظر إليها من زوايا مختلفة تماماً تختلف عن تلكم النظرة الجامدة أو المحصورة في زاوية واحدة، علينا أن نشجع مثل هذه الأفعال لأنها الأساس الذي يبنى عليه تعويد الأطفال والأبناء على تحمل المسئولية، والتعامل مع المحيط والمجتمع والبيئة بقدر كبير من الجدية والالتزام ، ووضع الخطط العملية لتحسين الواقع . فإن تم ذلك الآن وهم في عمر الزهور فحتماً ولا ريب سيكون المستقبل أجمل .