عندما يتحولون من (مهدي منتظر) إلى (مسيخٍ دجال) يدرك الكثير ممن (يُشغلون) عقولهم ولو قليلاً ، أن أم المشاكل في البلاد العربية عامة وبلادنا اليمن خاصة هي (التعليم) نعم التعليم ولا سواه!. وقد كثر الكلام والقيل والقال في هذا المجال ، لأن مجتمعاتنا العربية هي عبارة عن مجتمعات وظواهر (صوتية) لا (تهُش) ولا (تنُش) ، ولا تمتلك إلا التنظير والكلام الكثير!. ولكن يدرك الجميع أن قطار الحضارة في الغرب قد وصل إلى محطات بعيدة ومتقدمة جداً ويرفض أن يتوقف ولو حتى (ترانزيت) ، أما العرب فهم لا يعرفون بعد ما معنى (قطار) ، وفي رحلتهم في مجال التعليم جعلوا من (السلحفاة) وسيلة السباق المناسبة ، معللين ذلك بأن القطار لم يكن موجوداً أيام الرسول (ص) فهو بدعة ، أما السلحفاة فهي رمزهم منذ زمن البُعد عن التفكير السليم والانحراف عن المنهج القويم والحيد عن الصراط المستقيم !. وفي اليمن وصل التعليم إلى (قمة) التردي. ولا شك أن للجميع دوراً في عملية التخلف التعليمي والأمية المعرفية في بلادنا ، والكل يدرك دوره في محاولة إصلاح أُسس ونُظم التعليم لتصلح بذلك أسس ونُظم حياتنا المختلفة, ففي رحلة التعليم في اليمن يمر الطالب بمراحل مختلفة منذ صغره ، وكلما (تقدم) في هذه المراحل (تأخر) في التحصيل المعرفي نتيجة عدة أسباب ، فتصل (سلحفاة) التعليم إلى الجامعة بعد جهد جهيد ، وفي الجامعة ترى العجب العجاب ، وترى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أو (حجر)!. ولانحدار مستوى الطلاب عدة أسباب مهمه من أهمها عدم رغبة الكثير من الطلاب في التعليم وشعورهم بأن حضورهم إلى الجامعة ما هو إلا (إسقاط) واجب وعدم توفير متطلبات الدراسة الحقيقة من أمثال المعامل المجهزة والمكتبات المنظمة ، وعدم وضع التعليم في قائمة أولويات حياة بعض الناس ، وغيرها من الأسباب ولكني سأختار سبباً آخر لأتكلم عنه وهو ضعف مستوى بعض أساتذة الجامعات ، وعدم إدراكهم بمهمتهم العظيمة والتي تحمل في طياتها بناء جيل واع متسلح بالعلم والتفكير والإبداع ، فنرى أن هناك مفردات مثل (تفكير ، إبداع ، مهارات ، تطوير ، فهم،) وغيرها لم تصل بعد إلى قواميس بعض أساتذة الجامعات الذين لم ينفكوا عن تقليد أسلوب (المِعْلامَة) فتسمعهم يصيحون: (يا الله بعدي يا جُهال ، ألف ، باء ، تاء ... ، وكل واحد يأخذ حقه (اللوح) وهات يا كتابة ، وهات يا حفظ وما ناقص إلا (عصا) باليد وخلااااااص.وتستغرب عندما ترى أستاذا جامعياً ، وهو صاحب أعلى شهادة في المجتمع والكل ينظر إليه على أنه (المهدي المنتظر) الذي سيخرج المجتمع من نفق الجهل المظلم ، غير مدركين بأنه ربما يكون (المسيخ الدجال) الذي يغوي عقول الطلاب عن التفكير والإبداع نتيجة عدم تمثله للقيم الفاضلة ليكون القدوة الحسنة ، تستغرب أن تجد هذا الدكتور (يعصِد) في آيات القرآن الكريم ، وما إن يقف أحد الطلاب لتنبيهه لخطئه حتى يتمعر وجهه وينتفض من على كرسيه صائحاً : اجلس يا فيلسوف ولا تتكلم ، يعني أنا درست لما (شيبت) عشان يجي لي (جاهل) مثلك يعلمني كيف أقرأ آيات القرآن ، يا الله اخرجوا كامل... ويجمع أشلاء أوراقه ثم يصيح معلناً: المحاضرة مشروحة عشان تتعلموا الأدب. ناسياً أن معلم البشرية كلها وخير من وطأ الثرى محمد (ص) كان يقبل المشورة والنصيحة من أي إنسان مهما كان عمره أو عمله أو شكله أو لونه ،وكان عمر بن الخطاب يقول (رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي) ، فما بالك بإنسان يبين لك خطأك ، وأي خطأ .. في القرآن الكريم ، فمن الأفضل برأيكم ... محمد (ص) أم مجرد(دكتور) ؟!. لمزيد من التفاصيل رابط الصفحة اكروبات