كان قد أعد منبه الساعة كعادته على السابعة, فجاء رنينه في الموعد... بتكاسل ألقى بطانيته جانباً... فرك عينيه وفسح لضوء النهار أن يتوغل فيهما رويداً رويداً... في الحمام غسل وجهه بماء بارد...و برد أسنانه بالفرشاة و المعجون... للمعجون رائحة النعناع فلا بأس ان ابتلع شيئاً منه... توجه الى المطبخ و ضع بعض الماء كي يغلي لإعداد قهوته الصباحية... القهوة تبعث رائحة البن البرازيلي في الأجواء. يشرب فنجانين من القهوة مع قطعة حلوى ساخنة... يضيف اليهما كوب ماء. يلبس بذلته الجديدة, ويحرص على تلميع ازرارها بمنديله الوردي... يسوي ربطة العنق و يحكم وضعها... ينتعل جورباً أبيض اللون وحذاء إيطالي الصنع... لا ينسى وضع عطره الباريسي المفضل... يمشط شعره ويدهنه بكريم مرطب... يقف أمام المرآة فيجد ذاته المزهوة تقابله ببراءة وأناقة ككل مرة. يضع أسطوانة لبيتهوفن... يعدلها على السمفونية الخامسة... تلك الأثيرة لديه خصوصاً بعد قهوة الصباح. ثم... يضع كرسياً على الطاولة... يعتليه... يمد يده الى حبل أعلى السقف... يحكم ربطه حول عنقه... و بضربة واحدة يفقد توازنه... فتسمع طقطة عنقه... وتخرج أنفاسه بكل برودة.