حضر نائب رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي صباح أمس في قاعة فلسطين للمؤتمرات الدولية بعدن حفل تدشين مشروع “بلدة طيبة” لتأهيل قيادات شبابية على مقاومة أساليب الهدم والعنف والتطرف ونشر ثقافة البناء والتسامح والاعتدال والسلام الاجتماعي الذي تتبناه الهيئة الوطنية للتوعية ومؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية ومؤسسة رايت ستارت الدولية واتحاد صناع الحياة العالمي. وفي الحفل ألقى المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية عارف عوض الزوكا كلمة أشار فيها إلى أن فكرة المشروع وتنفيذه جاءت مبادرة من منظمات المجتمع المدني ممثلة بمؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية والهيئة الوطنية للتوعية بمشاركة مؤسسات الداعية الدكتور “عمرو خالد” رايت ستارت واتحاد صناع الحياة العالمي لإدراكهم الواجب الديني أمام الله ورسوله وأمام الوطن والشباب في مجتمعنا باعتبارهم الشريحة الأكبر في المجتمع. وقال: “لقد وجدنا أنفسنا كمنظمات تنموية وتوعوية وفكرية ملزمين بالتحرك الفاعل والجاد للأخذ بيد الشباب وتمهيد الطريق السوي أمامه ليكون شباباً داعياً إلى الوسطية والاعتدال نابذاً لكل أشكال العنف والتطرف ومؤهل على الحوار الفاعل مع الثقافات المبنية على أسس سليمة”. وأضاف بأن مشروع “بلدة طيبة” يهدف إلى تأهيل الشباب في إطار برنامج تدريبي كبير على مدار عام كامل موزع على أربع دورات تهدف إلى تعزيز القدرات القيادية للشباب والقدرة على الحوار الفاعل ونشر ثقافة الوسيطة والتسامح والاعتدال وبأسلوب ووسائل علمية وعملية. مشيراً إلى أن المشروع يهدف أيضاً إلى تنفيذ ثلاثين مشروعاً محلياً وخمسة عشر مشروعاً وطنياً. وأوضح أن هذه المشاريع تهدف إلى تمكين الشباب من الابتكار والمبادرة بتقديم وتنفيذ أنشطة تخدم الإنسان والأرض على مستوى المحافظات وعلى مستوى الوطن بأكمله. وقال المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية: “لقد أكملنا الآن الخطوة الأولى من المشروع, والدور الأهم والنتيجة المرجوة تعود على هؤلاء الشباب والشابات أن يكونوا أدوات بناء وعون وقيادة فاعلة في المجتمعات المحلية والمجتمع اليمني لتعزيز نهج الوسطية والاعتدال ونبذ الفرقة والتطرف والفكر المنحرف”. من جانبه تطرق الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد, رئيس أمناء مؤسسة رأيت ستارت الدولية إلى فكرته وأهدافه المتمثلة في خلق وعي لدى الشباب واقتلاع جذور التطرف لمن يدعو لغير الوسطية في اليمن, ونشر مبادىء وقيم الإسلام الصحيحة, وإظهار صورة اليمن الناصعة لكل العالم بمساهمة ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني من خلال مشروع “بلدة طيبة” الذي سيشمل كل محافظات الجمهورية. وقال: “الهدف من وراء المشروع هو اليمن أولاً لبلد عريق ذات حضارة عظيمة وصفت في القرآن الكريم بقوله تعالى: “بلدة طيبة ورب غفور”. وأوضح أن اختيار القرآن الكريم لوصف اليمن ببلدة طيبة له إيحاءات كبيرة للماضي والحاضر والمستقبل, وتعني السلام والرحمة والتسامح والوسطية وهي سمة اليمن. وأكد أن القيادات الشبابية لها قدرات حماسية وهائلة يتطلب من الجميع حكومة ورجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني وأجهزة الإعلام دعم هذه القدرات الشبابية لنشر الوسطية, ولكي تثبت للعالم خلال سنة بأن الشباب دعاة يحملون الفكر الوسطي ويواجهون التطرف باقتلاع جذوره. وتخلل حفل التدشين أنشودة ترحيبية من زهرات دار اللواء لرعاية اليتيمات وأطفال مركز الطفولة الآمنة وإسكتش مسرحي بعنوان “تحت أمرك يا وطني” وأنشودة بعنوان “يا أمنا اليمن” للفنان عبدالرحمن الأخفش ونشيد المشروع للفنان “عبدالعزيز عبدالغني” وقصيدتان شعريتان قدمهما أمة الله حسن عبدالغني ومعاذ الجنيد نالت استحسان الحاضرين. بعد ذلك قدم رئيس الهيئة الوطنية للتوعية طارق محمد عبدالله صالح والداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد درع المشروع لنائب رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي. حضر الحفل وزير الخدمة المدنية والتأمينات الدكتور يحيي الشعيبي ووزير الإعلام حسن اللوزي ووزير الشباب والرياضة حمود عباد ووزير الثقافة الدكتور أبوبكر المفلحي ووزير السياحة نبيل الفقيه ومحافظ عدن الدكتور عدنان الجفري والأمين العام للمجلس المحلي في عدن عبدالكريم شائف والمدير العام التنفيذي لمؤسسة الصالح الاجتماعية التنموية علي عبدالرحمن الأكوع وعدد من وكلاء محافظة عدن ومدراء عموم المكاتب التنفيذية وأعضاء المجالس المحلية ورؤساء منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وقيادات مؤسسة الصالح والهيئة الوطنية للتوعية. وعلى هامش افتتاح فعاليات (مشروع بلدة طيبة) أوضح الدكتور عمرو خالد في رده على سؤال ل(الجمهورية) أن فترة تنفيذ المشروع حددت بعام كامل.. وهي فترة أكد أنها كافية لصقل مواهب الشباب لأن يصبحوا دعاة, وأن انطلاقتهم التي ستكون بعد استكمال التأهيل ستؤتي ثمارها وجدواها. منوهاً إلى أن مشروع بلدة طيبة التأهيلي يستهدف 75 شاباً ليصبحوا قادرين على نشر ثقافة الأخوّة والتسامح والاعتدال والوسطية والسلام الاجتماعي, منوهاً إلى أن واجبات جسيمة تنتظرهم, متمنياً أن يكونوا أنموذجاً يقدم من خلاله الشباب اليمني تجربته الرائدة في هذا المجال لمن حوله. دعم للمشروع وفيما يتعلق بالدعم لهذه المشروعات أشار الداعية عمرو خالد إلى أنه سيكون بشكل مساعدات من المؤسسات والهيئات الداعمة والجمعيات الخيرية. منوهاً إلى أن المشروع بحد ذاته يهدف في الأساس إلى تنوير المجتمع بالقيم الخيرية وبمواجهة ثقافة التطرف والغلو التي تولد الإرهاب, وأكد من جانبه دعمه لهذا المشروع الدعوي والتوعوي الهام. وفيما يتعلق بالوسطية أوضح الدكتور عمرو خالد أن الوسطية فكر يجب أن يندرج وينضوي في إطاره كل طبقات المجتمع فقيرة أو غنية سواء تعاني من مشاكل أم لا تعاني. واستطرد عمرو خالد قائلاً: صحيح قد ينفذ التطرف إلى بعض الطبقات الفقيرة وبداعي الحاجة وعدم الحصول كافة متطلبات الحياة أو يبحث عنها بشكل آخر, لكن هناك فئات تشارك في عملية التطرف ومن طبقة ميسورة وغنية، وبالتالي التطرف ليس محصوراً على طبقة معينة, وفي اعتقادي أن الوسطية فكر ومنهج اسلامي عام وشامل لكل الطبقات والمفروض فهم أن الاسلام أكد الوسطية والاعتدال وغرس قيم الخير والاعتدال, وهذا ما سنعمل على تحقيقه إن شاء الله من خلال مشروع البلدة الطيبة. الصالح.. جهود متميزة الداعية الدكتور عمرو خالد أشاد بالجهود الإنسانية الطيبة التي تبذلها مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية في مختلف المجالات سواء التنموية أم المجالات الخدمية التي تهدف إلى مساعدة ذوي الحاجة. منوهاً إلى ان المؤسسة ومن خلال متابعة وتقييم أنشطتها أثبتت حضورها في الواقع كمؤسسة رائدة في تلبية احتياجات ضرورية لشريحة واسعة من الناس ومواساة الأسر الفقيرة. كما نوّه الدكتور عمرو خالد إلى الحاجة للدور الذي تلعبه مؤسسة الصالح في هذا المشروع التوعوي الديني.