يحاكم أشعارَكَ الأغبياء يحاكم أفكارَكَ الأشقياء يحاكم جوعى العقول هطول السحاب وزهو الفصول يحاكم تشرين في جدبه عصافير تشدو تغرّد تنشد تعزف لحن الحقول فأين العقول؟ واين الضحى في زمان الأفول؟ لأنك تعشق مالا يطاق وتركب هوج الرياح العواتي اللواتي أبت تنحني للهرا أو تزول فما للمنارات؟ ما للذرا؟ وما للنجوم؟ إذا ما هاجا السراب وعرافة الحي إن بشرت بشموخ الذباب وإن جردت نفسها ضحوة من جميع الثياب وألقت بصاقا على صدرها وتحسبها شوهت لوثت في السماء القباب فحاشى وحاشى لها أن تدوم لأن الضحى ولأن الضياء يبدد كل ظلام الغيوم ويهتك ما تنسج العنكبوت ويشعل أضواءه في البيوت كما يشرق الحب في القلب في الروح كالعافيهْ
يحاكم أشعاَركَ الأعجمون بفلسفة الروم والأرطبون لأنك لا تعشق الموبقات لأنك تعشق فجر الجمال وتأبى لجبهتك الانحناء على دنسات الرمال لأنك حادي الندى والمدى الهدى والنسا والرجال وترسم في لوحة المجد للمجد أرقى مثال وها أنت من أنت يا سيدي كَمِروْدَ جِفْن وتغريد لحن وصيحة رعد تهز الجبال على كل حال وفي كل حال
وللشعر أبعاده المُتْقَنَه برغم جراحاته البيّنَه وآياته المحكمة التي أراها بكم - سادتي - مُثْخَنَه