أخي القارئ العزيز.. لو أنك سألت مجموعة من أصدقائك عن ماهية النجاح, فقد يبدو لهم أن هذا السؤال سهل جدًا، وسيبادر كل واحد بالقول: إن النجاح هو تحقيق الهدف والوصول إلى الغاية، والواقع أن هذه الإجابة السريعة لا تمثل الحق تمامًا! إذن!! هل النجاح هو تحقيق الهدف؟ النجاح في الحياة هو حلم كل واحد منا والعمل أحد جوانب الحياة الرئيسية التي يمكن من خلالها أن يحقق الإنسان طموحاته وتطلعاته وإثبات جدارته ومهاراته. والنجاح في العمل يحتاج دائماً إلى مهارات وسمات شخصية وقد تكون هذه المهارات أو السمات موجودة في كل واحد منا ولكن بنسب متفاوتة.. ويمكن لأي شخص منا أن يملك الإرادة والرغبة الأكيدة في النجاح على مستوى الحياة وأن يكتسب هذه المهارات من خلال المطالعة ومحاولة تطبيق ما يقرأه على سلوكياته سواء كان في العمل أو مع الآخرين. ولذا أكد باحثو علم الاجتماع في دراساتهم على أن النجاح وإتقان العمل وجهان لعملة واحدة تمثل شخصية الإنسان وشاهد إثبات على قدراته وسلوكياته. كثيراً ما نردد أن النجاح يستلزم نوعًا من الصراع والمنافسة, وقد يتبادر للأذهان أن ميادين النجاح مثل ميادين الحرب, لا ينتصر فيها إلا إذا أوقع الهزيمة الساحقة بالفريق الآخر. هذه الصورة المزيفة للنجاح هى التى جعلت البعض يلتمسون النجاح عن طريق وسائل الحرب وهذا ما نراه على أرض الواقع في بعض المؤسسات التي لا يتجاوز عدد موظفيها أصابع اليد!! فهم يحسبون كل نجاح أو تقدم ملحوظ لغيرهم طعنة في صدورهم، وللأسف هذا النوع من النجاح منتشر وبشكل ظاهر في بيئة العمل وخاصة في القطاع العام الحكومي ويليه بنسبة بسيطة في القطاع الخاص!! وبالطبع النجاح الحقيقي غير ذلك تمامًا, فالنجاح القائم على الخداع لا يقوم, والنجاح الثابت هو الذي يقوم على الأخلاق والتنافس الشريف, والحصول على الحق بالحق. ففي الولاياتالمتحدة أجرى د. روبرت كولز من جامعة هارفرد بحثًا حول هذا الموضوع وتوصل إلى النتيجة التالية: إذا أردنا أن نحصل على أفضل فرص للنجاح فعلينا أن نلتزم بالقيم الأخلاقية القوية. وفي لقاء قام به أحد الكتاب مع مائة من أبرز المديرين سألهم الكاتب: ماذا يحتاج الإنسان ليصل إلى القمة ويثبت عليها؟ وقد أجابوا بالقول: عليه أن يبني حياته على الاستقامة والأمانة والأخلاق. ومادام النجاح هدفنا والتميز طريقنا.. فعلينا مقاومة التشاؤم الذي هو نتاج لذهن مشتت وإرادة خاملة وهو ما لا يصح السكوت عليه بأي حال من الأحوال لأنه يؤول بصاحبه إلى تثبيط الهمم وقت الطموح والنجاح وأن يبني حياته على تلك القيم"الاستقامة والأمانة والأخلاق". ومن خلال ما سبق ذكره أنصح أعزائي القراء بتحديد أهدافهم وطموحاتهم واستغلال إمكانياتهم وقدراتهم كي يحققوا لأنفسهم ما يعتقدون بأنه "المستحيل" ليرتقوا بأنفسهم لأعلى مراتب النجاح!! ودمتم بألف خير والله من وراء القصد. خاتمة إن مجرد تحقيق الأهداف لا يمثل دائمًا معنى النجاح الكامل حتى لو وُفق صاحبه في الوصول إلى ما يريد! فقد يسعى البعض إلى تحقيق هدف تافه, فلا يكون إنجاز هذا الهدف نجاحًا يذكر. [email protected]