نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزب "رأي" يطلق مشروع تمكين الشباب مواكبة لمتطلبات المرحلة الجديدة وثورة الربيع العربي
نشر في حياة عدن يوم 17 - 01 - 2012

أطلق حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) اليوم مشروعه السياسي الموسوم ب"السفر إلى المستقبل" المتضمن رؤيته لتمكين الشباب من قيادة الحزب، وإحلال دماء جديدة، في إطار الخط السياسي الذي يتبناه الحزب.
ويأتي هذا المشروع الرابطي ليؤسس لثقافة حزبية وديمقراطية فريدة في العالم العربي، إذ يعد أول حزب في الوطن العربي ومواكبة لرياح التغيير والربيع العربي، تقر قياداته بالتشاور مع كوادره، تسليم قيادة الحزب للكوادر الشابة..
واعتبر المشروع أن هذه الخطوة "ليست مانعة لصراع الأجيال وحسب بل ومنظمة لمهامها، والإقدام على مثل هذه العملية التغييرية من المتوقع أن يطلق مشاعر خوف من المجهول، أو خوف من فقدان مزايا أو مراكز أو صلاحيات، لكننا هنا إزاء عملية تغييرية استجابية انبثقت من قناعات القيادة الحالية للحزب، بعد أن وصلت إلى إيمان كامل بأهميتها فأخضعتها للدراسة والبحث وصاغتها، وستعكف هي على تنفيذها.. وبالتالي لايمكن أن تصطدم بمخرجاتها أو تتقاطع معها بأي حال من الأحوال، لأنها ليست عملية مفروضة من خارجها، ولا انقلاباً استهدفها يستدعي مقاومته، بل هي محصلة قناعات تطويرية وإدراك بأنها ستصب في المصلحة الجمعية للوطن والحزب، قيادات وأعضاء، وبمبادرة منها".
وأكد "إننا في حزب "رأي"، وبعد التشاور مع الزملاء في اللجنة التنفيذية، ولجان الهيئة المركزية في المحافظات، وقيادات الفروع، نلتزم التزاماً جدياً بما ورد في هذه الرؤية من إعادة الهيكلة لحزبنا.. وهو التزام لا نرى بداً من تنفيذه حتى يسهم حزبنا بجدية واستيعاب وفهم عميق في إعادة الهيكلة لأوضاع بلادنا، أرضاً وإنسانا وأطراً ومؤسسات وهيئات.. وإن أي عمل ناجح ما لم يؤهل خلفاً يبني عليه فهو عين الفشل. عند ذلك نكون قد أنجزنا إعادة هيكلة وتطوير حقيقيين في حزب الرابطة "رأي" ليتواءم مع متطلبات المرحلة الجديدة وآليات القرن الواحد والعشرين".
وفيما يلي يعيد رأي نيوز نشر نص مشروع السفر إلى المستقبل:

مشروع السفر إلى المستقبل
مدخل:
يعتبر صاحب الفضيلة العلامة الدكتور عبدالله بن بيه –علامة ومفكر إسلامي موريتاني معاصر– أن من أهم قيم المرحلة المقبلة قيمة "التعاون على البقاء من أجل تحقيق التنمية الشاملة"، بعد أن سادت البلاد العربية فكرة "التنازع على البقاء".. ومن تلك القيم أيضاً "التواضع" بين جميع القوى الحية في المجتمع، حيث أن "الكبر" كان السبب الرئيس في عدم سماع الحكام لشعوبهم وما يعانون منه.. هذه المقولة الدقيقة تنطبق أيضاً على الإطار الداخلي لكل قوة حية (حزب – منظمة – جمعية ...إلخ).
والمرحلة المعاشة من عمر الأمة العربية غير مسبوقة في تاريخها من حيث أهميتها وخصوصيتها وشمول آثار معطياتها ومخرجاتها على كل الحاضر والمستقبل شعوباً ودول ومؤسسات وأشخاص.
فالثورات الشعبية الشبابية قد فرضت قواعد، ومفاهيم، وأساليب ووسائل جديدة، كما فرضت علاقات جديدة بين المكونات، تستوجب إعادة هيكلة شاملة للمنظومة السياسية والمجتمعية ومؤسساتها، إنها ثورات تغيير وليست ثورات خبز وجياع.
ومن قراءة هوية من أطلقوا هذه الثورات وآلياتها ومخرجاتها ندرك دون أدنى شك أنها ستحدث قطيعة كاملة مع أدوات الماضي، ومع الأطر والكيانات التي تصر على التعامل بتلك الأدوات التي ستجعلها خارج دائرة الزمان والمكان.
حيث يمكن اعتبار هذه الثورات غضبة شبابية شاملة ضد القمع والاستبداد والتهميش والجمود، وتفرد باتخاذ القرار، وانتهاك لكرامات الإنسان وحقوقه، في كل جوانب الحياة العربية، بما في ذلك ركود وهشاشة فعل وتأثير منظمات المجتمع المدني التقليدية في مجتمعاتها المحلية، وهشاشة الدور التأثيري للنخب الفكرية والسياسية.
الثورات الشبابية الشعبية .. سمات فارقة:
بعد نصف قرن من النظم الاستبدادية التي فشلت في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لشعوبها، كما فشلت الهيكلية الصدئة للدولة العربية في إشراك مواطنيها في العملية السياسية، وهو ما خلق بيئات قلقة حاضنة للتطرف ومصدرة له، لافظة لكوادرها، مهجرة لعقولها، وظلت الهزيمة والظلم والفاقة والعجز هي عنوان الهوية العربية في ظل أنظمة عربية توهمت أنها قد حققت ثورات، وأن حركة الزمن قد استثنتها من سنة التغيير والتطور، وأنها قادرة على أن تغلق نوافذها في مواجهة رياحه، وأن الشعوب ماتت أو في سبات عميق، وهو ما لم يكن.
وإزاء هذا الوضع وفي ظل حتمية أن تنال الشعوب العربية نصيبها الكامل من الحرية والديمقراطية والتحديث والثروة الوطنية، كان لا بد من عملية تغييرية استشرف آفاقها من يقرأ المستقبل بموضوعية وعلمية، وحذر من مخاطر مخاضها، ودعا إلى أن تدار بحكمة ورشد، لكن الآليات التقليدية لتلك المنظومات السياسية (الحاكمة والمعارضة) كانت أعجز من أن تنجز عملية استجابة بحجم الاستحقاقات المطلوبة، وهذا ما رفع وتائر التحذيرات من ولادة قيصرية للتغيير أو زلزال واسع التأثير، على الرغم من مقولات أن المجتمعات العربية خاملة، وميالة إلى تلك الأنظمة الشمولية بأشكال زائفة للديمقراطية، ولا تنظر إلى المستقبل إلا في مرآة الماضي.
ومن حيث لم يتوقع المحللون انطلق الربيع العربي بحراكات وثورات شبابية شعبية اجتاحت المنطقة العربية، تستوجب الدراسة من الجميع، سواء من أيّدها وشارك فيها (مثلنا)، أو من توجس منها ووقف منها موقفاً سلبياً، محارباً لها أو مشككاً فيها، وأن تكون تلك الدراسة معمقة وموضوعية، نشأة ومآلاً.. إخفاقات ونجاحات.. أدوات وآليات وسمات، عبر باحثين متخصصين في علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع والفلسفة.
ومن قراءتنا الأولية نستخلص بعض السمات التي ميّزت هذه الثورات عن مثيلاتها التي شهدها القرن الماضي:
السمة الأولى: عدم وجود "قيادة سياسية" لشباب الثورة.
السمة الثانية: الثورة لا تطالب بالسلطة أو المشاركة فيها؛ بل أنها جاءت لتزيل المعاناة وتضمن عدم تكرارها.
السمة الثالثة: أنها سلمية التوجه أساساً.. وأي استخدام للعنف لم يكن الثوار من بدؤوه بل الحكام أو أعوانهم سواء بالاستئجار أو التبرع.. وكان موقف الثوار إما مواجهة عنف الأنظمة بصدور عارية أو مواجهة العنف بالعنف كدفاع عن النفس والثورة.
السمة الرابعة: أن الذي بدأ بالثورة هم فئة الشباب ثم في حالات انضمت لها بعض الأحزاب.. أو ركب موجتها البعض الآخر ولم يقرأها ويستوعب معطياتها وأهدافها وعمل على استخدامها كأداة ضغط لحوارات لتقاسم السلطة مع النظام الذي قامت الثورة لإسقاطه (التجربة في اليمن)، وهذا أثّر سلباً على زخم الثورة التي ابتليت بذلك؛ كما شجع النظام على التماسك واستخدام مزيد من العنف بعد أن أوشك على الانهيار. إن الحوار للشراكة في السلطة مع نظام في ظل ثورة قامت لإسقاطه هو أمر شاذ لم يسبق له سابقة في تاريخ أي ثورة في العالم، وهو مفتاح للعنف ولصراع المصالح.
السمة الخامسة: إن هذه الثورات جميعها لم تقم من أجل مطالب فئوية أو طبقية أو لأسباب وقضايا قومية أو دينية أو أممية.. بل قام بها الشباب والشعوب من كل الفئات والطبقات بهدف إسقاط أنظمتهم التي جاءت في معظمها نتاج لثورات القرن الماضي قادها عسكريون أو ثورات تحرر من استعمار.. وعجزت تلك الأنظمة أن تحقق شيئاً جوهرياً لمجتمعاتها لا على المستوى السياسي والحريات وحقوق الإنسان ولا على مستوى التنمية الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية...إلخ.
السمة السادسة: إن ثورات القرن الماضي جاءت في ظل صراع نظريتي الرأسمالية والاشتراكية.. بقيادة قطبين.. وبالتالي كانت تلك الثورات، رغم ما طرحته من أسباب محلية، إلا أنها سارت في أداء دورها في إطار الحرب الباردة بين القطبين وساهمت أنظمة تلك الثورات في حروب ساخنة في إطار صراع القطبين على النفوذ (خاصة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية).. حتى مجموعة دول عدم الانحياز سارت في طريق "الحياد الإيجابي" أي لا حياد. لذلك ساد مفهوم تصدير الثورات ضد أنظمة لعلاقتها بالقطب الآخر.
أما ثورات الشباب والشعوب التي انطلقت هذا العام.. فقد جرت في غياب "القطبية الثنائية أو المتعددة".. وبالتالي فهي ليست موجهة إلى دول في فلك قطب معاد.. ولا تستهدف بذاتها كثورات أي نظام آخر خارج كل قطر قامت فيه.. ولا تزاول أي نشاط إعلامي موجه ضد دول أخرى بل معنية بإسقاط النظام الذي قامت ضده. وبالتالي لا دور لها أو أثر مباشر ضد أي نظام آخر.
وإن كان هناك أثر فهو غير مباشر من خلال الاقتداء أو "الاستنساخ" من قبل شعوب أخرى تعاني من أنظمة مماثلة لتلك التي قامت فيها تلك الثورات. وهذا لا ينفي أن شعوباً كثيرة لها تطلعات لإصلاح أو تغيير أو إنهاء أنظمتها على اختلاف ظروف كل بلد.
لذلك فإن التحسس المطلق من مصطلح "ثورة" قد غادره معظم من كانوا يتحسسون منه في القرن الماضي عندما كانت كثير من الثورات توجّه في صراع الحرب الباردة.
السمة السابعة: إن السمة السابعة التي تهمنا أكثر من غيرها في هذا "التوجه".. هي أن هذه الثورات موجهة إلى الداخل لإسقاط الأنظمة، وليس السلطة فقط، مما يعني إعادة هيكلة الدولة، دستوراً ونظام دولة ونظام حكم وتشريعات، لتتمكن من أداء:
1- وظيفتها في اتجاه مجتمعها، أمناً واستقراراً وتنمية شاملة وعدلاً ومواطنة سوية.
2- وظيفتها في اتجاه الإقليم، علاقات متميزة إيجابية للإسهام في أمن واستقرار الإقليم وتنمية وتعميق للمصالح المتبادلة.
3- وظيفتها في الاتجاه الدولي، بإقامة علاقات دولية سوية، تتفهم مصالح الآخرين في بلدها وترعاها، ومصالح بلادها مع الآخرين ولا تفرط فيها.
الشباب في مسارات الثورة:
تؤكد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، المدير الإقليمي لمكتب الدول العربية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأستاذة أمة العليم السوسوة في تقديمها ل"إستراتيجية الاستجابة للتغييرات الإصلاحية التي ينادي بها الشباب في المنطقة العربية" الصادرة عن البرنامج إن تياراً من الشباب العربي "برز بوصفه قائد عملية التغيير الإصلاحي عبر المنطقة العربية، حيث أثار هؤلاء الشباب ثورة شعبية ذات قاعدة عريضة"، وأن المنطقة العربية تشهد "لحظة حاسمة في تاريخها الحديث، حيث أصدرت الملايين من النساء والرجال في جميع أنحاء المنطقة نداءاً مدوياً من أجل التغيير، وعبر الشباب بأساليب جديدة عن تطلعاتهم إلى أن يكون لهم رأي في القرارات التي تؤثر على حياتهم، وإلى حكم شفاف وقابل للمساءلة".
أدهش الشباب مراقبي ثوراتهم بقدرتهم على أداء الوظائف الكلاسيكية لمنظمات المجتمع المدني بأدوات مبتكرة انتزعوها من روح العصر وتطوراته التقنية والإدارية، وكما قالت "إستراتيجية الاستجابة للتغييرات الإصلاحية" السالفة الذكر أثبت الشباب "قدرتهم على إيصال رسائل بناءة قادرة على أن يتردد صداها في صفوف الشعب والحكومة على السواء".
فرض الشباب مكانتهم كحامل أساسي ومحرك لأي تغيير مجتمعي، وبدوا مؤهلين للتعاطي مع الأسئلة الكبرى من قضايا واحتياجات شعوبهم في صياغة سياسات جديدة تعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بل وتخليق أطر تشاركية لا تتنافر فيها التباينات المجتمعية، بل تتناغم لأداء وظائف ذات قدرات مستجيبة لحاجات الناس وتطلعاتهم، وهي ذات مصداقية وقدرة على اكتساب ثقة الجماهير العريضة من الشعب.
المجتمع المدني في مواجهة معضلاته المزمنة:
كشفت ساحات التغيير والحرية، ومسارات الثورات الشبابية الشعبية العربية كل الأمراض المزمنة التي تعاني منها منظمات المجتمع المدني في الساحة العربية وضمنها الأحزاب، فقد ظهرت منظمات في خريف عمرها تلهث لتلحق بربيع الثورات العربية، ولم تصل، بسبب اختلالات بنيوية نخرت كينونتها نتيجة عدم التجديد والتطور ليس في شخوصها على وجه الخصوص بل وفي أدواتها في الإدارة والفكر السياسي ونمط التحليل، وآليات صياغة سياسات مستجيبة لنبض الشارع وتنفيذها.
بدت الأحزاب العربية قاطبة (حاكمة ومعارضة) متخلفة عن حركة الجماهير، عاجزة عن مواكبة الروح الإبداعية لشباب الثورة، وقدرتهم على العمل بآليات الفريق متجاوزين تباينات العقيدة والفكر والانتماء الحزبي والمناطقي والنوعية (Gender)، عاجزة عن مجارات آلياتهم الحديثة، بتقليدية أدواتها وبطء حركتها، وانشدادها للماضي وتركته.
ومثلما فاجأت الأحزاب الحاكمة المراقبين بهشاشتها واهترائها، وسرعة تداعي بنيانها وانهيارها بصورة مذهلة، ظهرت منظمات المجتمع المدني وضمنها أحزاب المعارضة بحالة شبيهة بسبب الضربات الاستباقية التي كانت قد تلقتها من السلطات القمعية الشمولية، ونتيجة انشغالها عن تطوير آلياتها ومنظوماتها باللهث خلف حوارات وصفقات مع منظومة الحكم، وكثير منها قد ألف السلطة وحن للعودة إليها، وبالتالي لم تتبنَ برامج إصلاحية جادة داخلياً، فضعفت حركتها، وتشوشت رؤيتها، وعجزت أساليبها الإدارية والتنظيمية التقليدية عن التعاطي مع الفعل الثوري، علاوة على ماتعانيه من فقدان حاد للثقة بينها وبعضها، ومع جماهير الشعب. وأدركت بجلاء أنها لم تعد تمسك بخيوط اللعبة السياسية وأنه لم يعد ما يحسب لها سوى ما أسهمت به سابقاً من مراكمة تعبئة الشارع خلال السنوات المنصرمة من عملها وخطابها المعارض، فرفعت منسوب الاحتقان في وجه أنظمة القمع والطغيان والفساد.
في هذا الزخم الثوري بدت منظمات المجتمع المدني مقيدة بسياسات يرسمها من هم خارج العصر، وآليات يستدعونها من أيامهم الخوالي.
رؤية للمعالجة .. إعادة هيكلة مؤسسات المجتمع المدني:
ومن هنا، يجب أن ندرك أن توجه الثورة إلى الداخل لإعادة هيكلة الدولة لا تعني فقط النظام الهيكلي للدولة (من دولة بسيطة إلى دولة مركبة)، ولا تعني فقط نظام الحكم (برلماني أو رئاسي)، ولا تعني فقط مؤسسات السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.. بل علينا أن ندرك أنه من غير المنطقي ولا المعقول ولا المقبول أن نعيد هيكلة كل الدولة ومؤسساتها وآلياتها.. وننسى أن الدولة مكونة من أرض وشعب ونظام حكم، وأن مؤسسات المجتمع المدني غدت مرتكزاً محورياً في أركان الدولة المدنية الحديثة التي ننشدها.
فهل يفيد أن نعيد هيكلة الأرض بنظام فدرالي بين إقليمي الشمال والجنوب وتقسيم وحدات حكم محلي في كل إقليم (فدراليات فرعية)، ونعيد هيكلة أنظمة الحكم وسلطاتها ومؤسساتها.. دون أن نعطي اهتماماً أكبر للإنسان الذي نعيد هيكلة كل شيء لأجله.
سيكون خطأً كبيراً وأمراً معيباً أن يصبح كل شيء جديداً في هيكلة الدولة ومنظومة الحكم وسلطاتها بينما تبقى مؤسسات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات وجمعيات...إلخ دون تغيير أو تجديد أو إعادة هيكلة.
إن التحولات الجذرية التي أحدثتها ثورات الربيع العربي، بما تتسم به من أثر بعيد المدى توصلنا إلى القول أنه لن يكون هناك مجال أو دور لأي حزب، أو منظمة، أو أي إطار من منظمات المجتمع المدني، ما لم يجدد نفسه ويعيد هيكلة أطره وتطوير وتجديد قياداته ووسائل أدائه لرسالته، فالتجديد هو الإكسير الأهم المقاوم لشيخوخة المؤسسات.
وإذا كان تحديث وتطوير الأدوات والآليات قضية محورية لمواكبة تطورات العصر وتسارعها فإن أهم اشتراطات حسن إدارة هذه الأدوات المتطورة يستوجب أن تدار بعقول شابة ذات روح مواكبة لها.
إن بقاء الأحزاب على النمط التقليدي في التفكير والتحليل وأساليب الحركة والسكون والهياكل والأطر في عالم يتطور علمياً وفكرياً وإنسانياً إنما هو حكم بالفناء على هذه الأحزاب. فالناس ينتظرون من منظمات المجتمع المدني عامة والأحزاب خاصة أداء غير الذي سبق، ووجوها ونخب سياسية غير التي ألفوها، تبرز قدرتها على التعاطي مع العصر وتترجم مواقفها وتصوراتها التغييرية، وينتظرون من الأحزاب أن تتجدد في هياكلها وأن تنصف شبيبتها وأن تتواصل مع قواعدها، من أجل بلورة تصورات أكثر جرأة للتغييرات الشاملة.
إن كثرة الأحزاب في أي بلد ليس دليل عافية ولا هو دليل على الحرية والديمقراطية بل إنه إن ترافق مع هشاشة في الأداء، وجمود في الحركة، يغدو دليل توجه شمولي يفرغ الأحزاب والمنظمات من محتواها، وينزع منها الروح، بل إنه في حالة مثل هذه يمكن القول إن ثورات الشباب قد قامت ضد تبلد وجمود منظماتها بالتوازي مع ثورتها على الأنظمة التسلطية حيث وجه الشبه ليس بعيداً بين سلطة متخلفة شمولية، وحزب أو منظمة تطبعها الصفات ذاتها.
لم يعد مقبولاً السكوت على قصور عمل مؤسسات المجتمع المدني وفي مقدمتها الأحزاب، وبعدها عن الحركة المجتمعية وعدم مواكبتها لتطلعات الناس وطموحاتهم، أو تخلّفها عن أهداف الشارع وحركته وأساليبه الجديدة، وغض الطرف عن الأوضاع الداخلية لتلك المنظمات، وابتعادها عن جيل الشباب الحامل الأساسي والمحرك لأي تغيير محتمل، وتكلس البعض منها لتصبح بناها المؤسسية والتنظيمية مانعة لتبادل المواقع القيادية والهيئات التنظيمية، تحول دون ضخ الدماء الجديدة المتطورة في شرايينها.
توجه حزب (رأي) في التطوير الذي تبنّيناه:
نحن في حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) نستشعر حاجتنا الماسة للأخذ بهذه العملية التغييرية الحاسمة، رغم كوننا أول حزب يمني أعلن انضمامه للثورة، معلنا انقياده لأهدافها، رافداً لرسالة وآليات شبابها، بل أننا قد دعونا مبكراً لمثل هذه الأداة الثورية في التعاطي مع رفض السلطة الحاكمة لكل جهود ونداءات الإصلاح، ففي وثيقتنا المعروفة (المشروع الوطني للإصلاح الشامل في اليمن) الصادرة في نوفمبر 2005م طرحنا في ختام المشروع ضمن خيارات تنفيذه إنه في حال عدم قبول السلطة للمشروع الإصلاحي الوطني فإننا ندعو القوى والأفراد والجماعات التي تتفق معنا على الإصلاحات الشاملة إلى "تنظيم التحرك السلمي الجاد والهادف بقصد إحداث ضغط شعبي متنامي حتى تستجيب منظومة الحكم لهذه الإصلاحات الشاملة وفق ما سبق شرحه، وفي حالة استمرار عدم استجابة منظومة الحكم.. يستمر تصعيد الحراك السلمي بكل الأساليب السلمية المتاحة."
في مؤتمر حزبنا التاسع الذي عقدناه في عدن "النور"، في يناير 2009م، قمنا ببعض الخطوات التحديثية التي كنّا نراها كبيرة، والتي أصبحنا بعد أقل من سنتين ونصف نراها صغيرة ومحدودة، وكانت كالتالي:
1- تعديلات في نظامنا الداخلي نص بعضها على:
أ) اقتصار المدة في البقاء في المناصب القيادية العليا على دورتين.
ب) الالتزام بأن يكون للمرأة شراكة في الهيئات القيادية لا تقل عن 20% وأيضاً في كل ترشيحات الحزب في أي انتخابات.
2- تمت انتخابات القيادة (الهيئة المركزية) بحيث تم ترشيح المرشحات لانتخاب العدد المطلوب والذي تجاوز 20%. ثم تم اختيار أعضاء "اللجنة التنفيذية" وحصلت المرأة على 25%، منهن مساعدة رئيس الحزب، ومساعدة الأمين العام، ومسؤولتان في دوائر الحزب.
3- تم التجديد في القيادة بحيث أصبح في الهيئة المركزية 60% أعضاء جدد.. وفي اللجنة التنفيذية 75% يصلون لعضويتها لأول مرة. واعتبرنا هذا في حينه إنجازاً غير مسبوق في بلادنا على الأقل.
واليوم.. نرى أن نخطو خطوة أكثر تحديثاً، وأكثر انسجاماً مع عالم جديد توشك بلادنا أن تخطو إلى ساحته الواسعة. وهذا أيضاً يعني وعينا بأننا سنواجه قرارات وتحديات تتطلب الحكمة والقوة والجرأة والشجاعة في اتخاذها وفي ضمان تنفيذها مهما كان الثمن.
التطوير وإعادة الهيكلة.. الشباب في الصدارة:
نعترف أننا في حزب الرابطة "رأي" لم نحقق الأهداف التي أردناها من عملية التجديد في أطر القيادة والتطوير الذي تبنّيناه رغم أن التجديد كان كبيراً بكل المقاييس.. ونعتقد أن هناك أسباب رئيسية، منها:
سبب ثقافي وهو التردد في استخدام الصلاحيات في وجود قيادات عليا قديمة.. من منطلق إما الثقة فيها أو "الأبوية القيادية".. وهذا يقتل الإبداع والجسارة للأجيال التي تزامل تلك القيادات.. ويعيق بروز الكفاءات القيادية.. وكان يمكن أن يكون التزامل عاملاً إيجابياً بأن تتم الاستفادة من خبرة الأقدم وإبداع وحركة الأجيال التالية.
سبب منّا كقيادات قديمة وهو التصرف وفق "قوة العادة" التي تغيِّب عنّا –في خضم الأحداث المتلاحقة– أن كثيراً من زملائنا لديهم نفس قدراتنا القيادية بل وبصورة أحدث. فإن كان لدينا خبرة أطول –وليس بالضرورة أفضل– في الاستراتيجيات السياسية، فلديهم قدرة أفضل في البرامج التنفيذية واستخدام أساليب وأدوات العصر، والتعامل ليس فقط (بشكل العصر) بل بروحه ووفق معطياته وسياق حركته وسكونه؛ وربما، وهو الأهم، قدرتهم على التفكير الموضوعي وطرح آراء وأفكار جديدة وجريئة لعدم وجود كوابح معيقة من عواطف أو خبرات في ظروف مختلفة.
نقص كبير في التأهيل والتدريب. فرغم أننا أول من بدأ في تنظيم دورات تدريبية على مستوى متقدم لتنمية المهارات القيادية، إلا أن ظروفاً خارجة عن إرادتنا لم تمكنّا من استكمال ذلك وتطويره والاستفادة من مخرجاته.
شحة الموارد التي كانت سبباً رئيساً في عدم تمكننا من تفريغ قيادات لتمارس عملياً بشكل مستمر مهامها القيادية ولمتابعة الأداء وتقييمه.
الفهم التقليدي للعمل الحزبي وكأن القيادة في أي حزب يجب أن تكون للأقدم والأشهر والأكثر تضحية وعطاءً في المراحل الماضية، وكأنها مكافآت.. وهو فهم عقيم جامد يقتل العطاء لدى الأجيال الجديدة. ويظل تقدير من ناضلوا وقدموا التضحيات على الرؤوس وتحفظ لهم مكانتهم وحقوقهم ويتقدمون الصفوف احتراماً وعرفاناً وتقديراً، لكن المناصب القيادية في كل المستويات لا بد أن يكون معيارها الأول هو : الكفاءة، فهماً ومهارة قيادية وعطاء في الحاضر والتزاماً بتوجهات ورؤى الحزب وقدرة على المساهمة في تطويرها وتحديثها والعمل للوصول إلى تطبيقها وإيماناً بالعمل الديمقراطي والتزاماته.. وهذا لا يعني عدم الاستفادة خبرةً من الأقدم.. وصلاتٍ من الأشهر.. وقدوةً من الأكثر تضحية وعطاءً في الماضي.. فهم أعلام في التضحية والعطاء و"الاستقامة" السياسية.
رغم الشفافية في معظم أمورنا إلا أنه لم يتم، بصورة كاملة، التخلّي عن الفهم التقليدي للعمل الحزبي الذي حوّل الأحزاب إلى صناديق أسرار بينما الشفافية هي من سمات المرحلة الأساسية، فلا أسرار في التوجهات والرؤى ولا أيديولوجيات، بل أحزاب برامجية معلنة لا أسرار فيها.
لذلك، وبعد دراسة معمقة قرر الحزب اتخاذ خطوة هامة تتمثل في الإحلال الكامل للشباب في كل أطر وهيئات الحزب القيادية على كل مستوياتها، وتحول القيادة الحالية إلى (هيئة استشارية عليا) للقيادة الشابة، ليس لها صلاحيات في اتخاذ القرار ولا صلاحيات تنفيذية، وذلك بعد تخطي الشباب برنامجاً تأهيلياً ذا شقين نظري وتطبيقي عبر آلية إكساب الخبرة بالمشاركة الفعلية للقيادة الحالية كنظراء لهيئات الحزب طيلة فترة التدريب.
الخطة الزمنية ومراحل التنفيذ:
المرحلة (أ):
تبدأ من الآن إلى تاريخ سقوط كامل النظام واستقرار نسبي للأوضاع ولو جزئي:
1- استمرار المشاركة في الثورة والالتزام بأهدافها.
2- استمرار الاستقطاب النوعي.
3- الانفتاح على كل فئات المجتمع، السياسية والاقتصادية والاجتماعية. والتعاون مع جميع الأطراف دون تمترس مع جهة ضد جهة، بل التعاون في كل ما يعود بالنفع على الوطن والمواطن.
المرحلة (ب):
تبدأ من نهاية [المرحلة (أ)] ولفترة سنتين (يقرر ذلك المختصون بالتدريب والتأهيل) كالتالي:
أولاً: هدف هذه المرحلة الأساس هو إعداد وتأهيل صف كامل جديد للقيادة.. يمكن أن يكون من بين أفراده الأكفاء أو القادرون على الاستيعاب والتأهل من القيادات الجديدة التي تم صعودها لأول مرة في كل من الهيئة المركزية واللجنة التنفيذية في المؤتمر العام التاسع (يناير 2009م).
ثانياً: يتم في هذه المرحلة التالي:
1- اختيار عدد من القيادات الجديدة والشباب (ذكوراً وإناثاً) وفق معايير علمية من القدرة والكفاءة في التعامل مع معطيات العصر، واستيعاب البرنامج التأهيلي المعد لهذا الغرض.
2- سيكون من بين القيادات الجديدة والشباب الذين يتم اختيارهم من سبق لهم وحضروا دورات وفقاً لتقييم أدائهم في تلك الدورات.
3- لا يقل عدد الشباب الذين يتم اختيارهم، عن مائة شاب وشابة من مختلف المحافظات، بالإضافة إلى القياديين الجدد الذين انتُخبوا في المؤتمر التاسع في يناير 2009م لأول مرة أو صعدوا إلى اللجنة التنفيذية لأول مرة بعد المؤتمر التاسع في يناير 2009م؛ بالإضافة إلى عدد آخر لتأهيلهم لقيادات الفروع سواء من القيادات الحالية أو من خارجها.
ثالثاً: بعد انتهاء الدورات للتأهيل والتطوير والتنمية لقدرات تلك القيادات الجديدة والشباب، ووفقاً لتقييم الأداء في هذه الدورات والذي يقوم به المتخصصون الذين أداروا هذه الدورات سواء من الحزب أو خارجه، يتم التالي:
1- اختيار الأكثر تأهيلاً، الأمثل فالأمثل، بعدد مساو لعدد أعضاء اللجنة التنفيذية، ليكونوا قيادة رديفة، يحضرون اجتماعات اللجنة التنفيذية ويشاركون في وضع المقترحات وفي النقاش على قدم المساواة إلا أنهم لا يشاركون في التصويت.. والهدف من هذا اعطاؤهم الفرصة في خوض التجربة العملية ليضيفوها إلى ما تعلموه في الدورات.. وليكتمل إعدادهم لقيادة الحزب في المرحلة (ج).
2- بنفس الطريقة يتم اختيار العدد المطابق لعدد الهيئة المركزية.. ولنفس الهدف.
3- يتم انتدابهم وتكليفهم بمهام في الفروع (وقد يكون من بينهم من قيادات الفروع) للتعرف على الفروع وأنشطتها وليتعرف عليهم زملاؤهم في الفروع.. وكذلك إشراكهم في الندوات واللقاءات العامة وكل ما من شأنه أن يجعلهم على تواصل بالمواطنين، على جميع المستويات، ويمدهم بالقدرة على التواصل مع الجماهير.
4- يتم إبرازهم تدريجياً في وسائل إعلام الحزب، وغيرها ما أمكن ذلك.
5- في الشهر الأخير من هذه المرحلة.. تجري تدريبات عملية حقيقية سواء في اللجنة التنفيذية أو الهيئة المركزية بحيث تترك لهم إدارة دورة للهيئة المركزية نقاشاً واقتراحاً.. ثم يتم التصويت من الأعضاء الرسميين حول أي قرار في هذه الدورة يراه الشباب والقيادات الجديدة.. كذلك الأمر في اللجنة التنفيذية.
6- إعداد مشاريع تعديلات في الدستور والنظام الداخلي تستوعب هذا التطوير وإعادة الهيكلة، بما في ذلك النص على عدم جواز الترشيح للقيادة لأكثر من دورتين.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية [المرحلة (ب)].
المرحلة (ج):
يدعو رئيس حزب الرابطة "رأي" إلى مؤتمر عام استثنائي.. يتم فيه الآتي:
أولاً: نقاش وإقرار أي تعديلات في الدستور والنظام الداخلي.
ثانياً: نقاش وإقرار أي وثائق تتعلق بالهيكلة أو ببرامج الحزب وعرض المشاريع التعديلية للدستور والنظام الداخلي على المؤتمر العام، سواء استثنائياً أو اعتيادياً، ويكون المرشحون الجدد للقيادة قد شاركوا في إعدادها.
ثالثاً: انتخاب قيادة جديدة للحزب لا يُرشح فيها أحد من القيادات الحالية إلا من صعد إلى الهيئة المركزية لأول مرة في المؤتمر التاسع، عام 2009م، ومن صعد إلى اللجنة التنفيذية لأول مرة بعد نفس المؤتمر.
رابعاً: بذلك ستكون لدينا في الحزب قيادة جديدة كلها من إنتاج السنوات الخمس السابقة لتولّيها على الأكثر.
خامساً: باقي أعضاء القيادة القديمة يتحولون إلى هيئة استشارية عليا:
1) لا شأن لها بأي عمل تنفيذي للحزب إلا ما يكلفها أو يكلف أياً من أعضائها رئيس الحزب الجديد أو اللجنة التنفيذية الجديدة.
2) من كان في الهيئة الاستشارية العليا من اللجنة التنفيذية السابقة يحضروا اجتماعات اللجنة التنفيذية كاستشاريين يشاركون في النقاش وطرح الآراء لكن لا شأن لهم بالتصويت في اتخاذ القرارات.. وينطبق ذلك على الهيئة المركزية.
3) لرئيس الحزب أو لجنته التنفيذية أن يكلف/تكلف الهيئة الاستشارية أو أي من أعضائها بأي مهام يرونها.
4) تتم مراجعة مهام الهيئة الاستشارية العليا في الدستور والنظام الداخلي وفقاً للتطوير وإعادة الهيكلة في الحزب.
البرنامج التأهيلي للشباب:
بالبناء على أرضية من الثقافة الحزبية المتصلة بتاريخ الحزب، وفكره ومنهاجه وأدبياته ومواقفه وسياساته تجاه مختلف القضايا، يتم تزويد الشباب بجملة من المعارف والمهارات الضرورية عبر سلسلة من الدورات التدريبية والتأهيلية، يستعان في إقامتها علاوة على خبرات وكفاءات الحزب من الأكاديميين والمختصين بالمنظمات المحلية والدولية المتخصصة ضمنها المعهد الديمقراطي الوطني، مشروع استجابة، البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ومن عناوين البرنامج التأهيلي مايلي:
- أساليب رسم السياسات، وفنون الترويج لها.
- مهارات العمل السياسي، تحليل، تخطيط، برامج، وتعامل.
- تنمية المهارات القيادية.
- مهارات الاتصال السياسي.
- فنون التفاوض.
- مهارات حشد التأييد والمناصرة.
- إدارة الحملات الانتخابية.
- مهارات التعامل مع وسائل الإعلام.
- الوسائط والتقنيات في خدمة العمل الحزبي
- مهارات العلاقات العامة.
وهو برنامج أولي قابل للتطوير، وفق مقتضيات الواقع، ورؤى وطروحات الاختصاصيين في هذا المجال.
سبل تمويل استراتيجية إعادة الهيكلة:
لا شك أن عملاً كبيراً كهذا سيحتاج إلى مبالغ كبيرة لإنجازه.. سواء ما يختص باستبيان الأعضاء لمعرفة القادرين على استيعاب الدورات التأهيلية المذكورة.. أو ما يخص تفريغ الأعداد اللازمة للدورات أو تكاليف الدورات أو التدريب العملي بعد الدورات...إلخ.. وسنبذل الجهد لتوفير تلك الاحتياجات سواء من خلال جمع تبرعات من الأعضاء أو الأنصار أو بالاستعانة بمؤسسات التنمية البشرية التي تقوم ببعض الدورات التأهيلية...إلخ.
خاتمة:
للوهلة الأولى تبدو هذه الخطوة صعبة التنفيذ، رغم أنها ليست مانعة لصراع الأجيال وحسب بل ومنظمة لمهامها، والإقدام على مثل هذه العملية التغييرية من المتوقع أن يطلق مشاعر خوف من المجهول، أو خوف من فقدان مزايا أو مراكز أو صلاحيات، لكننا هنا إزاء عملية تغييرية استجابية انبثقت من قناعات القيادة الحالية للحزب، بعد أن وصلت إلى إيمان كامل بأهميتها فأخضعتها للدراسة والبحث وصاغتها، وستعكف هي على تنفيذها.. وبالتالي لايمكن أن تصطدم بمخرجاتها أو تتقاطع معها بأي حال من الأحوال، لأنها ليست عملية مفروضة من خارجها، ولا انقلاباً استهدفها يستدعي مقاومته، بل هي محصلة قناعات تطويرية وإدراك بأنها ستصب في المصلحة الجمعية للوطن والحزب، قيادات وأعضاء، وبمبادرة منها.
لهذا فإننا في حزب "رأي"، وبعد التشاور مع الزملاء في اللجنة التنفيذية، ولجان الهيئة المركزية في المحافظات، وقيادات الفروع، نلتزم التزاماً جدياً بما ورد في هذه الرؤية من إعادة الهيكلة لحزبنا.. وهو التزام لا نرى بداً من تنفيذه حتى يسهم حزبنا بجدية واستيعاب وفهم عميق في إعادة الهيكلة لأوضاع بلادنا، أرضاً وإنسانا وأطراً ومؤسسات وهيئات.. وإن أي عمل ناجح ما لم يؤهل خلفاً يبني عليه فهو عين الفشل.
عند ذلك نكون قد أنجزنا إعادة هيكلة وتطوير حقيقيين في حزب الرابطة "رأي" ليتواءم مع متطلبات المرحلة الجديدة وآليات القرن الواحد والعشرين.
والله ولي الهداية والتوفيق.
صادر عن:
حزب رابطة أبناء اليمن "رأي"
في:23/02/1433ه.. الموافق:17/01/2012م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.