قصة «الأمير الضفدع» هي إحدى أقدم القصص التي حكتها لي والدتي، وهي ذاتها القصة التي قرأتها مرارا وتكرارا في صغري . تدور القصة الأصل والتي كتبها الاخوان جريم حول الأميرة الجميلة التي تتدحرج كرتها الذهبية نحو إحدى البحيرات ثم يعرض عليها ضفدع قبيح الشكل أن يعيد اليها كرتها بشرط أن يأكل معها من ذات الطبق و ينام بجانبها. إلا أن الأميرة تنكث بعهدها معه وتأخذ كرتها راكضة نحو القصر. في المساء يصل الضفدع الى القصر ويخبر الملك حول نكث إبنته عهدها، يطلب الاب من إبنته إيفاء عهدها والاكل والنوم مع الضفدع، لتنتهي القصة بقبلة من الاميرة تُحول الضفدع الى أمير يخبرها انه كان واقعا تحت تأثير لعنة ما.. في العام 2009 قدمت لنا استوديوهات والت ديزني نسخة محدثة ومبتكرة عن تلك القصة من إخراج (جون موسكر) و(رون كليمنتس). تتحدث قصة فيلم الكارتون «الاميرة والضفدع» عن الفتاة الفقيرة سمراء البشرة ( تيانا) والتي تعمل نادلة في أحد المطاعم وتحلم بامتلاك مطعمها الخاص. ثم نرى (نافين) الضفدع الذي يعتقد أن (تيانا) أميرة لذا يقنعها بتقبيله ظنا منه أن المعجزة التي حصلت بالقصة الاصلية سوف تحدث وسيتحول أمير من جديد ، إلا أن ما حدث لم يكن بالحسبان إذ تحولت (تيانا) الى ضفدعة هي الأخرى. ومن هنا تبدأ الاحداث بالتصاعد فيذهبا سويا للبحث عن العرابة (ماما أودي) التي تستطيع كسر اللعنة. أحببت في الفيلم حقيقة أن البطلة -هذا الزمن- لم تعد بالضرورة الأميرة وإنما هي الفتاة العاملة الفقيرة ذوالطموح العالي، وهي رسالة تربوية هامة. بالإضافة الى كون البطلة سمراء البشرة وهي سابقة تعد الاولى من نوعها في أفلام ديزني وهذا يؤكد التقبل والسماحة التي يسعى الغرب لغرسها في ابنائهم ، فهاهم قد تجاوزوا تماما مسألة عنصرية اللون حتى على مستوى أفلام الكارتون. مثل هكذا كارتون يبعث فيني الامل بأن ابنتي تستطيع أن تحلم بدور الأميرة دون أن تكون بالضرورة بيضاء البشرة أو شقراء الشعر، وكنت أتمنى لو أرى مسلسلاً عربياً أو مسلسل كارتون عربي يهدف لمثل هذه القضية بدلا من إضاعة وقت أطفال العرب بمتابعة مسلسلات الكارتون اليابانية المدبلجة التي لا تهدف الا لعزل أطفالنا عن واقعهم المُعاش.