سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطيب الجمعة: الشعب زاد تمسكاً بقيادته وهذه الملايين رد عملي على من يريدون الانقلاب على الشرعية الدستورية ملايين اليمنيين يؤدون صلاة جمعة الإخاء في العاصمة صنعاء
احتشد ملايين اليمنيين أمس في الساحات العامة بأمانة العاصمة وعموم المحافظات لأداء صلاة الجمعة وصلاة الغائب على أرواح المواطنين الأبرياء الذين سقطوا في فخ الإرهابيين بمصنع الذخيرة بأبين وذلك في يوم جمعة (الإخاء). ففي العاصمة صنعاء امتلأت ساحة ميدان السبعين وساحة التحرير والشوارع والأحياء المحيطة بهما والموصلة إليهما بملايين المواطنين الذين توافدوا منذ يوم أمس الأول من مختلف محافظات الجمهورية. وفي خطبتي الجمعة بساحة التحرير, أكد صاحب الفضيلة الشيخ شرف القليصي أهمية الوحدة والاصطفاف الوطني والاحتكام لشرع الله تعالى القائل: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها” صدق الله العظيم. وقال خطيب الجمعة:“ إن المتأمل في العلاقات الاجتماعية وميادين التعامل بين الناس يؤوّل ما يرى من تفشي مظاهر التقاطع والتدابر والنفرة والتهاجر وانتشار لوثات التعالي والجفاء والتباغض والشحناء في هوى مطاع وشح ومتبع، إعجاب كل ذي رأي برأيه ورفع رايات الشائعات المغرضة والأخبار الكاذبة الملفقة وتلمس العيوب للبراء وتضخيم الإهانات للعلماء وتتبع المثالب للصلحاء وانتقاص مقامات الفضلاء”. وأضاف الشيخ القليصي: “إن الغيور ينتابه الشعور بالإحباط وهو يرى هذه المظاهر السوداوية، فيكون شمعة يحرق نفسه ليضيء بها الآخرين، ويجد أن هناك لصوصاً يتسلقون على الاكتاف للوصول إلى مآربهم الشخصية ومصالحهم الذاتية ومطامعهم المادية دون وازع من دين أو خلق أو ضمير ، مردوا على الأحاديث والدنايا ودأبوا على المكر والنوايا لا يتلذذون إلا بالنيل من الطامحين والإساءة للناجحين والتقليل من شأن العاملين وتنفير الناس منهم”. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع”، والمخرج من ذلك هو التمسك بكتاب الله عز وجل الذي هو عفة اللسان وسلامة الصدور ولزوم جماعة الإسلام والإيمان”.. موضحا أن السواد الاعظم من الامة لا تجتمع على ضلالة. وقال: “إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: “إن الله حرم دم المسلم وعرضه وأن يظن به ظن السوء ولا تظن بكلمة خرجت من فيك الا خيرا ما دمت تجد لها في الخير محملا، والمؤمن يلتمس المعاذير والمنافق يتتبع الزلات كالذباب يقع على الجروح والدمامل ويشق الصف”. وأكد خطيب الجمعة ضرورة إعلاء رايات المنهج الاخلاقي القيمي الذي جاء به النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم خصوصا في أتون هذه المظاهر التي يندى لها جبين المؤمن المخلص باعتبار أن المؤمنين إخوة كما قال عز وجل: “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون”. وأضاف :“ إن هذه المسيرة العظيمة من ملايين الشرفاء والنجباء الذين هبوا وقدموا من جميع المحافظات جاؤوا إلى هنا تحت شعار (إنما المؤمنون إخوة) ليؤكدوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنان”. وأوضح الخطيب القليصي أن شعار الجمعة الماضية كان التسامح وكانت جمعة التسامح وخطبنا حول التسامح والعفو والمحبة والسلام والأمن ولاستقرار والاعتصام بحبل الله وحقن الدماء المعصومة والحفاظ على اللحمة الداخلية بين أبناء الوطن الواحد، وبدلا من أن يلتئم الجرح وتزداد اللحمة الوطنية نجد أن البعض سلكوا دروباً وعرة في الجرح وتتبع الزلات، وتسمية خطيب جمعة التسامح بخطيب الفتنة، ويعلقون اسمه ضمن القائمة السوداء التي ينبغي محاسبتها ومعاقبتها. وقال: “ هل هذا هو ديدنهم مع كل من يخالف رأيهم ونهجهم ولا يسلك سبيلهم وطريقهم، ماهذا الانتكاس المهين في المفاهيم والمعايير، لماذا تسمون الاشياء بغير أسمائها، لماذ تحرّفون الكلم عن مواضعه، لماذا العناد والاستكبار والتصلب في الموقف والإعراض عن داعي الحق ونداء الفطرة السليم، ماهذا الخلط العجيب بين الحق والباطل والصالح والطالح. وأضاف : “ بالله عليكم أيهما الأصلح جمعة الزحف أم جمعة التسامح أو جمعة الخلاص أم جمعة الإخاء، جمعة الرحيل أم جمعة المحبة، جمعة الإنذار أم جمعة السلام، ما هذه الاسماء التي تشمئز منها القلوب والنفوس، زحف وخلاص ورحيل وإنذار، كلها اسماء تحمل مفاهيم الكراهية والعداوة والبغضاء والقتال والتناحر وسفك الدماء التي حرم الله عز وجل ”. وتساءل خطيب الجمعة أي جهاد هذا وضد من، واستشهاد في سبيل من ومن أجل ماذا وأي جهاد ضد أخيك المؤمن والمسلم، ضد من يقول: لا إله الا الله محمد رسول الله، جهاد ضد وطنك ومقدراته، أي جهاد هذا ياعلماء اليمن, لماذا تغلب الجانب السياسي لديكم على الجانب الدعوي والشرعي، أيكون هدي الله وشرعه حسب أهوائكم، كلا ماهذا هو ديدن العلماء المنصفين. كما تساءل: ماذا يقولون عن هذه الملايين الطاهرة التي جاءت من كل جبل وسهل ومديرية وقرية ووادٍ، جاءت من مختلف محافظات الجمهورية، ماذا قالوا عنكم يريدون اختبار صبركم، يريدون أن تقفدوا أعصابكم، وجركم الى فتنة لا أول لها ولا آخر، كما يريدون سفك الدماء وحروباً أهلية، نجيبهم بقوله تعالى: “قل موتوا بغيضكم”، فنحن لن ننجرالى جاهلية جهلاء ولا عداوة بغضاء ولا إلى قتال وسفك الدماء. وقال: “إن هذه الملايين التي زحفت اليوم من كل محافظات الجمهورية، لتأييد الأمن والاستقرار هي الرد العملي على الذين يريدون الانقلاب على الشرعية الدستورية، والرد العملي لكل من نادى بالزحف الى غرف النوم وكل من ينادي بالرحيل والفوضى والشغب وسفك الدماء وهتك الاعراض”. وأضاف:“ هذا هو الشعب والاغلبية الصامتة التي نطقت بعد صمت طويل مع مصلحتها وأمنها واستقرارها، فاين أولئك الذين تعاموا عن الرؤية الحقيقية لتلكم الملايين التي خرجت في جمعة التسامح، هل سينكرون هذه الملايين مرة أخرى في هذه الجمعة”. وقال خطيب خطبتي الجمعة: “يا قيادة أحزاب اللقاء المشترك أتريدونها فتنة هوجاء فإنكم لن تواجهوا إلا الشعب، لكننا لا نريد ان تسفك قطرة دم فحكّموا قلوبكم وعودوا إلى رشدكم قبل ان لا ينفع الندم، نقول كما علمنا الله تعالى: “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”, وقوله: “ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها الا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم”. وقال خطيب الجمعة: “كادت محاسن الرئيس علي عبدالله صالح أن تمحى وتنسى وتدفن وتطمس، كادت محاسنه وخدماته لهذا الوطن ان تدفن، فكانت إرادة الله عز وجل أقوى من مخططات المتآمرين التي اتضحت لإقامة الدولة الحوثية ومخططات تقسيم البلاد والانفصال ودولة الجنوب التي يطالب بها البيض من قناة الحرة، بكل وقاحة، ينتظرون اللحظة المناسبة ليعلنوا الانفصال، لا بلغهم الله ذلك أولئك الحاقدين”. وأضاف :“ بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية والازمات المصطنعة كدنا ان ننسى أهمية وجود الرئيس بيننا، عرف المؤمنون والملايين من ابناء الشعب حجم المؤامرات التي تحاك ضد بلدهم ووطنهم وعرفت الاغلبية الصامته حجم الكيد والتآمر الذي يراد لهذا الشعب، كما عرفوا أهمية وقيمة وجود الرئيس ليقود السفينة الى بر الأمان”. وتابع:“ اليوم انكشفت الخطط فزاد الشعب تمسكا برئيسه وقيادته وقائده ووطنه وأمنه واستقراره، وهذه الملايين دليل على ذلك، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: “السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم فإن حكم وعدل كان له الأجر وعليكم الشكر وإن جار أو حاف أو ظلم كان عليه الوزر وعليكم الصبر، فالسلطان ظل الله في الأرض, من أكرمه اكرمه الله ومن أهانه أهانه الله”. وبيّن الشيخ القليصي أن هناك مؤامرة على الشعب في حصاره سياسيا واقتصاديا ، وما هو حاصل اليوم من ضرب لمحطات الغاز والكهرباء واحتكار السلع ورفع الاسعار الهدف منه تأجيج الشعب وخروجه غاضبا فتكون ثورة جماهيرية ضد قيادته وحكومته .. لافتا إلى أنهم يستخدمون مثل هذه الأشياء الضرورية لحياة الناس لإخراجهم إلى الشوارع فيقول اولئك: هؤلاء خرجوا لمناصرة الثورة، فأي ثورة هذه التي يدعون لها. وقال :“إن الذين يتوعدون ويهددون من لم يلتحق بثورتهم أنهم سيحاكمونهم ويلاحقونهم قضائيا وعسكريا وغير ذلك، إن هذا ليس أسلوب من يريد ان يحكم في المستقبل، فهل ستحاكم هذه الملايين، وهل سيحاكم هذا الشعب الطيب الأبي، أي عقلية هذه نقول لصاحب المسبحة الحمراء، المسبحة ثلاثة انواع مسبحة ومشبحة ومقبحة فاختر لنفسك واحدة ولاتكن الثالثة فتهلك”. وأضاف خطيب الجمعة: “إن الشعب هتف بأعلى صوته أنه مع الشرعية الدستورية، ومع أن يكمل رئيس الجمهورية دورته وحقه الانتخابي إلى 2013م، لماذا العناد أيها التربويون أيها المعلمون يا من أنتم في ساحة الاعتصام, كيف تحلون مرتباتكم وأنتم اليوم قطعتم الدوام وحرمتم أبناءنا وبناتنا من التعليم، ألا تتقون الله أيها الاطباء وقد أديتم قسم التخرج، لا تعطلوا المصالح العامة والخاصة. وتابع:“ أيها اللقاء المشترك اتقِ الله وأنت توظف أبناءنا وأطفالنا كمشاريع استشهاد وهم في عمر الزهور، يلبسونهم اكفاناً بيضاء ويكتبون عليها مشاريع استشهاد، أهذه سلمية وأنت تربي أبناءنا على العنف والجهاد والقتال ضد إخوانهم، كيف السلمية وأنت تنتهك حقوق الطفولة الآمنة البريئة”.. داعياً كل الأطراف إلى تجنيب الاطفال المماحكات السياسية، وعدم استغلالهم في مثل هذه المواقف. وحثّ أبناء الشعب اليمني بكل أطيافه على الالتحام مع القيادة والجيش والأمن للحفاظ على مقدرات الأمة وأمنها واستقرارها من خلال تشكيل لجان شعبية لحماية البيوت والحارات والأعراض والممتلكات. وناشد كل الشرفاء بالعودة الى جادة الحق والمنطق وتحكيم العقل لحقن الدماء وصون الأعراض والحفاظ على الوطن من التشظي والانقسام.