أعلن محافظ تعز حمود خالد الصوفي عن تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة تعز أمس . وقال في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) وفضائية اليمن: «نعرب عن أسفنا الشديد لانحراف الاحتجاجات عن مسارها السلمي كما حدث هذا أمس، حيث فوجئنا بهجوم على مبنى المحافظة والقصر الجمهوري بتعز ومن عدة اتجاهات». وأضاف: «إن مواجهة أمس المؤسفة كانت مفاجئة بالنسبة لنا، وقد اعتدنا من الإخوة في أحزاب اللقاء المشترك أنهم يطلبون تصريحاً لأي تظاهرات سلمية، إلا أنهم لم يطلبوا اليوم تصريحاً للتظاهر، رغم أن العلاقة بين السلطة المحلية وأجهزة الأمن من جهة وبين المحتجين علاقة قانونية ولا يوجد فيها أية شائبة».. وتابع قائلاً: «ولكن للأسف هذا اليوم لا أدري من الذي اتخذ هذا القرار بمهاجمة المحافظة ومهاجمة القصر الجمهوري والتسبب في هذه المواجهات التي نتج عنها ضحايا». وأردف محافظ تعز قائلاً: «نحن نأسف بشدة على سقوط هؤلاء الضحايا، ونحمل المسؤولية كل من تسبب في هذه الأحداث ودفع بالمحتجين بالهجوم على مبنى المحافظة وعلى القصر الجمهوري، وهذا عمل تخريبي بكل تأكيد ويسبب احتكاكاً ومواجهات». واستطرد قائلاً : «تم الهجوم على مبنى المحافظة من عدة اتجاهات، الأمر الذي وضع الحراسة المكلفة بحماية المرافق العامة ومنها المحافظة أمام اختبار قاسٍ، وحاولت بكل الطرق السلمية أن تصد أولئك المحتجين دون جدوى، ومن ثم لجأت إلى قوات مكافحة الشغب ولكنها عجزت، وفي الأخير تمكنت أطقم الشرطة العسكرية من وضع حاجز أمام البوابة الخلفية والبوابة الأمامية، وفوجئنا بإطلاق النار من أناس مندسين ومسلحين في أوساط المتظاهرين، وقد حاولت أجهزة الشرطة العسكرية والأمن القبض عليهم ولم تتمكن، بينما باشرت أطقم الشرطة العسكرية إطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين».. وعبر المحافظ الصوفي عن تقديره لحكمة وصبر رجال الأمن الذين تعاملوا مع المحتجين بحس حضاري، ولم يوجهوا فوهات بنادقهم قط إلى أي منهم. ومضى قائلاً: «لقد أكد لنا قائد الشرطة العسكرية وضباط الأمن المتواجدين في الساحة أنه لم يحدث أي أطلاق نار مباشر على أي من المحتجين، رغم أن الجندي الذي يحرس أي مرفق بالتأكيد هو معني بالدفاع عنه وحمايته من العبث أو من الاستيلاء».. وأشار محافظ تعز إلى أنه طلب من قيادات في فروع أحزاب المشترك المشاركة في لجنة التحقيق لمعرفة ملابسات هذه الأحداث، إلا أنهم لم يبدوا أي موقف حتى الآن، فضلاً عن كونهم ينكرون صدور توجيهات للمحتجين باقتحام المحافظة والقصر الجمهوري.. بينما نقل موقع نيوز يمن الإخباري عمن وصفها بإحدى قيادات الاعتصام الجماهيري في تعز بشرى المقطري، تأكيدها بأن المتظاهرين كانوا يريدون احتلال مبنى المحافظة. وبشأن عدد الضحايا الذين سقطوا جراء المواجهات المؤسفة التي حدثت أمس في تعز.. يقول المحافظ الصوفي: «نحن لم نتلق بلاغات من المستشفى الميداني بساحة الاعتصام في منطقة محطة صافر بعدد القتلى والجرحى، لكن المعلومات التي وصلتنا حتى اللحظة تؤكد أن هناك أربعة قتلى والعديد من الجرحى منهم خمسة عشر جريحاً متواجدون في المستشفيات الحكومية، ومازلنا نتابع إذا كان هناك جرحى أو ضحايا لم نبلغ بهم».. مؤكداً في ذات الوقت حرص الدولة على رعاية وعلاج الجرحى حتى يتماثلوا للشفاء. وبحسب شهود عيان فقد شهدت مدينة تعز أمس تصعيدًا خطيرًا من قبل المعتصمين، حيث انطلقت مسيرات من ساحة الاعتصام بمنطقة محطة صافر ومن غرب مدينة تعز. وقد توجهت أكبر تلك المسيرات صوب مبنى محافظة تعز عند الساعة ال 11 قبل الظهر، بينما قامت قوات مكافحة الشغب بتنظيم نفسها من خلال العمل على ثلاثة أنساق حول مبنى المحافظة، ورغم ذلك قام المتظاهرون باختراق النسق الأول والثاني، وعند النسق الثالث على أسوار مبنى المحافظة قام رجال مكافحة الشغب بإطلاق النار في الهواء واستخدام القنابل الدخانية لتفريق المتظاهرين الذين كان بينهم أشخاص يحملون أسلحة نارية, وأطلق بعضهم النار.. وأوضح شهود العيان أن المتظاهرين عندما فشلوا في اقتحام المحافظة توجهوا بمسيرتهم نحو القصر الجمهوري من ثلاث جهات شمالاً وشرقاً وجنوباً، إلا أن أفراد حراسة القصر ومواطنين من سكان المنطقة صدوهم وتمكنوا من إثنائهم عن اقتحام القصر. إلى ذلك باشرت نيابة استئناف محافظة تعز التحقيقات في وقائع القتل والإصابة لعدد من المتظاهرين أثناء المواجهات التي حدثت أمس بالقرب من مبنى المحافظة والقصر الجمهوري بمدينة تعز. وقال النائب العام الدكتورعبدالله العلفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن عدداً من أعضاء النيابة انتقلوا إلى مكان وقوع تلك المواجهات لمعاينة الوقائع وإجراء التحقيقات.. موضحاً أن الطبيب الشرعي باشر معاينة جثامين المتوفين جراء تلك الأحداث المؤسفة. وأكد النائب العام أن النيابة ستواصل تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث واتخاذ كافة الإجراءات القانونية بهذا الشأن.